قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه اتفق مع الرئيس الايفواري الحسن واتارا على تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين مصر وكوت ديفوار فيما يتصل بالقضايا المُلحة على الساحة الإفريقية، والملفات ذات الاهتمام المشترك، وهو ما يأتي في إطار تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وعضوية كوت ديفوار الحالية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، خاصة فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية كوت ديفوار، حيث قال الرئيس إن زيارته الحالية إلى كوت ديفوار تتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وتهدف إلى "دفع عملنا المشترك نحو تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والرخاء، والارتقاء بالتنسيق القائم والمستمر بين بلدينا في هذا الشأن"
وأوضح الرئيس السيسي أنه أجرى مع الرئيس "واتارا" مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تناولت سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وكوت ديفوار على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وقال الرئيس "تبادلنا وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية. واتفقنا على أهمية الانطلاق بالروابط بين البلدين إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بيننا، وتشجيع الاستثمارات المصرية في كوت ديفوار، فضلا عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المدنية والعسكرية المختلفة".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية كوت ديفوار:
"أخي فخامة الرئيس/ الحسن واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار الشقيقة،
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أتواجد اليوم في أبيدجان، وأود أن أشكركم أخي فخامة الرئيس "واتارا" على حفاوة الاستقبال، وعلى كرم الضيافة الإيفواري المعهود.
كما إنه من دواعي اعتزازي أن أكون أول رئيس لجمهورية مصر العربية يقوم بزيارة بلدكم الشقيق كوت ديفوار. هذه الدولة المحورية في غرب قارتنا الإفريقية، والتي تلعب دوراً هاماً في محيطها الإقليمي، كما تتحمل في الوقت الراهن مسئولية تمثيل شواغل وقضايا القارة الأفريقية على الساحة الدولية من خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن الدولي.
تتزامن زيارتنا الحالية إلي كوت ديفوار مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وتهدف الي دفع عملنا المشترك نحو تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والرخاء، والارتقاء بالتنسيق القائم والمستمر بين بلدينا في هذا الشأن، مع التطلع إلى أن تسهم هذه الزيارة في تدعيم أواصر الود وتعزيز العلاقات التاريخية السياسية والاقتصادية بين بلدينا بما يتناسب مع ما يمتلكانه من إمكانات وقدرات.
لقد أجريت مع أخي الرئيس "واتارا" مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وكوت ديفوار على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. كما تبادلنا وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية. واتفقنا على أهمية الانطلاق بالروابط بين البلدين إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بيننا، وتشجيع الاستثمارات المصرية في كوت ديفوار، فضلاً عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المدنية والعسكرية المختلفة.
كما بحثنا عدد من الاتفاقات في المجالات السياحية والثقافية والصحية بهدف توطيد أطر التعاون بين البلدين، والعمل على أن يمثل هذا التعاون نموذجاً لباقي الدول الأفريقية، ونسعى أن يكون نجاح الزيارة الحالية خطوة أولي على المستوى الثنائي لتحقيق الهدف الأفريقي الأسمى وهو التكامل الاقتصادي بيننا.
وقد تناول اللقاء أيضاً كيفية الاستفادة مما حققه بلدانا في مجال البنية الأساسية لربط القارة الأفريقية بعضها ببعض، لتيسير سبل التبادل التجاري، إضافة الي التباحث حول تأسيس لجنة مشتركة بين البلدين للعمل على دعم البنية الأساسية في مجال تكنولوجيا المعلومات.
كما تطرقنا إلى رؤيتنا لمحاور وأولويات عمل الاتحاد الإفريقي خلال العام الحالي، وسبل دفع جهود العمل الإفريقي المشترك. وأود في هذا الصدد تقديم التهنئة لكوت ديفوار بصفتي رئيسا للاتحاد الأفريقي على التصديق على اتفاقية التجارة الحرة في ديسمبر الماضي، حيث يعد تحقيق الدمج الاقتصادي أهم أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد، وهو ما نتوافق فيه مع كوت ديفوار كون أخي الرئيس الحسن وتارا رائداً لجهود القارة في تنفيذ أجندة 2063، حيث أود أن أثمن جهود فخامته في هذا الإطار، وتأكيد ثقتنا في قدرته علي تنسيق جهود العمل الإفريقي المشترك في هذا المجال.
كما اتفقنا - خلال اللقاء - على تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين فيما يتصل بالقضايا المُلحة علي الساحة الإفريقية، والملفات ذات الاهتمام المشترك، وهو ما يأتي في إطار تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وعضوية كوت ديفوار الحالية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، خاصة فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.
وفي الختام، أود أن أؤكد على ما اتسم به اللقاء من تفاعل إيجابي صريح، سعدت خلاله بالاستماع لوجهة نظر أخي الرئيس واتارا حول سبل تحقيق الاستقرار والأمن وكذا دعم جهود التكامل الاقتصادي بقارتنا الأفريقية.
مرة أخرى، أود أن أعرب عن خالص الامتنان والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منكم أخي فخامة الرئيس الحسن واتارا والشعب الإيفواري الشقيق، وأتطلع لاستقبالكم في المستقبل القريب في بلدكم الثاني مصر. وشكراً."