الخميس 28 نوفمبر 2024

عن العندليب أتحدث .. حليم كمان وكمان

  • 4-4-2017 | 10:04

طباعة

بقلم : أمينة الشريف

بعد غد تمر الذكرى الـ «40» لوفاة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ .. وهل مازالت هناك أسرار وحكايات لم تنشر عنه بعد، إن مشوار حياته قتل بحثا.. السؤال منطقي جدا.. ويطرح نفسه سنويا ولكنه سؤال ظاهري وبسيط يطرحه من يؤثر السلامة ويجنب نفسه مشقة البحث والتحليل والاستنتاج والتكرار نعم التكرار ولكن بأسلوب مختلف.

صحيح أن 40 سنة مرت علي وفاة العندليب -30 مارس 1977- وصحيح أيضا أن القائمين علي الصحافة الفنية بصفة خاصة يبذلون مجهودا مختلفا حينما تحل الذكري السنوية لتقديم الجديد عنه ولكن - مرة أخري - ماذا عن شكسبير الذي احتفل العالم بذكري الـ «400» لوفاته منذ فترة بسيطة وهل بمجرد فراق الجسد تختفي معه الذكري الدائمة مدي الحياة فنحن مازلنا حتي الآن نستنهض الهمم والوجدان والذكريات باسترجاع أعمال شكسبير من جديد، ربما ملايين المرات علي مستوي العالم ولماذا عندما نصادف الظروف والملابسات التي تستدعى الاستعانة بأفكاره الحية في أعماله وتعكس آنية اللحظات أليست أعماله خالدة؟ مثله مثل الكثير مثل موتسارت.. ديستوفسكي .. جان بول سارتر .. بيتهوفن .. سيد درويش .. عبدالوهاب.. وفريد الأطرش وغيرهم.

فليجيب أحد الذين يطرحون السؤال لماذا حليم الآن بعدما قتلت سيرته بحثا طوال 40 عاماً؟! لماذا يظهر حليم بيننا في لحظات عجاف في حياتنا سواء الإنسانية أو الوطنية والقومية؟ ولماذا عندما تحب الفتاة لأول مرة تضفر لحظات حياتها الرومانسية بأغاني حليم العاطفية؟ أليست لأنها تعبر عن حالة العشق عندها؟ لماذا استعان ثوار ثورتي مصر الحديثتين بأغانيه الوطنية أليست تعبيراً حقيقياً عن أصعب لحظات يعيشها الوطن؟ ... وأن أغانيه ظلت نبراساً موجوداً دائما لشحن بطارية الوطنية والانتماء التي قد تضعف في فترات الاسترخاء والاستسلام. ولماذا إذا أراد مطرب أو مطربة في بداية الطريق يستعين ببعض أغاني العندليب ليثبت من خلالها أنه يمتلك حنجرة مؤهلة للوصول إلي قلوب الجماهير كما فعل قبله العندليب؟! ألا يدل ذلك على أن أغانيه تعد وثيقة مرور معترفاً بها عند أصحاب الشأن والمختصين في مجال الغناء وغيرها وغيرها الكثير من الأسئلة التي تؤكد أن حليم مازال بيننا.

والأهم من هذا وذاك، أن سيرة حليم الحياتية والفنية مازالت مثالا يحتذي به للأجيال الجديدة التي تريد أن تعانق الحياة في بدايتها .. فهو يقدم لهذه الأجيال عبر سيرته دروساً فى الإرادة والتصميم والتغلب علي الصعاب من أجل الوصول إلي الهدف المنشود وليس مجرد امتلاك الأموال والعقارات والهتاف بالمساواة بالآخرين دون بذل أي مجهود يذكر.... لماذا إذا أراد أي مطرب أن يقدم عملا فنيا يكون إطاره العام رحلة العذاب التي عاشها حليم.. وإلا كان حليم أولى أن يناصب الغناء العداء ويؤثر السلامة والاهتمام بصحته ومرضه الذي كان يتطلب منه عدم بذل المجهود خاصة إذا كان مضاعفا مثل الغناء..

حقيقة مازال هناك الكثير والكثير في حياة العندليب لم يقل .. وعلينا أن نتفهم الدروس فيه.. حليم مليت أيامنا هنا.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة