أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أن الاجتماع المقرر إجراؤه في الغد للجنة العليا اللبنانية المصرية المشتركة، يصب في اتجاه إرساء الأسس لمزيد من التعاون والتنسيق بين لبنان ومصر لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الحريري خلال مشاركته قبل ظهر اليوم في منتدى الاقتصاد العربي في دورته رقم 27 بمشاركة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والعديد من المسؤولين ورجال الاعمال اللبنانيين والمصريين والعرب .
,اعتبر الحريري أن التحدي الأبرز المشترك اليوم بين الدول العربية "هو كيفية تحفيز النمو وتنويع مصادره لإيجاد فرص عمل لشبابنا" .
وقال : "اعتقد انه أصبح لدينا جميعا قناعة تامة بان هذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون تنفيذ اصلاحات من شأنها تطوير اقتصاداتنا الوطنية وتحديثها، وجميعنا مقتنع انه من دون تحديث إجراءاتنا وقوانينا وإداراتنا وتعزيز الحوكمة والشفافية، لا يمكن للقطاع الخاص تحقيق إمكاناته وبالتالي، لا نمو ولا ازدهار ولا استثمارات " .
وأضاف الحريري : "نحن في لبنان وضعنا رؤية متكاملة للنمو وفرص العمل ، ولدينا اصرار، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ، على القيام بالإصلاحات المطلوبة بالرغم من كل الصعوبات الموجودة لانها تصب في النهاية في مصلحة الوطن وتطوير الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب"، مشددا على ضرورة الاستفادة من التجربة المصرية التي حصلت في السنوات الماضية في هذا الخصوص.
وأشار إلى أن المنتدى ينعقد في وقت لا تزال منطقتنا العربية تمر بمرحلة دقيقة جداً تتطلب منا رفع مستوى التواصل وتعزيز التعاون المشترك فيما بيننا.
وتابع قائلا: "طموحنا في لبنان، كما هو طموح مصر، هذا النجاح يجب ان ينتقل الى كل الدول العربية بالفعل، بالانفتاح وتطوير الاقتصاد، وعلينا ان نتحدث مع الناس بصدق حول ما يجري في البلد والمشاكل التي يتعرض لها ، ونرى ونتعلم ماذا حصل في الدول التي كانت تعاني من الفساد والهدر وعدم توفر فرص العمل وأصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة " .
وقال: "اليوم بعد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الرئاسة امسك بيده زمام الأمور ، وقرر مع فريق عمل ومع رئيس الوزراء والوزراء تغييّر وجهة مصر وهذا ما حصل".
وأضاف: "أحيانا التغيير يواجه صعوبات، لان الناس اعتادات على وجودهم في وضع آمن محدد لا يريدون الخروج منه، ومرتاحون على أوضاعهم، ويرفضون التغيير. ولكن بعد الأحداث التي حصلت في مصر ووصول الرئيس السيسي، اكتشف الى اي مدى مصر متأخرة، كما نحن اليوم في لبنان من حيث قوانينا القديمة وانفتاحنا وطريقة العمل التي يجب ان نعمل بها ، لذلك يجب علينا تحديث كل القوانين في لبنان مثل ما نعمل عليه اليوم وكما فعلت مصر في السنوات الاخيرة وهم مستمرون بذلك".
وشدد على أهمية الاستفادة من الخبرة والتجربة المصرية التي حصلت، ان كان في مجالات الكهرباء او الاتصالات او الغاز والبترول وغيرها من القطاعات مضيفا: " ما نحاول ان نقوم به اليوم في لبنان فعليا كما فعلت مصر، ولكن الفرق ان مصر عانت في مرحلة من المراحل اقتصاديا اكثر من لبنان " .
وقال: "لدينا اليوم خيار في لبنان اليوم هل نريد الوصول الى مكان نسقط فيه اقتصاديا؟ او ننظر الى دولة كمصر ورئيس مثل الرئيس السيسي ورئيس الوزراء مدبولي ونقول هذه هي التجربة التي يجب ان نطبقها؟ هذا هو التغيير الذي يجب ان نقوم به".
واستطرد قائلا: ".. نحن ننظر الى الصين ونرى الى اين وصلت، فهي تعمل منذ ثلاثين سنة على التغيير في برامجها وأخذت قرارا بانها تريد ان تكون اول دولة متقدمة في العالم بالنسبة الى الذكاء الاصطناعي. وكما أخذت مصر قرارا بانها تريد تطوير نفسها خلال العشر سنوات او الخمسة عشر عاما المقبلة وتعود بلدا متطورا كما كانت في الماضي".