أكد خبراء اقتصاديون أن مصر والأردن والعراق
يستهدفون تحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري، وهو فرصة لإعادة إعمار العراق
والشراكة بين الدول الثلاث في كافة المجالات، موضحين أن هذا التعاون يعتبر تنفيذا لما
اتفق عليه قادة الدول الثلاثة في اجتماعهم الماضي في القاهرة.
كان قد عقد اجتماعا وزاريا ثلاثيا بين مصر
والأردن والعراق، ضم المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، والدكتور طارق الحموري
وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، والدكتور صالح الجبوري وزير الصناعة والمعادن
في العراق، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل فيما بين البلدان الثلاثة، ومناقشة
إعداد خطط وآليات عمل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الثلاثي لقادة الدول
الثلاث.
وناقش الوزراء مقترحات محددة لتعزيز التكامل
والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الثلاث، وتم التوصل إلى 5 مقترحات وهي، العمل
على تيسير التجارة وزيادة حجم المبادلات التجارية بين الدول الثلاث ومعالجة العوائق
غير الجمركية التي تواجه حركة التبادل التجاري بين الدول الثلاث.
وتعزيز الاستثمارات المشتركة وبناء شراكات
فاعلة بين ممثلي القطاع الخاص في الدول الثلاث، ودعم العراق الشقيق في خطة إعادة إعمار
بمراحلها المختلفة، تمهيداً لمشاركة شركات المقاولات العامة والإسكان وشركات ومصانع
مواد البناء بجميع أنواعها في الدول الثلاث بمشاريع إعادة إعمار العراق.
فضلا عن بناء تكامل صناعي بين الدول الثلاث،
وتعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة من خلال التعاون في مجال تطوير المشاريع الصغيرة
والمتوسطة ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وتوسيع الشراكات الاستراتيجية المتعددة بما
يتيح فرصاً جديدة للاستثمار والازدهار الاقتصادي تنسجم مع مرحلة إعادة الإعمار والتمكين
ليكون العراق منصة توازن وقاعدة اقتصادية في المنطقة ونقطة تلاقي وليس تنازع بين المصالح
الإقليمية".
كما تقرر تشكيل لجنة فنية تجتمع بشكل دوري،
ستكون مهمتها إعداد مخطط عمل واليات تنفيذ للتفاهمات، وبما يؤدي إلى الارتقاء بأوجه
التعاون الاقتصادي والإنمائي والاستثماري بين البلدان الثلاث، على أن تعقد اللجنة اجتماعها
الأول في عمان خلال شهر يونيو من العام الحالي وفق موعد سيتم الاتفاق عليه عبر القنوات
الدبلوماسية.
كما تقرر معاودة عقد الاجتماع الوزاري في
القاهرة خلال شهر يوليو من العام الحالي لغرض متابعة إجراءات التنفيذ وفق موعد سيتم
الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية.
تحقيق التكامل
الدكتورة بسنت فهمي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية
بمجلس النواب، قالت إن مصر والأردن والعراق بدأت مرحلة مهمة من التعاون في كافة المجالات
بعد القمة الرئاسية الثلاثية التي استضافتها القاهرة مارس الماضي، موضحة أن اللقاءات
الحالية لوزراء التجارة والصناعة في الدول الثلاث تستهدف تحقيق التكامل بينها من منطلق
التجارة التبادلية.
وأضافت بسنت فهمي، في تصريحات لـ"الهلال
اليوم"، أن المباحثات واللقاءات تستهدف الوصول إلى خطة لتحقيق التكامل التجاري
بين البلدان الثلاثة، لأن الأردن نقطة ارتكاز مهمة للتبادل التجاري حيث تمر الحركة
إلى العراق وسوريا ودول أخرى، وأيضا الأردن منطقة تجارية وسياحية هامة، مشيرة إلى أن
العراق كان من أقوى اقتصاديات المنطقة، والآن يتجه للاستقرار والإعمار.
