أجرى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم، مباحثات مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد، تناولت الأوضاع المحلية اللبنانية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان ساترفيلد قد وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت مساء أمس في زيارة لم يعلن عنها سابقا، حيث تضمن جدول مواعيد الزيارة لقاءات مع كبار المسئولين اللبنانيين على مدى يومين.
ويتولى ساترفيلد - الذي زار بيروت مرتين على مدى الشهرين الماضيين، الأولى مطلع شهر مارس الماضي، والثانية بصحبة وزير الخارجية مايك بومبيو – مسئولية ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وسبق له وأن قدم طروحات للمسئولين اللبنانيين في شأن ترسيم الحدود البحرية، وهو الملف الذي يسعى لبنان إلى حسمه سريعا حتى يتسنى له الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الواقعة ضمن مياهه الإقليمية في البحر المتوسط التي تضم حقول النفط والغاز.
وأجرى المسئول الأمريكي في وقت سابق من اليوم زيارة إلى مقر البطريركية المارونية في (بكركي) لتقديم التعازي في وفاة البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير الذي توفي قبل يومين عن عمر يناهز 99 عاما.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد سلم السفيرة الأمريكية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد قبل نحو أسبوع "أفكارا حول آلية عمل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان" ولم يتم الإعلان عن تفاصيلها.. كما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤخرا استعداد بلاده لتثبيت الحدود البحرية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية عبر الآلية التي سبق وأن اعتمدت في ترسيم الخط الأزرق (الخط الفاصل مع إسرائيل الذي وضع عام 2000 ) بإشراف الأمم المتحدة.
يشار إلى وجود نزاع بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتطورت الخلافات مؤخرا في ضوء اكتشافات حقول النفط والغاز في البحر المتوسط، خاصة في المناطق الحدودية والحقول النفطية التي تقع في أماكن مشتركة بين البلدين.
وبدأت إسرائيل قبل أسابيع قليلة أعمال الحفر والتنقيب في حقل (كاريش) البحري الإسرائيلي والذي يبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن الحدود البحرية اللبنانية، وكذلك أعمال استكشاف حدودية لحقول نفط وغاز في البحر المتوسط و"آبار إنتاجية" مشتركة بين البلدين، على نحو يخشى معه لبنان أن تسحب إسرائيل من حصته النفطية في تلك الحقول المشتركة.