الجمعة 28 يونيو 2024

حرب وزاهر وعبد المنعم يحددون ملامح الخروج الآمن للجبلاية الاستقالة الجماعية لاتحاد الكرة «الحل السحرى»

5-4-2017 | 10:29

تقرير: محمد القاضى

اتحاد الكرة برئاسة هانى أبو ريدة يعيش حالة من عدم الاستقرار نتيجة تردى الأوضاع وصدور حكم محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بحل المجلس بناء على الدعوى المقامة من جانب عمر هريدى المرشح لعضوية المجلس خلال الانتخابات الأخيرة، بسبب بطلان ترشح كل من الثنائى حازم الهوارى وسحر الهوارى عضوا المجلس، وحرصنا على التحدث مع كبار رؤساء الاتحاد السابقين، الذين تعرضوا إلى قرار الحل بغية التعرف على حل يجنب الكرة المصرية لأزمات لاحقة لاسيما وأن المنتخب الأول على شفا التأهل لمونديال روسيا بعد غياب أكثر من ربع قرن عن التأهل لكأس العالم.

يرى سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق أن حكم محكمة القضاء الإدارى يؤكد على نظرية مهمة جدا، والتى تتمثل فى أن جميع الأندية والاتحادات الرياضية الموجودة فى مصر أصبحت مهددة بعدم الاستقرار على المستوى الإدارى، مثلما حدث مع النادى الأهلى أيضًا بقرار حل مجلس المهندس محمود طاهر، ونفس الحال ينطبق على اتحاد الكرة، نظرًا لوجود أزمة كبيرة فى اللوائح والقوانين المنظمة للرياضة فى مصر، فى ظل عدم ظهور قانون الرياضة حتى الآن.

وحمّل زاهر مسئولية عدم استقرار الرياضة فى مصر إلى المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب الرياضة بصفته مسئولا عن كل ما تتعرض له كرة القدم، والتى أصبحت بعيدًا عن تفكير القائمين عن إدارة شئون الرياضة، مشيرًا إلى أن الكرة الآن فى ملعب المهندس هانى أبو ريدة، لأنه إذا كان يرغب فى إعادة تعيين المجلس الحالى، أو الدعوة إلى عقد جمعية عمومية من أجل انتخاب مجلس إدارة جديد، فلن يتأخر الوزير لحظة واحدة عن تحقيق تلك الرغبة، حيث أن هناك علاقات جيدة بين الاثنين، منذ أن قام أبو ريدة بتكليف الوزير الحالى بالإشراف على ملف نهائيات بطولة كأس الأمم الافريقية الماضية عام ٢٠٠٦، لاسيما وأن الوزير لا يستطيع اتخاذ أى قرار يخص اتحاد الكرة، إلا من خلال العودة إلى الرئيس الحالى للجبلاية.

وعن كيفية الخروج من هذا النفق قال سمير زاهر لابد من أن يجلس على مائدة المفاوضات جميع الأطراف بغية التوصل إلى حل سريع، ومنها تعيين المجلس الحالى بكامل هيئته إلى حين إقامة الانتخابات، موضحًا أنه لا يرغب فى أن يتولى منصب رئيس الاتحاد بالتعيين على الإطلاق نظرًا لعدم قدرته من الناحية الصحية على إدارة شئون كرة القدم فى مصر فى المستقبل، ولكن من الممكن أن يقبل العمل فى منصب المستشار فقط فيما يخص اللوائح والقوانين.

فى المقابل يرى اللواء حرب الدهشورى رئيس الاتحاد الأسبق أن التدخل الحكومى فى كل شئون الرياضة قى مصر يعتبر السبب الرئيسى فيما وصلت إليه الكرة الآن، ففى حالة صدور قرار حل مجلس الجبلاية فسوف يحدث بكل تأكيد تأثير سلبى على استقرار كرة القدم، حيث أن هذا التصرف يدفع ثمنه المجلس الحالي، حيث يتحمل المهندس هانى أبو ريدة مسئولية كل تلك الأحداث السلبية، وكان من الممكن أن يقوم بالتغلب على تلك الأزمات من البداية، والدليل على صدق كلامه ما حدث مع الدكتور كرم كردى والذى فشل فى الحصول على حقه فى منصب نائب الرئيس بصفته صاحب أعلى الأصوات بين جميع الأعضاء، إلا أن أبو ريدة رفض منحه الحق الذى حصل عليه من قبل الجمعية العمومية، فزاد الغضب، وانقسم المجلس ما بين مؤيد ومعارض، لفكرة وجود حازم الهوارى وشقيقته سحر داخل المجلس من الأساس.

