السبت 1 يونيو 2024

شرطة الاحتلال تعتقل أحد حراس المسجد الأقصى وتعتدي عليه

4-4-2019 | 17:29

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، أحد حراس المسجد الأقصى بعد الاعتداء عليه بالضرب.

وقال شهود عيان إن شرطة الاحتلال اعتقلت حارس المسجد الأقصى عمران الرجبي واعتدت عليه واقتادته دون السماح له بارتداء حذائه.


وأضاف الشهود أن شرطة الاحتلال حاولت اقتحام مصلى باب الرحمة داخل الأقصى بأحذيتهم، فتصدى لهم الحارس الرجبي وطالبهم بخلعها فقاموا بالاعتداء عليه واعتقاله.


وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت صباح اليوم الشاب خضر العجلوني بعد فتحه باب مصلى باب الرحمة، كما اقتحم العشرات من المستوطنين وأفراد الشرطة المسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر وتقدمهم عضو الكنيست المتطرف يهودا جليك.


وصرح أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبد الله معروف بأن "سلطات الاحتلال تحاول الدخول شريكا عمليا في إدارة المسجد الأقصى المبارك، وتريد ترجمة خطاب مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر خلال افتتاح السفارة الأمريكية في القدس حول السيادة على القدس بكل ما فيها من خلال تأكيد سيادتها على المسجد الأقصى المبارك بالتحكم بفتحه وإغلاقه والدخول إلى المصليات وخصوصا مصلى باب الرحمة، بل وإفراغه من جميع المسلمين بما فيهم دائرة الأوقاف عند رغبتها في ذلك بهدف تحويله إلى كنيس يهودي، وهو ما ترد عليه أوقاف القدس دائما بالتأكيد على أن الشرطة الإسرائيلية لا تملك السيادة على المسجد الأقصى المبارك كما تحاول فرضها مؤخرا ضاربة بعرض الحائط الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم، وأن دائرة الأوقاف هي المسئول الحصري عن إدارة جميع ما يتعلق بالمسجد".


وعاد باب الرحمة وهو الباب الوحيد الواصل بين باحات المسجد الأقصى وخارج القدس العتيقة، إلى الواجهة، بعد أزمة وضع شرطة الاحتلال أقفالا على باب الرحمة، لمنع الأوقاف من فتحها أو استخدامها، وجاء هذا الإجراء بعد قيام أعضاء مجلس الأوقاف الإسلامية الجديد بزيارة المكان وهو مبنى كبير يحتوي على قاعة واسعة، وفي عام 2003 أغلقته سلطات الاحتلال، حيث كان مقرا للجنة التراث الإسلامي بحجة أنه يستخدم لنشاطات سياسية، وفي عام 2017 أصدرت محكمة الاحتلال قرارا يقضي بإغلاق المبنى حتى إشعار آخر.


وللمسجد الأقصى المبارك 15 بابا، منها عشرة أبواب مفتوحة وخمسة مغلقة.. أما المفتوحة فهي: باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، وتقع هذه الأبواب الثلاثة على السور الشمالي للمسجد الأقصى.. وباب المغاربة وباب الغوانمة وباب الناظر وباب الحديد وباب المطهرة وباب القطانين وباب السلسلة، وهذه الأبواب السبعة تقع على السور الغربي للمسجد، وكلها مفتوحة وتستعمل من قبل المصلين المسلمين باستثناء باب المغاربة الذي صادرت قوات الاحتلال مفاتيحه عام 1967 ومنعت المسلمين من الدخول منه إلى الأقصى.


أما الأبواب المغلقة فهي: الباب الثلاثي والباب المزدوج والباب المفرد وباب الرحمة وباب الجنائز، وتقع هذه البوابات في السور الجنوبي والسور الشرقي للأقصى.


ويقول المختص في شئون المسجد الأقصى الدكتور جمال عمرو بجامعة بيرزيت إن الاحتلال يسعى للسيطرة على باب الرحمة الذي يخرجك من الأقصى إلى خارج البلدة القديمة عكس كل الأبواب التي تصب داخل القدس العتيقة".


ولفت الدكتور عمرو إلى تعامل الاحتلال بمكيالين، موضحا أن أي مقدسي يقترب من باب الرحمة يتم اعتقاله فورا، في حين يرحب بالمستوطنين في باب الرحمة، مما يثير مخاوف من أن يكون ذلك مقدمة لمحاولة الاحتلال تحويل قاعات باب الرحمة إلى كنيس يهودي. 


ونبه إلى "أننا أمام كارثة محققة مقبلة على باب الرحمة موثقة بخرائط ومخططات تكشف أهداف الجمعيات الاستيطانية لإقامة كنيس في محيط باب الرحمة، وهي مخططات إرهابية ينشأ عنها حرب دينية".


ولفت عمرو إلى أن المسجد الأقصى أمام مخطط لباب مغاربة جديد (أي الاستيلاء على باب الرحمة كما تم الاستيلاء على باب المغاربة منذ 1967)، مشيرا إلى أن ما يقوم به الاحتلال عند باب الرحمة المغلق هو أشد وطأة وأكثر خطورة ودمارا على الأقصى.


وأوضح أن سلطات الاحتلال وضعت قدمها تحت الأقصى عبر الأنفاق التي حفرتها وصعدت فوق الأقصى، وبنت تحت الأرض وفوقها نحو 190 كنيسا يهوديا أحاطت بالأقصى من كافة الجوانب، واليوم يقوم الاحتلال بالبنية التحية لمشروع "التلفريك التهويدي" في سماء الأقصى، وهكذا أحكم الاحتلال سيطرته على قبلة المسلمين الأولى.


وباب الرحمة أو التوبة أطلق عليه الصليبيون اسم الباب الذهبي، وهو اليوم يمثل مقر لجنة التراث الإسلامي وهو باب مكون من بوابتي الرحمة جنوبا، والتوبة شمالا، واسمه يرجع لمقبرة الرحمة الملاصقة له من خارج أسوار الأقصى.