الدور المصري هام لحل النزاع فى البلاد وإقرار السلام والاستقرار ودعم مواجهة
الإرهاب.
تدخل تركيا في أي دولة بالشرق الأوسط يجلب الدمار لها.
من المستحيل إجراء انتخابات في ظل سيطرة المليشيات على مقدرات الأمور.
أكد عبدالهادى
الحويج، وزير الخارجية فى الحكومة الليبية المؤقتة ، أهمية الدور المصري لحل
النزاع فى البلاد وإقرار السلام والاستقرار، ودعم مواجهة الإرهاب خاصة بعد توليها
رئاسة القمة الأفريقية والوقوف بجانب مصالح الدول الأفريقية.
وأضاف
الحويج في حوار لــ" الهلال اليوم" إن قطر وتركيا وحكومة الوفاق من تمول الجماعات المتطرفة والإرهابية وجماعة الإخوان الإرهابية، مشيرا إلى أن الدور الفرنسي بدأ يتغير إيجابيًا إزاء الأزمة الليبية
مع تقدم قوات الجيش الوطنى فى معركة طرابلس، وسنشهد قريبا تغيرًا نوعيًا فى الدور الإيطالى،
لأن إيطاليا أكثر دولة فى جنوب أوروبا تضررت من فوضى ليبيا.
في البداية كيف تمول الجماعات والمليشيات المسلحة في ليبيا؟
قطروتركيا يقدمان
دعمًا لا محدودا للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، وأيضًا للإرهابيين، ماديًا وعسكريًا، سواء
بالسلاح أو بالتدريب أو بتصدير الإرهابيين، وكذلك حكومة الوفاق تمول الإرهابيين مستخدمة بالأساس الأموال الليبية.
هل يوجد انقسام أوربي حول الأزمة في ليبيا خاصة
مع بدأ تحرك الجيش؟
الدور الفرنسي بدأ يتغير إيجابيًا إزاء الأزمة الليبية
مع تقدم قوات الجيش الوطنى فى معركة طرابلس، وسنشهد قريبا تغيرًا نوعيًا فى الدور الإيطالى،
لأن إيطاليا أكثر دولة فى جنوب أوروبا تضررت من فوضى ليبيا، حيث تسببت فى تدفق آلاف المهاجرين
غير الشرعيين إليها، إضافة بالطبع إلى جانب دول الجوار "مصر وتونس والجزائر وتشاد
" والتى تضررت أيضا من فوضى السلاح الذى تخطى عدده 21 مليون قطعة.
واليوم حصل
تغير، فثمة تواصل بين الحكومة الليبية المؤقتة وحكومة روما، وما نعول عليه أن يتفهم
الجانبان الفرنسى والإيطالى حقيقة المعركة والصراع لإنهاء الأزمة.
بريطانيا من أشد المعرقلين للجيش الوطنى الليبي.. لماذا؟
هناك أجندات مختلفة، ولكننا نعوّل على الشعب الليبى
وفهمه ونعول على العواصم الإقليمية والدولية التى تفهم حقيقة ما يجرى
فى ليبيا وحقيقة المعركة، لأننا لا نريد الاستيلاء على السلطة، ولا نريد عسكرة الدولة
الليبية، ولا نريد احتكار السلطة، وإنما نريد بناء دولة ليبيا الجديدة، ليبيا الحريات
العامة، ليبيا حقوق الإنسان، ليبيا التى ليس بها سجون، وهذا ما نريده.
تحدثت عن القلق من المليشيات الموجودة في
العاصمة ولكن السراج ينكر ذلك فما حقيقة الأمر؟
المليشيات المسلحة تمتلك 21 مليون قطعة سلاح، فالعاصمة
يحتمي بها العديد من المليشيات المختلفة علي رأسها- قوة الردع الخاصة- كتيبة النواصي - كتيبة أبو سليم - كتيبة ثوار طرابلس - تحالف فجر ليبيا - لواء المحجوب - الجماعة الليبية المقاتلة - الحرس الوطني وغيرها من الجماعات الأخرى.
واستقرار ليبيا يهم الدول المجاورة بوصفها حاليا
بؤرة للصراع وزعزعة استقرار دول الجوار وتهريب السلاح إلى المجموعات المسلحة.
وماذا عن جماعة الإخوان المنتشرة في العاصمة والمدعومة من قطر وعلى رأسهم علي الصلابي؟
جماعة الإخوان تنظيم إقصائى لا يؤمن بالدولة
الوطنية ولا حدودها، ثم إن لها أيضا ميليشياتها المسلحة والمؤدلجة والمتحالفة مع تنظيم
القاعدة الإرهابى ضد الجيش الوطنى، كما أن لها أيضا قنوانها الإعلامية، التى تحاول
من خلالها حشد الرأى العام بالداخل الليبى، فضلًا عن أن قياداتها يتولون مناصب
بحكومة فايز السراج، الأسير لديهم، وتتولى الجماعة مناصب عليا بالمؤسسة الليبية
للاستثمار، وتفرض أجندتها ورأيها بالقوة، وقيادتها تستخدم أيضا منصة قنوات قطر
التحريضية على الجيش الليبي لهدم الدولة بالإضافة إلى توريد الدعم المادي وغيره
للإرهابيين من الدوحة.
