أعرب البطريرك الماروني في لبنان الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، عن أمله في أن يعم السلام بلدان الشرق الأوسط التي تعاني الحروب والانقسامات والنزوح والتهجير والأزمات السياسية والاقتصادية، مؤكدا أهمية عودة جميع النازحين والمهجرين إلى أوطانهم للحفاظ على ثقافتهم وحضارتهم.
وقال بطريرك المورانة - في كلمة له اليوم خلال قداس أحد الشعانين – إن عودة النازحين والمهجرين، يمثل ضرورة لهم ولأوطانهم، وحتى لا يكونوا عبئا على البلدان التي استقبلتهم وفي مقدمتها لبنان.
وأشار إلى أن لبنان يرزح تحت عبء النزوح الثقيل الذي يتهدد حياة شعبه وكيانه وسقوط اقتصاده وتعطيل إنمائه ، مضيفا: "النداءات للنازحين واللاجئين للعودة إلى أرضهم، بالرغم من عدم تشجيعهم من قبل الأسرة الدولية لأغراض سياسية، ولكي لا يكونوا مع وطنهم ضحية حربين الأولى هي حرب الأسلحة التي دمرت الحجر، والثانية هي حرب السياسة وعدم العودة التي تدمر الهوية والثقافة والتاريخ الحي ، الحجر يعوض أما الهوية فلا".
يشار إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية تفيد بوجود قرابة مليون و 300 ألف نازح سوري داخل الأراضي اللبنانية، ويتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسئولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون وحتى مليوني نازح.
ويعاني لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر في العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذي يقترب من 5 ملايين نسمة.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.