الأربعاء 19 يونيو 2024

خبراء عن جولة الرئيس الخارجية: تستهدف تعميق العلاقات الثنائية والتوافق بشأن قضايا القارة الأفريقية.. و3 ملفات على مائدة السيسي وترامب

تحقيقات7-4-2019 | 16:26

أكد خبراء سياسيون أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية التي تشمل 4 دول تحمل أهمية كبرى في الوقت الراهن حيث تستهدف تعميق العلاقات والتوافق الأفريقي بشأن قضايا القارة، حيث تناقش القضايا الاقتصادية والأمنية، موضحين أن زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ستتطرق إلى مجموعة من الملفات أبرزها القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد توجه صباح اليوم الأحد إلي غينيا في بداية جولة خارجية تشمل أيضا كلا من الولايات المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب أفريقيا تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لاسيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية، خاصةً في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

وأضاف بسام راضي أن زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الأمريكية واشنطن تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها.

 

القضايا الاقتصادية والأمنية

الدكتور رمضان قرني، خبير الشئون الأفريقية، قال إن الجولة الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لمنطقة غرب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، تمثل أهمية خاصة في منظومة العلاقات المصرية الأفريقية، وتتواكب زمنيا مع رئاسة الاتحاد الأفريقي وقيادتها للعمل المؤسسي داخل الاتحاد، وسيكون هناك حديث مصري واضح بشأن الملفات المشتركة مع دول القارة.

وأضاف قرني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز هذه الملفات هي التطورات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، والتطورات الخاصة بالتعاون الاقتصادي بين دول غرب أفريقيا ودول القارة، والملفات السياسية، مؤكدا أن العلاقات المصرية بدول غرب أفريقيا تمثل أهمية خاصة من الناحية الاستراتيجية حيث تصنف هذه المنطقة بأنها منطقة الحزام الإسلامي في غرب القارة.

وتابع: أن مصر ترتبط تاريخيا بعلاقات قوية مع هذه الدول وخاصة التي جمعت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالرئيس أحمد سيكو توري في غينيا، والرئيس السنغالي ليبولد سنجور، مشيرا إلى أن كل هذه العلاقات تؤسس لمرحلة مهمة حيث الانطلاق من الماضي التاريخي العريق بين مصر والقارة نحو أفق مستقبلية لهذه العلاقات.

 

وأشار إلى أن الزيارة تعطي بعدا مهما للدوائر داخل حركة السياسة الخارجية لمصر داخل أفريقيا، فهي تتحرك داخل غرب القارة ومن قبل كانت هناك زيارات لشرق ووسط القارة، كما استقبلت القاهرة العديد من الزعماء من وسط وجنوب القارة، مما يؤكد أن مصر تنظر للقارة الأفريقية ككتلة متكاملة وواحدة.

 

وأكد الخبير السياسي أن هذه الدول تنتمي لتجمع الإيكواس أحد التجمعات السياسية والأمنية الهامة في غرب أفريقيا والتي ينبثق منها تجمع الإيموا باعتباره الاتحاد النقدي لدول غرب أفريقيا، مؤكدا أن توثيق هذه العلاقات مع هذا التجمع النقدي يصب في صالح الاقتصاد المصري، ومصر ترتبط بعلاقات اقتصادية في شرق ووسط القارة مثل الكوميسا والسادك.

 

ولفت إلى أن أبرز الملفات المطروحة في الجولة الرئاسية البعد الاقتصادي، فالزيارة تستهدف تفعيل بروتوكولات التعاون الاقتصادي والتنموي بين مصر وهذه الدول، وستدفع الزيارة في تعزيز وتنمية العلاقات الاقتصادية بين مصر وهذه الدول، والملف الثاني هو الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء في ظل تدشين مصر الأكاديمية الخاصة بالتدريب الشرطي لهذه الدولة ومن ثم فتعزيز التعاون الأمني مع هذه الدول في غاية الأهمية، وكذلك التعاون الثقافي.

 

واختتم: هناك جملة من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وبناء القدرات الأفريقية بما يسهم في انخراط مصري حقيقي في القارة الأفريقية وخاصة الغرب الأفريقي.

 

تعميق العلاقات والتوافق

وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى غينيا ودول غرب أفريقيا تأتي استمرار لجهود الرئيس للتواصل مع الدول الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام الجاري.

 

وأوضحت بكر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تولي اهتماما كبيرا بعمقها الأفريقي وتنمية العلاقات على المستوى الاقتصادي والسياسي، مضيفة أن الجولة ستشمل كوت ديفوار والسنغال أيضا كدول هامة في غرب أفريقيا بما يستهدف دفع عملية التنمية والاندماج الاقتصادي في القارة.

 

وأكدت بكر أن العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول الثلاث مهمة لكل الأطراف ويهتم قادة هذه الدول بتنميتها وتعميقها لزيادة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة، مضيفة أن الزيارة ستعمل أيضا على التوافق حول الملفات السياسية المشتركة وفي التوجهات لدعم قضايا القارة والمنطقة العربية.

 

وأضافت أن ملف الأمن أيضا ومكافحة الإرهاب سيكون حاضرا على مائدة مباحثات الرئيس مع قادة هذه الدول.

 

3 ملفات على مائدة السيسي وترامب

ومن جانبه، قال اللواء حمدي بخيت، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن الجولة الخارجية التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم تكتسب أهمية خاصة لدفع التعاون بين مصر ودول غرب أفريقيا في ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي.

 

وأضاف بخيت - في تصريح لـ"الهلال اليوم" -  أن زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لواشنطن تدفع لزيادة التعاون المصري الأمريكي، في ظل التعقيدات التي تشهدها المنطقة.

 

وأوضح أن السيسي واضح الرؤية ومصر صاحبة قرار سيادي، وستحقق الزيارة مكاسب كبيرة لمصر، مشيرا إلى أن أبرز الملفات المطروحة على مائدة مباحثات السيسي وترامب هي قضايا المنطقة والإرهاب والتعاون المصري الأمريكي.

 

وأكد أن هذا التعاون سيحظى بجانب كبير من المحادثات في ظل التعاون الاقتصادي القائم بين الدولتين، مضيفا أن القمة المرتقبة بين السيسي وترامب ستشهد تأكيدا من الرئيس على القيم المصرية وعرض الموقف المصري والعربي بشأن القضايا العربية المُلحة كالقضية الفلسطينية والتعقيدات التي تشهدها المنطقة.

 

وأشار إلى أن القيادة السياسية استطاعت تحقيق الريادة المصرية في المنطقة ولها دور فاعل في كل القضايا المطروحة إقليميا ودوليا، مؤكدا أن مصر تتحرك طبقا لإرادة أمة ولديها رؤية وقدرة على التعامل مع كل الأطراف الدولية سواء على المستوى الأوروبي أو الأمريكي أو الأفريقي.

 

وتابع بخيت: إن مصر في ظل ما تملكه من مقومات يمكنها أن تلعب دورا هاما في المنطقة وأفريقيا بالتزامن مع رئاستها الاتحاد الأفريقي، لذلك تكتسب زيارة الرئيس لدول غرب أفريقيا أهمية كبرى في الوقت الراهن.