أكد عبد السلام ولد أحمد المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الفاو أن الخسائر السنوية بسبب تآكل التربة في منطقتنا تقدر بنحو 13 مليار دولار أمريكي من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي ، مشيرا أنه لتحقيق هدف التنمية المستدامة بشأن الحد من المزيد من تدهور الأراضي ، يتعين علينا تعزيز السياسات والممارسات المستدامة ومبادرات ندرة المياه لإدارة الأراضي ووضعها موضع التنفيذ على مستوى المنطقة برمتها.
وقال - في كلمته خلال مؤتمر أيام الأراضي والمياه اليوم - إن مشكلة تدهور الأراضي والتصحر في المنطقة تتفاقم نتيجة النزاعات وتغير المناخ ، حيث لا يؤدي تآكل التربة إلى فقد العناصر المغذية وخفض الكربون العضوي والتدني العام في الإنتاج الزراعي فحسب، بل يزيد من حدة ظواهر مثل العواصف الرملية والترابية.
كما أوضح أنه مرت خمس سنوات منذ انعقاد أول مؤتمر لأيام الأرض والمياه لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الأردن في ديسمبر 2013 ، حيث انعقد المؤتمر الأول في إطار الأسلوب الجديد لعمل منظمة الفاو الذي يهتم بالتركيز على أهم أولويات المنطقة من خلال المبادرات الإقليمية لندرة المياه لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وأضاف ولد أحمد أن منظمة الفاو عملت خلال السنوات الخمس الماضية مع شركائها من خلال عملية شاملة لوضع الخطوط التوجيهية الطوعية للإدارة المستدامة للتربة ، حيث تعتبر هذه الخطوط التوجيهية - المعتمدة من مؤتمر الفاو - مرجعا حيويا بشأن عكس عملية تدهور التربة.
وأوضح أن تغير المناخ يعتبر على رأس التحديات التي تواجه المنطقة ، وقال " تطلب الأمر منا جميعا وقتا طويلا للاعتراف بالحجم الحقيقي لمشكلة المناخ ، أما اليوم فلم يعد هناك مجال للشك في التهديد الضخم الذي يمثله تغير المناخ على السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بل وعلى بقاء البشرية" .
كما لفت إلى أن الخبرات والعلم تتزايد بشأن قابلية منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا للتأثر بتغير المناخ، حيث تعرضت المنطقة العربية خلال الفترة من 2006 إلى 2010 لواحدة من أقسى دورات الجفاف في القرن الماضي، مما أدى إلى فقدان سبل العيش والهجرة وزيادة حدة انعدام الأمن الغذائي للفئات الأكثر ضعفا.
وأكد مسئول الفاو أنه يجب سرعة اعتماد النظم الغذائية والزراعية القادرة على تحمل تغير المناخ ، ويتضمن ذلك اعتماد المزيد من نظم الإنتاج المتنوعة التي تدمج المحاصيل والثروة الحيوانية، إذ يتعين علينا اعتماد أنواع تتحمل الجفاف وغيرها من الحلول المراعية للمناخ.
وأشار إلى أنه مع تفاقم ندرة المياه ينبغي على البلدان الاستمرار في تكييف سياساتها واستراتيجياتها وحوكمتها لمواجهة التحديات المائية والإسراع في التقدم والتحول الزراعي نحو التنمية المستدامة.