الخميس 30 مايو 2024

بالصور .. حارة «القرع» آيلة للسقوط

3-4-2017 | 01:37

هل سمعت عن حارة «القرع»؟ وهل هذا الاسم هو الأغرب في شوارع المحروسة؟

تقع على مسامعنا العديد من أسماء الشوارع المختلفة والغريبة داخل الأحياء الشعبية والقديمة، والتي تخفي تحت طيتها قصصًا وأسبابًا وراء تلك الأسماء المحفورة في أذهان قاطنيها، حاملة تاريخاً حافلاً بأسرار لم يعرفها الكثيرون بعد.

حارة "القرع" احد الحواري العتيقة المتفرعة من منطقة مصر القديمة المحاطة ببيوت ترتسم عليها عوامل الزمن، عامرة و زخارة بقصص وروايات خلف اسمها المميز يعرفها اهلها وتعيش بداخلهم لتظل خالدة جيلا بعد جيلاً.

قصة الحارة

يقف عم" فارس زغلول" ذو 65 سنة أمام ورشة الحدادة، ويروي حكاية المنطقة قائلاً "أنا اتولدت في حارة القرع وجدودي عاشوا هنا، وهي من أقدم الحواري في مصر واسمها له قصة غريبة، سببه أن كان في واحدة ست كبيرة كانت ساكنة في الحارة وبتعالج الناس من القراع، وأمراض الشعر بالأعشاب، وكان الناس بتيجي أفواج على الحارة من كل حتة في مصر عشان تتعالج وترجع لطبيعتها من تاني"، مضيفًا أن تلك الحارة من أعتق المناطق التي يعود تاريخها منذ العصر الروماني، ويحوطها العديد من المناطق الأثرية الحافلة بالتراث والتاريخ.

بوابة الدخول

ويتابع الستيني حديثه قائلاً: "زمان الحارة ديه كان ليها بوابة جوه ممر مكنش في حد غريب بيعدي منها، واللي كان من الحارة كان بيخبط على البوابة عشان يستأذن ويدخل؛ لأننا كان عددنا قليل، وكنا عارفين بعض "، مشيرًا إلى أن المنطقة لا تزال تحافظ على الأجواء الحميمية بين الجيران وبعضها في حالة من الود لم يجرفها تغيرات الزمن، مترابطين في الفرح والكرب وذلك لأصالة تلك الحارة وامتداد عائلات قاطنيها.

تغير الأحوال

يضيف أن المنطقة اختلفت كثيرًا عن الماضي، وتم غزالة البوابة وبناء أبراج وعمائر خلال الـ15 سنة الماضية، وتغيرت معالم الحارة ولكن لا تزال هناك العديد من البيوت القديمة موجودة ولكنها في حالة يرثى لها.

بيوت آيلة للسقوط

يوضح فارس أن المنطقة تعاني العديد من المشاكل، أهمها وجود منازل آيلة للسقوط وغير صالحة للسكن أو الترميم، وصدر اتجاهها قرار إزالة ولم يتم تنفيذه حتى الآن، مضيفًا أن لديه منزل آيل للسقوط، ولكن حي مصر القديمة يقف ساكنًا دون إزالته.

خوف من الانهيار

يعرب "فارس" عن قلقه قائلاً "أنا بقيت خايف على البيت أحسن يقع على حد من الأطفال الصغيرة وتحصل كارثة؛ لأن البيت متهدم خالص ومتكسر ولحد دلوقتي الحي مش بيعمل حاجة ومستني البيت لما يقع لوحده محدش يقدر يهده غير لما يجيله إزالة أو الحي يهدمه".

الإهمال وغياب المسؤولين

ورصدت «الهلال اليوم»، عددًا من البيوت المتهالكة التي من الممكن أن تنذر بكارثة يصعب تفاديها؛ لعدم الاهتمام بها أو تزال قبل أن تنهار على قاطني تلك الحارة العتيقة التي تعاني من إهمال شديد من قبل الجهات التنفيذية والمسئولة عن تلك المنطقة.