استقبل أحمد أبو
الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم "ميجيل موراتينوس" الممثل
السامي لسكرتير عام الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، لتبادل وجهات النظر حول أهم التطورات
التي تشهدها الساحة الدولية في مجال تقريب وجهات النظر بين الثقافات والأديان والجهود
المبذولة لتطوير وتدعيم أطر الحوار في هذا الخصوص.
وصرح السفير محمود
عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن المسئول الأممي استعرض خلال اللقاء أهم
أبعاد عمله والاتصالات التي يجريها منذ تولي مهام منصبه في يناير الماضي من أجل خلق
جسور للتواصل والحوار بين الأطراف الدولية المعنية، خاصة بين الزعامات الروحية والدولية،
وذلك بهدف العمل على توفير بيئة مناسبة للتعامل مع التحديات القائمة نتيجة تصاعد التطرّف
والاستقطاب الديني والعنصري، معرباً عن التطلع لتوسيع دائرة التعاون والتنسيق في هذا
الإطار بين الأمم المتحدة والجامعة العربية، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن المنطقة
العربية تعد من أكثر مناطق العالم التي عانت على مدار السنوات الأخيرة من الارتفاع
في معدلات الإرهاب والتطرف.
وأوضح المتحدث الرسمي
أن أبو الغيط حرص بدوره على تأكيد محورية العمل، وبخطى متسارعة ومدققة، لتحقيق التقارب
والتواؤم المطلوبين بين المنتمين إلى مختلف الثقافات والأديان، ولتعزيز قيم الحوار
والتسامح وقبول الآخر، خاصةً في ظل تزايد التحديات والتهديدات المرتبطة بدخول الاختلافات
الفكرية والعقائدية إلى دائرة العنف الدموي أو العمل الإرهابي، وهو ما تجسد على سبيل
المثال فيما حدث مؤخراً في كل من نيوزيلاندا وسريلانكا، وأيضاً ما قامت به الجماعات
الإرهابية والمتطرفة من انتهاكات واسعة ووحشية في عدد من الدول العربية على مدار السنوات
الأخيرة، مشيراً إلى أن الأمر يستلزم في ذات الوقت اتخاذ خطوات متكاملة على المستويين
الحكومي والمجتمعي لمخاطبة هذه التحديات وجذورها وتداعياتها.
وأشار عفيفي إلى
أن الأمين العام أكد أيضاً ترحيبه بالعمل على تعزيز التعاون بين المنظمتين في هذا الصدد،
مع النظر في تطوير مذكرة التفاهم الموقعة بين الأمانة العامة ومكتب الممثل السامي لتحالف
الحضارات في عام 2008 بحيث تتواكب مع التطورات التي شهدها العالم في هذا الإطار على
مدار السنوات الأخيرة والنقاشات الدائرة في هذا الإطار، سواء على مستوى الدول، أو على
مستوى الزعامات الدينية والمجتمعية، أو فيما بين الأكاديميين والمتخصصين.
وأضاف المتحدث الرسمي،
أنه تم الاتفاق في ختام اللقاء على استمرار التواصل بين الجانبين في هذا الخصوص، بما
في ذلك في إطار تفعيل ما يرتبط في مذكرة التفاهم بتقديم الدعم والتدريب والخبرات الفنية
من جانب الأمم المتحدة لكوادر الأمانة العامة للجامعة العربية العاملة في هذا المجال
الهام.