ولكن الإخوان ليس وحدهم ه المدعمين وهناك تيارات إسلامية
أخرى
الليبيون كانوا سباقين فى إسقاط التيارات
الإسلامية، فالشعب الليبى هو الذي هزم هذه التيارات قبل أن تسقط فى تركيا، وقبل أن تهزم فى تونس،
على سبيل المثال القيادى الكبير بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج
لا يملك مقعداً واحداً فى البرلمان الليبى، رغم أنه لديه حزب كبير، والقيادى الإخوانى
على الصلابى ليس لديه ممثل واحد فى البرلمان الليبى، لأننا نحن الليبيين لفظنا التيارات
الإسلامية ولفظنا التيارات المتشددة رغم حجم المال الذى ينفق عليهم
منذ أيام هاجم الرئيس التركي محاربة الجيش الليبي الإرهاب
فهل تركيا تخاف علي مصالحها في العاصمة ؟
تدخل الحكومة التركية في الشأن الليبي سافر، هم
يدعمون الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمطلوبة دوليا على حساب السلطات الشرعية، التي
تحظى بتأييد شعبي كبير، ولن يثني ما تفعله تركيا الحكومة الليبية المؤقتة والقوات المسلحة العربية
الليبية عن استعادة العاصمة إلى حضن الوطن وتخليصها من براثن الإرهاب".
ويجب على أنقرة "التوقف عن التدخل في الشأن
الداخلي الليبي، فإن التاريخ القريب علمنا أن تركيا لم تتدخل في أي قضية لدول جوارها
والشرق الأوسط إلا وأدخلت الدمار إليها".
وزير الخارجية الجزائري ندد بما بمعركة الجيش ضد
الإرهابيين.. كيف ترى ذلك؟
نقول له، تربطنا العلاقات الأخوية مع الشعب الجزائري
الصديق، شعب المليون شهيد، ونذكرهم بحرب الشعب الجزائري وانتصاره على الإرهاب الأسود
الذي خلف أكثر من مائتي ألف ضحية، وهي نفس الحرب التي تقودها القوات المسلحة العربية
الليبية اليوم ضد الإرهاب والإرهابيين".
هل ترؤس مصر للاتحاد الإفريقي كان له أثر في إيضاح
موقف الحكومة المؤقتة والجيش الوطني الليبي ؟
لا شك أن ترؤس مصر الإفريقي كان له الأثر في
ايضاح موقف الحكومة المؤقتة والجيش الوطني الليبي، خاصة في ملف مكافحة الإرهاب،
كما أن مقررات القمة الإفريقية العربية كشفت النقاب، وربما للمرة الأولى، عن الدور
الذى يمكن أن يلعبه الاتحاد الإفريقي في دعم ليبيا".
ويمكن ملاحظة أن الملف الليبي لم يعد بحوزة الأمم
المتحدة بشكل كامل، خاصة أن الاتحاد الإفريقي شريك فاعل وكامل وشفاف في
مراحل حل أوكان آفي القمة الأفريقية بالقاهرة والتي كانت لمناقشة أزمتي
ليبيا والسودان".
ومصر أكثر الدول تضررا من الأحداث التي شهدتها ليبيا، فوجود عناصر إرهابية وكميات هائلة من الأسلحة على حدودها، إلى وقوع حوادث إرهابية
داخل أراضيها انطلقت من العمق الليبي، سواء في سيناء أو استهداف الكنائس
والمساجد ، فالإرهابيون ليس لهم دين ولا ملة.
ومصر أكدت على دور الجيش الليبي وجعلت للاتحاد
الإفريقي دورا كبيرا في حل الأزمات ونعول على اجتماع 15 يونيو المقبل لدعمنا أكثر في
تصميم حوار وطني شامل لا يقوم على الغالب، وإنما يضم كافة الليبيين بدون سلاح إلا
في يد الجيش والشرطة، ويقوم كذلك على شراكة بين الجميع فيقدمون التنازلات من أجل الوطن.
ماذا عن جهود توحيد المؤسسات العسكرية الليبية
التي كانت ترعاها القاهرة؟
كل هذا سينتهى، انقسام المؤسسات العسكرية سيصبح جزءاً
من الماضى بمجرد الانتهاء من معركة تحرير العاصمة، كل هذه الأشياء ستكون وراءنا وتجاوزناها،
وكل الليبيين سنقول لهم أهلاً بكم، حتى شباب طرابلس المغرر بهم وكانوا يقاتلون إلى
جانب الميليشيات وأرادوا أن يتركوا السلاح سنرحب بهم، الجميع سيشارك فى الحياة السياسية.
الأمم المتحدة حددت الانتخابات وأجلتها فهل سنرى
الانتخابات قريبا؟
من المستحيل الذهاب إلى صناديق
الانتخابات في ظل سيطرة المليشيات على مقدرات الأمور، وانتشار ملايين قطع السلاح خارج
إطار الدولة وفقا لتقارير الأمم المتحدة، كما أن هذه المليشيات هي من انقلبت بسلاحها
على هذه الصناديق في 2014، الأمر الذي تسبب في الانقسام السياسي الحاصل اليوم.
فيجب تطهير العاصمة أولا وإعادة
الأمن لإقامة دولة مدنية ديمقراطية توحد الليبيين وتحافظ علي أمنهم.