قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يستعرض في كلمته أمام قمة المنتدى الدولى الثاني لمباردة (الحزام والطريق) التي ستبدأ غدا بالعاصمة الصينية (بكين) بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات 37 دولة، رؤية مصر الشاملة حول المبادرة وما يمكن أن تقدمه لدعمها، مشددا على القيمة المضافة الكبيرة التي تمثلها، خاصة في ظل محورية موقع مصر الجغرافي، والإمكانيات الهائلة التي يوفرها محور تنمية قناة السويس.
وأضاف متحدث رئاسة الجمهورية - في تصريحات للصحفيين ببكين مساء اليوم - أن الرئيس السيسي سيعقد أيضا مائدة مستديرة مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الصينية لاستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في الاقتصاد المصري، لاسيما المشروعات التنموية العملاقة التي تشهدها مصر وعلى رأسها محور تنمية قناة السويس.
وأوضح أن الرئيس السيسي سيعقد - أيضا - عددا من اللقاءات الثنائية الهامة مع كبار القادة المشاركين في المنتدي على رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات والتعاون على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية مع جميع دول العالم.
وأشار متحدث الرئاسة إلى أن الرئيس السيسي ينظر بإعجاب شديد إلى الصين لما لها من تجربة رائدة في التحول من دولة نامية لتصبح اليوم ثاني اقتصاد في العالم، ومن المنتظر أن تكون الأولى اقتصاديا بحلول عام 2030، ويراها تجربة ملهمة، وهو أمر انعكس إيجابا على حجم التعاون بين البلدين، والطفرة في عدد الشركات الصينية التي تسهم في تنفيذ المشروعات التنموية بمصر حاليا.
ولفت المتحدث أن الجانب الصيني أبدى إعجابه الشديد بالتقدم الكبير الذي حققته مصر على العديد من المستويات، مشيرا إلى أن البلدين وقعتا اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014.
وتابع المتحدث: إن مصر تعد محورا أساسيا بمبادرة (الحزام والطريق) الصينية، خصوصا محور تنمية قناة السويس الذي يعد محطة رئيسية في مسار المبادرة، كما أن هناك تحركات كبيرة لتنفيذ المنطقة الصناعية الصينية بمحور التنمية وما ستضمه من صناعات ناشئة وقطاعات حديثة مثل إنتاج السيارات الكهربائية التي نجحت الصين في تحقيق طفرة كبيرة بها"، مؤكدا أن رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي ستسهم - بشكل كبير - في دفع التعاون الثلاثي في هذا المجال ، في ظل حرص مصر الكبير على دعم التنمية بجميع دول القارة وبما يحقق مصلحة الأشقاء الأفارقة ، من خلال تعظيم المبادرات الصينية الهامة في افريقيا، لافتا إلى اتفاق الرئيسين على الفرص الكبيرة بالقارة السمراء وثرائها الشديد بالموارد الطبيعية التي تحتاج إلى مشروعات مشتركة لاستغلالها لاسيما إذا تحققت مسالة الربط بين الدول الأفريقية والشركات الصينية قادرة على ذلك.
وأشار راضي إلى أن الرئيس الصيني تشي جين بينج أبدى إعجابه باهتمام الرئيس السيسي بالتعليم المهني باعتباره أساس التنمية الاقتصادية في أي بلد، معربا عن استعداد بلاده لتقديم دورات وبرامج تدريبية متقدمة في هذا المجال.
كما أبدى "تشي جين بينج" اهتماما كبيرا بما عرضه السيسي من تطلع مصر لاتخاذ خطوات لتعديل الميزان التجاري بين البلدين إلى جانب زيادة الإعداد الصينية الوافدة لمصر، خاصة أن جميع المناطق السياحية أصبحت آمنة تماما. وأشار إلى أن الجانب الصيني أبدى إعجابه بالاستقرار والأمن الذي تحقق خلال فترة قصيرة في مصر، ووعد بزيادة التنسيق، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والأمن السبراني والتبادل الثقافي.
وقال السفير بسام راضى إن الرئيس الصيني أكد أن مصر بسياستها الحكيمة والمتزنة عليها عامل كبير لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشددا على أنه يتابع بإعجاب شديد جهود الرئيس السيسي لنشر التسامح الديني وقبول الآخر والتعايش السلمي، وأنه يتطلع لزيادة التعاون مع مصر في جميع المجالات وتلبية الدعوة التي وجهها له الرئيس السيسي لزيارة مصر في أقرب وقت ممكن.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة أن اللقاء - الذي عقده الرئيس السيسي مع رئيس المجلس الاستشاري الصيني عقب المباحثات الثنائية مع نظيره الصيني - جاء في إطار تفعيل ما تم الاتفاق عليه من مسارات التعاون المشترك خلال القمة المصرية الصينية، حيث حضر اللقاء وفد كبير من وزارات الخارجية والتجارة والصناعة والتعاون الدولي في الصين، وتم إجراء مناقشات هامة وبناءة حول سبل تفعيل المشروعات المشروعات المشتركة سواء على المستوي الثنائي بين البلدين او بين الصين وأفريقيا إلى جانب بحث الإجراءات المطلوبة لتشجيع نفاذ المنتجات المصرية للصين وزيادة حجم السياحة الصينية الوافدة إلى مصر خلال الفترة القادمة.
ولفت راضي إلى أن الرئيس أكد - خلال اللقاء - على سياسة مصر منذ توليه السلطة للتفاعل الإيجابي والإنساني والبناء مع كل دول العالم بعيدا عن أي مصالح أو تدخل في الشؤون الداخلية للآخرين من أجل التنمية والرخاء لكافة الشعوب.