وأضاف حرب أن أبو ريدة كرجل مسئول فى اتحاد الكرة كان يجب عليه من البداية العمل للصالح العام، مع اتخاذ قرارات مسئولة، حيث إنها ليست المرة الأولى التى تتسبب فيها اللوائح والقوانين بحل المجلس، مثلما حدث مع المجلس المنتخب برئاسة جمال علام.

وطلب اللواء حرب من وزير الشباب والرياضة التدخل لحل تلك الأزمة، بما يتماشى مع القوانين واللوائح الخاصة، دون أن يتم استخدام اسم الاتحاد الدولى فى الموضوع، من خلال التصعيد إلى الفيفا، فمن الممكن أن يؤثر تدخل الاتحاد الدولى على منتخب مصر الوطنى، والذى يقترب من تحقيق حلم الملايين من عشاق الكرة بالوصول إلى المونديال العالمى الكبير.

واختتم الدهشورى كلامه مؤكدًا على نقطه هامة حدًا، والتى تتمثل فى ضرورة إبعاد المجلس الحالى عن إدارة سئون الكرة فى مصر بشكل تام، والدعوة إلى أقرب انتخابات، فى ظل رغبة الوزير إيجاد حالة من الاستقرار، ومن الطبيعى أن يقوم أبو ريدة ورفاقه إذا كانوا لا يتمسكون بمقاعدهم ولا يرغبون إلا فى المصلحة العامة، فلابد وأن يتقدموا بالاستقالة الجماعية، مثلما حدث معنا فى عام ٢٠٠٤، بعد خروج منتخب مصر بقيادة محسن صالح المدير الفنى السابق من تصفيات كاس العالم، وخرج المنتخب الأوليمبى من تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية فى أثينا، فتم إجبار المجلس على تقديم الاستقالة الجماعية من خلال الدولة، والتى كانت تتمثل فى الدكتور على الدين هلال رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الأسبق.

على الجانب الآخر كان للناقد الرياضى الكبير عصام عبد المنعم رئيس الاتحاد السابق بالتعيين رأى آخر، حيث طالب كلًا من الثنائى حازم الهوارى وسحر الهوارى بضرورة الإبتعاد نهائيًا عن المشهد الرياضى بشكل تام، حيث إن القضاء الإدارى قال كلمته بضرورة عدم وجود أى منهما فى عضوية المجلس من الأساس، كما يجب معاتبة هانى أبو ريدة بشدة على قيامه بضمهما إلى قائمته الانتخابية.

وأضاف عبد المنعم أنه يرتبط بعلاقات صداقة وطيدة بكل من حازم الهوارى وسحر، ولكن مصلحة كرة القدم فى مصر فوق كل اعتبار، لأن أحكام القضاء لابد وأن يتم احترامها، لأننا نعيش فى دولة قانون، وجميع الأندية الموجودة فى مصر، ومعها الاتحادات الرياضة تابعة للدولة، وتحصل على دعم رسمى من مديريات الشباب والرياضة، بما فيها اتحاد الكرة، وعندما يتم تطبيق دورى المحترفين فى مصر، من الممكن أن يتم فصل الجبلاية عن وزارة الرياضة.

وأوضح أن الاتحاد الدولى لا يدافع بأى حال من الأحوال عن الفساد، بدليل تدخل الرئيس الحالى للفيفا الإيطالى إينفانتينو، فى انتخابات الاتحاد الإفريقى لإبعاد الفساد تمامًا ونهائيًا عن شئون كرة القدم فى العالم، لذلك فلن يقوم بمعاقبة نشاط الكرة فى مصر، إذا ما تقدم المجلس الحالى برئاسة هانى أبو ريدة، ومعه كل الأعضاء بالاستقالة الجماعية لرفع الحرج عن الوزير، والبحث عن حل حقيقى للأزمة.