السبت 27 ابريل 2024

اقتصاديون يوضحون أهمية" طريق الحرير" لمصر: يصب في صالح الاقتصاد المصري..ينشط التجارة الخارجية والداخلية..ويؤكدون مزايا أخرى عديدة

تحقيقات29-4-2019 | 19:38

أثار ما أكده  الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمتة  التي ألقاها مؤخرًا في بكين على هامش القمة الثانية لمبادرة "طرق الحرير الجديدة"، عن تأييده لإقامة مشاريع "تتسم بالشفافية" و"قابلة للاستمرار روح التفاؤل لدى خبراء الاقتصاد، مؤكدين أن لهذا الطريق العديد من المزايا التي تصب في صالح الاقتصاد المصري.


مبادرة الصين لإحياء طريق الحرير تم إطلاقها في عام 2013، واسمها الرسمي "مبادرة الحزام والطريق" إلا أنها حملت اسم "طريق الحرير" إشارة إلى شبكة الطرق البرية والبحرية التي ربطت بين الصين وأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط، والتي تعدى طولها 10 آلاف كيلومتر، ويعود تاريخها إلى نحو القرن الثاني قبل الميلاد.

وتشمل المبادرة حزمة من التمويل الصيني لمشاريع بنية تحتية في أرجاء العالم لا سيما الدول النامية في أفريقيا وآسيا، والهدف منها تسريع وصول منتجاتها إلى الأسواق العالمية، وتعزيز التعاون الاقتصادي وإعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق طريق الحرير البحري لتعزيز الربط الدولي ودعم حركة التجارة.

 

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد على الانضمام إلى المبادرة في عام 2016 خلال لقاء جمع بينه ونظيره الصيني في القاهرة، أي بعد 3 أعوام من إطلاقه، مُشيرًا إلى أن مصر ستعمل مع الصين من أجل تحقيق مصالح مشتركة وتنمية مستقبلية.

وطريق الحرير سيساهم في الازدهار الاقتصادي والتعاون الاقتصادي الإقليمي للدول الواقعة على طور الخط، وهو ما اعتبرته الصين قضية عظمى تخدم مصالح شعوب دول العالم بأسره، لكون الصين تسعى لتعظيم الاستفادة من طريق الحرير في مضاعفة تجارتها مع الدول العربية من 240 مليار دولار العام الماضي إلى 600 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.

أهمية كبرى

في هذا السياق أكد عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن  طريق الحرير، له أهميه كبرى على الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أنه يشكل حزامًا اقتصاديا يوسع مجالات التبادل الاقتصادي.

أضاف " عامر"، في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن طريق الحرير يعمل على وربط العديد من الدول الصاعدة الصغيرة، إلى جانب الدول الصاعدة التقليدية المنضوية في مجموعة العشرين.

 وأوضح" عامر"  أن طريق الحرير البري هو حزام اقتصادي يأتي على ثلاثة خطوط رئيسة ، والتي تتمثل في خط يربط خط بين الصين وأوروبا مرورًا بآسيا الوسطى وروسيا، وخط يمتد من الصين إلى منطقة الخليج والبحر الأبيض المتوسط مروراً بآسيا الوسطى وغرب آسيا، وخط ثالث يبدأ من الصين ويمر بجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا والمحيط الهندي.


أما طريق الحرير البحرية للقرن الحادي والعشرين، فيقول:أنه  يتركز على خطين رئيسيين هما: خط يبدأ من الموانئ الساحلية الصينية ويصل إلى المحيط الهندي مرورا ببحر الصين الجنوبي وانتهاء بسواحل أوروبا، وخط يربط الموانئ الساحلية الصينية بجنوب المحيط الهادئ.

وتابع " عامر"، أن انضمام مصر لطريق الحرير البحري، يعمل على تنشيط التجارة الداخلية والخارجية مع دول أعضاء الاتحاد، مضيفًا أن ها الطريق له فوائد استيراتيجية كبرى لمصر، منها إقامة شراكة استراتيجية بين مصر وأكبر الدول في العالم حالياً، وجذب مزيد من الاستثمارات الصينية والاستفادة من المنطقة الصينية بالعين السخنة التى تقع ضمن نطاق محور إقليم قناة السويس.


استثمار الصين

 و تستهدف الصين رفع رصيدها من الاستثمار غير المالي في الدول العربية من 10 مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليار دولار خلال العشرة سنوات القادمة، بالإضافة إلى الوصول بحجم تجارتها مع أفريقيا إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2020.

والطريق يمر بـ 65 دولة؛ حيث تم تلقي موافقة خمسين دولة حتى الآن للمساهمة في هذا المشروع نظراً لكونه يخترق قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا؛ حيث إنه يربط دائرة شرقي آسيا الاقتصادية النشطة من طرف بدائرة أوروبا الاقتصادية المتقدمة من طرف آخر ويقع بينهما عدد غفير من الدول، التي تكمن فيها إمكانيات هائلة للتنمية الاقتصادية.

 

التجارة الصينية

 وبلغ إجمالي حجم التجارة الصينية خلال 2013 ما يقرب من 257 مليار دولار مع دول الشرق الأوسط، ونحو 192 مليار دولار مع الدول الأفريقية وفقا لأحدث بيانات صندوق النقد الدولي.

 

مزايا عديدة

من جهته، قال الخبير الاقتصادي خالد الشافعي، أن إحياء طريق الحرير وإنشاء طريق الحرير البحري،  يضع مصر كدولة محورية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.

أضاف " الشافعي"، في تصريحات أدلى بها لـ"الهلال اليوم"، أن هذا الطريق يعمل على تنشيط التجارة الداخلية والخارجية مع دول أعضاء الاتحاد، حيث أن مصر مركزا وركيزة لطريق الحرير الجديد" وهو ما جعل الرئيس الصيني يطرح مبادرة لإحياء طريق الحرير من خلال مصر وعضوية 50 دولة يمر فيها الطريق.


وأشار الشافعي أنه يعمل على تواجد شراكة استراتيجية بين مصر وأكبر الدول في العالم حالياً، فضلًا عن إقامة مشروعات عملاقة نوعية في منطقة قناة السويس خلال السنوات العشرة القادمة.


وتابع أنه يعمل على إقامة مشروعات لوجيستية ومناطق لخدمات السفن والصناعات المتعلقة بالنقل البحري على طول محور قناة السويس لتعظيم الاستفادة من طريق الحرير الصيني وقناة السويس الجديدة في تنشيط حركة التجارة مع دول العالم.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa