الأحد 16 يونيو 2024

ذكرى رحيل كمال سليم.. رائد الواقعية في السينما المصرية

2-4-2017 | 22:09

لا تقاس أعمال المبدعون بالكم، بل بالقيمة، يكفي أن تصنع عملاً واحدًا خالدًا مؤثرًا، تلك كانت باختصار حياة المبدع كمال سليم.

استطاع كمال سليم رغم قصر عمره الفني، أن يصنع الواقعية في السينما المصرية من خلال فيلمه "العزيمة" الذي يعد من علامات السينما المصرية؛  حيث دخل قائمة أفضل مائة فيلم مصري.

ولد كمال سليم في 19 نوفمبر 1913 بحي الظاهر، وعاش صباه وشبابه بين الأحياء الشعبية؛ الظاهر، والحسينية، والعباسية، وحصل على الشهادة الثانوية، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة السينما؛ لكنه لم يمكث طويلاً؛  فقد تم اغتيال الرئيس الفرنسي بعد وصوله بأيام، وتم ترحيله إلى مصر، وكله إصرار لبدء مشواره في عالم السينما.

جاءته فرصة إخراج أول عمل سينمائي، وهو فيلم وراء الستار عام 1937،  وكتب له القصة والسيناريو والحوار، وعمل مونتاجه.

  وكان سليم متعدد المواهب في ذلك العالم الساحر، وأنتجت له شركة أوديون لأنتاج وتوزيع الأسطوانات الفيلم؛ لثقتها الكبيرة بقوة بطلي الفيلم؛  الفنان عبد الغني السيد، والمطربة رجاء عبده، مع نجمتي الطرب؛ رئيسة عفيفي، وبديعة صادق، بالإضافة إلى نجمة الرقص تحية كاريوكا، والكوميديانة زينات صدقي، وعبد السلام النابلسي .

ويذكر أن السينما في تلك الفترة كانت بعيدة تمامًا عن الحياة الواقعية، ولا تعبر عن روح المجتمع المصري، وكانت اقرب في التناول إلى حياة الطبقة الإرستقراطية مع المزيد من القصص المقتبسة والمليودرامية.

 وكانت لنشأة كمال سليم التأثير القوي في فيلمه التالي وهو فيلم العزيمة، حيث اتفق مع شركة ستوديو مصر على إخراجه بعد أن تعاملوا معه للمرة الأولى من خلال سيناريو فيلم الدكتور، وأمدهم سليم بقصة فيلم العزيمة ووافقوا على إنتاجه، وكتب السيناريو والحوار للفيلم، كما قام أيضًا بإخرجه، ونجح الفيلم نجاحًا ساحقًا؛ لأنه لأول مرة تجد فيلمًا يعبر عن واقع الشعب المصري، ويتناول مشاكل الشباب، ويجسد كفاحهم وطموحهم في بناء كيانهم من خلال إقامة مشروعات تعتمد على أفكارهم وسواعدهم لا على ما أقامته الحكومة من مشروعات إقتصادية؛ لذا وجد الشباب أرواحهم داخل هذا العمل السينمائي الجديد؛ فزاد إقبالهم عليه، وطبقات الشعب كافة عند عرضه في 6 نوفمبر 1939، ومن هنا أرسى كمال سليم النواة الأولى لأفلام الواقعية في مصر، التي تأثر بها تلميذه ومساعده في إخراج فيلم العزيمة المخرج صلاح أبو سيف، الذي أصبح بعد ذلك مخرج أفلام الواقعية المصرية.

واستمرت بعد العزيمة رحلة سليم السينمائية؛ فكتب السيناريو والحوار وقام بإخراج 11 فيلمًا من بينها فيلم “أحلام الشباب” لفريد الأطرش عام 1942، و”فيلم البؤساء” لأمينة رزق، وعباس فارس، وسراج منير، عام 1943، ثم كتب القصة وأخرج الفيلم الوحيد لمطربة القطرين فتحية أحمد، وهو فيلم “حنان” عام 1944، وفيلم “المظاهر”، و”قصة غرام” وفيلم “ليلة الجمعة”، ثم بدأ في إخراج فيلم “ليلى بنت الفقراء” بعد أن كتب له السيناريو والحوار عام 1945، لكن لم يمهله القدر لإكماله؛ فقد رحل سليم فجأة عن عمر يناهز 32 عامًا وهو في ريعان الشباب .