وأكدت أن مصر تولي اهتماما كبيرا ببعديها
العربي والأفريقي، ومن المهم تحقيق التكامل بين الدول العربية والأفريقية، لأن العالم
الآن يشهد حروبا تجارية بين الدول الكبرى، وتحتاج الدول الصغيرة أن تحل ما لديها من
أزمات، وتنمية وتطوير اقتصادها عبر التكامل بينها.
وأشارت إلى أهمية عمل مناطق تكامل تجارية
واستثمارية حرة عربية، ومناطق صناعية لتحقيق التكامل بين الدول الثلاث، موضحة أن المشروعات
الصغيرة والمتوسطة من أبرز المجالات التي يمكن لمصر والأردن والعراق التعاون فيها لتحقيق
التكامل الصناعي بينها والمنافسة عالميا.
وتابعت: إن مصر تدعم قطاع المشروعات الصغيرة
والمتوسطة لأهميته فهي قادرة على خلق فرص العمل وزيادة معدل النمو، ودعم التعاون بين
الدول الثلاث في مجالات ريادة الأعمال، كما أن الابتكار مهم لتعزيز أوجه التكامل بينها.
إعادة إعمار العراق
وقال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد
بجامعة الأزهر، إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والأردن والعراق يفتح باب الشراكة
بين الاقتصاديات الثلاثة وباكورة للمزيد من التعاون بين كل الدول العربية، في ظل ما
يعانيه العالم كله من مشاكل اقتصادية وحروب تجارية كما يحدث بين أمريكا والصين.
وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن هذا التوتر يلقي بظلاله على الاقتصاد الدولي والبورصة العالمية والأسعار، ومواجهة
ذلك يكون بسعي مجموعة من الدول لتحقيق التكامل الاقتصادي فيما بينها، وهو ما يستهدف
كل من مصر والأردن والعراق تحقيقه تنفيذا لرغبة القيادة السياسية في الدول الثلاث.
وأكد أن هذا التعاون فرصة لمنح مصر يد العون
للأشقاء في العراق الذي خرج حديثا من أزمات طاحنة بدحره للتنظيمات الإرهابية، والمساعدة
في إعادة إعماره سواء عبر الموارد البشرية والأيدي العاملة أو تبادل الخبرات في دعم
تطوير البنية التحتية، مضيفا أن التكامل بين الدول الثلاثة له مراحل يبدأ بالتعاون
اللوجيستي وتسهيل حركة التجارة البينية.
وأضاف إن اللقاءات التي يعقدها المسئولون
في الدول الثلاثة تستهدف ترجمة ما اتفق عليه القادة في القمة التي استضافتها القاهرة
مارس الماضي، ومتابعة آليات التنفيذ لتحويل كل ما اتفق عليه الزعماء إلى واقع ملموس
بما يخدم التكامل بين الدول الثلاث.
زيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة
فيما قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي،
إن التنسيق المصري الأردني العراقي هو مكسب للدول الثلاث لتعزيز التعاون الاقتصادي
والتجاري والاستثماري، مضيفا أن هذا التعاون فرصة لزيادة التبادل التجاري والاستثمارات
المشتركة بين هذه الدول وهو مكسب لمصر في ظل استهدافها التحول لمركز إقليمي للطاقة.
وأوضح عبده، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن هذه الشراكة أيضا تسهم في إعادة إعمار العراق لأن كل من مصر والأردن توليان اهتماما
كبيرا بهذا الملف، كما أن هذا التعاون يسهم في استثمارات أكبر وتحقيق الهدف المصري
الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو أن تتحول مصر لمركز إقليمي للطاقة.
وأشار إلى أن مصر بما تمتلكه من محطات إسالة
يمكنها استقبال الغاز من العراق عبر الأردن وإعادة تسييله وتصديره مرة أخرى للدول الأوروبية
بما يخلق قيمة مضافة للاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن هناك العديد من المجالات للتعاون
بينها المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.
وأضاف إن الاجتماعات المتبادلة بين المسئولين
في العواصم العربية الثلاث تستهدف المزيد من التنسيق والمتابعة لتنفيذ ما اتفق عليه
قادة الدول الثلاث في اجتماعهم بالقاهرة مارس الماضي.