أشادت بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة سوبير لال، بإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، كما أشادوا ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، والذي يعتبر نموذجا يمكن لباقي الدول الاستفادة منه.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة مع سوبير لال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي، والوفد المرافق له الذي يزور مصر حاليا، لإجراء المراجعة الأخيرة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.
واستهلت الوزيرة اللقاء بالحديث عن ملامح التطور الاقتصادي الذي تشهده مصر في كافة القطاعات، مشيرة إلى أن المرحلة الحالية هي مرحلة غاية في الأهمية حيث تشهد بناء اقتصادي حقيقي وقوى لمصر على كافة الأصعدة.
وتحدثت وزيرة السياحة عن خلفيتها الاقتصادية خلال عملها في صندوق النقد الدولي، مشيرة إلى أن هناك اتجاها من جانب القيادة السياسية للنظر إلى قطاع السياحة من منظور اقتصادي.
وأوضحت أن أي برنامج للاصلاح الاقتصادي مبني على ثلاثة محاور، هي: محور نقدي، ومحور مالي، ومحور هيكلي وهو الأصعب والأطول في تحقيقه، لكنه في النهاية يضع الدول على مسار مستدام من التنمية ويزيل العقبات التي قد تواجه أي قطاع.
وأشارت المشاط إلى أن وزارة السياحة أطلقت لأول مرة برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة في نوفمبر الماضي والذي يتضمن رؤية موحدة يلتف حولها كافة شركاء العمل والأطراف ذات الصلة بالقطاع من حكومة وبرلمان وقطاع خاص ومستثمرين وغيرهم.
وأوضحت أن برنامج الإصلاح الهيكلي يعتبر إطارا لكافة السياسات الخاصة بتطوير القطاع، ويتضمن تحديدا دقيقا للأهداف والإجراءات الواجب إتباعها لتحقيقها، لافتة إلى أن البرنامج تم رفعه الكترونيا باللغتين العربية والإنجليزية على موقع الوزارة تحقيقا لمبدأ الشفافية.
وأضافت أن هناك مصفوفة تنفيذية لكافة محاور هذا البرنامج تم إعدادها وربطها بجدول زمني لتحديد المهام المنوط تنفيذها من جانب كل جهة، مستعرضة المحاور الخمسة للبرنامج والتي ترتكز على تحقيق تنمية سياحية مستدامة تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
وأكدت الوزيرة أهمية قطاع السياحة في نمو اقتصاديات الدول، حيث يعتبر من أسرع القطاعات الاقتصادية نموا وتأثيرا في الاقتصاد العالمي، ويمثل 30% من الصادرات الخدمية، مشيرة الى أنه يمثل 20% من الناتج الإجمالي المحلي لمصر، كما أنه يعتبر من أهم القطاعات المولدة لفرص العمل حيث يعمل 3 ملايين شخص في قطاع السياحة بمصر.
ولفتت المشاط إلى أن هدفها كوزيرة للسياحة أن يعمل على الأقل فرد من كل أسرة مصرية في قطاع السياحة سواء من خلال الأنشطة المباشرة أو غير المباشرة، خاصة أن كل فرصة عمل مباشرة يوفرها القطاع تقابلها ثلاث فرص عمل غير مباشرة.
وأشارت وزيرة السياحة إلى التحسن الملحوظ في أعداد السائحين الوافدين لمصر خلال عامي 2019 و 2018، لافتة إلى أن هناك شهادات عالمية عن التطور الذي يحدث في القطاع، فقد قدمت منظمة السياحة العالمية للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، درع المنظمة تقديرا منها لدعمه الفعال للسياحة من خلال إطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، مما يؤكد دعم القيادة السياسية لقطاع السياحة المصري، كما حصلت مصر على جائزة "الريادة الدولية في السياحة" التى قدمها لها المجلس الدولي للسياحة والسفر "WTTC" تقديرا لجهود الدولة المصرية في تعزيز قطاع السياحة، ليكون أكثر صلابة وقدرة على تحمل الصدمات.
وأوضحت أن وزارة السياحة تستهدف الآن إقامة شراكات دولية متعددة مثل التعاون مع شبكة CNN العالمية، وشركة Beautiful destination للترويج لمصر بشكل مبتكر عبر منصاتها الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي لخلق محتوى ترويجي جاذب يعتمد على عنصر الحكاية بجانب عرض الصور والفيديوهات للأماكن السياحية المخلتفة.
وأكدت وزيرة السياحة أن المتحف المصرى الكبير "GEM2020" مشروع هام وضخم لمصر، لافتة أيضا إلى افتتاح مطار سفنكس الجديد بالقرب من المتحف مما سيعطى فرصة كبيرة لتنويع البرامج السياحية ومزج السياحة الثقافية مع الأنماط السياحية الأخرى ومنها السياحة الشاطئية.