أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة،
بالمحادثات التجارية مع الصين، رغم فشل المحادثات المستمرة منذ أشهر في الوصول إلى
اتفاق تجاري بين البلدين، ورغم تصعيد واشنطن للتوتر في ذلك الصدد بزيادة التعريفات
الجمركية على واردات من الصين بقيمة 200 مليار دولار، فضلا عن رفْض تحديد موعد لاستئناف
المحادثات.
وكتب ترامب، على صفحته على موقع التدوينات القصيرة
"تويتر": "على مدى اليومين الماضيين، أجرت الولايات المتحدة والصين
محادثات صريحة وبنّاءة فيما يخص وضع العلاقات التجارية بين البلدين"، مضيفا أن
العلاقات بينه وبين نظيره الصيني شي جين بينج "لا تزال علاقات قوية"، وأن
المحادثات في مستقبل العلاقات التجارية ستستمر.
لكن الرئيس الأمريكي أشار، في الوقت نفسه، إلى
فرض إدارته تعريفات على بكين، موضحا أن واشنطن قد تتراجع عن فرض تلك الرسوم بناء على
ما سيجري في المحادثات المقبلة.
وشهد اليوم انتكاسة في محادثات التجارة بين واشنطن
والصين بهدف الوصول إلى اتفاق ينظم التجارة بين الجانبين سعيا لتفادي حرب تجارية بينهما،
وذلك بعد شهر واحد من ترجيح ترامب بأن تتمخض المفاوضات عن اتفاق "تاريخي"
بين القوتين الاقتصاديتين العظميين، كان ترامب قد خطط لإبرامه خلال قمة تجمعه بالرئيس
الصيني في البيت الأبيض.
وانتهت جولة المفاوضات التجارية الأخيرة بين
المسؤولين الأمريكيين والصينيين بعد لقاء قصير اليوم في واشنطن دون التوصل إلى اتفاق،
وذلك بعد ساعات من دخول الزيادة الجديدة في الرسوم الأمريكية على ما قيمته 200 مليار
دولار من الواردات الأمريكية من السلع الصينية حيز التطبيق.
وتعهدت الصين، في المقابل، باتخاذ إجراءات مضادة
لزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على هذه السلع الصينية من 10 بالمئة إلى 25 بالمئة
من قيمتها.
وبدأت المفاوضات بين البلدين في الانهيار، قبل
أيام، بعدما اتهم مسؤولون أمريكيون الحكومة الصينية بالتملص من تعهداتها بتغيير قوانينها
لتتماشى مع طلبات ترامب بشأن العلاقات التجارية، الأمر الذي نفاه الصينيون.
وقالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن
موقف ترامب المتشدد بشأن التعريفات الجمركية يزيد مجددا احتمالية نشوب حرب تجارية كاملة
بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما مع تهديد الصين باتخاذ تدابير مضادة.