الخميس 23 مايو 2024

الله يفتح عليك.. يا أبو الفتح!

5-4-2017 | 10:49

بقلم –  أكرم السعدنى

.. قرأت تصريحًا لأحد رجالات الإدارة فى مصر وهو السيد حمزة أبو الفتح الذى يشغل منصب المفوض العام بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وكان التصريح يخص نشاط الشركة والخطط المستقبلية التى تم وصفها للنهوض بالشركة التى كاد الإهمال أن يقتلها ويشرد العاملين بها بعد قرارات حامل أختام البراءة فى كل أعماله وقراراته وخطواته الخضراء المبروكة حسنى مبارك.. أما الرجل الفاضل حمزة أبو الفتح فقد أسعدنى وأبهرنى وفى الوقت نفسه أدخل الرعب إلى قلبي..

فالرجل فى انتظار زيارة مكتب فنى دولى له سمعته الرنانة التى هى كما الطبل فى كل أنحاء العالم. فهذا المكتب إذا أفتى بشىء فإنه كما الساحر تتحول وصفته إلى خاتم سليمان الذى يحقق ما استعصى من أحلام ويحولها إلى واقع ملموس.. وهو كما البلسم المداوى لكل المشاكل ولكن وارنر هذا لم يجيء وبالطبع لو «حن» على مصانعنا المتعطلة بفعل فاعل لطلب عدة مئات من ألوف الدولارات من الخزانة المصرية فى أشد الحاجة إليها.. وهنا كان مصدر خوفى ووجعي.

أما الذى أبهرنى وأدهشنى أن الرجل الفاضل السيد حمزة أبو الفتح كان لديه الحل الناجع والدواء الشافى القادر على أن يعيد ماكينات المصانع للعمل والتروس تدور والعجلة تسير بعون الله.. فالرجل.. يعلم الثغرات، لأنه قريب من العمال والمهندسين ويعرف المشاكل باعتبار أن المكاتب والآلات أمامه ليل نهار، أما الحلول فقد تبين أنها ممكنة وسهلة وبسيطة وليست فى حاجة إلى فكاكة ولا إلى خواجة.. فالمصرى فهلوى وحاد الذكاء يستطيع أن يغزل برجل حمار، وهكذا فإن السيد أبو الفتح.. قد فتح الله عليه ووجد حلولًا ذاتية لتسيير الآلات وضبط العمل فى المصنع الذى كان درة فوق جبين الصناعة فى بلادنا ومفخرة لها.

وبالمناسبة نفس هذا المصنع استطاع ذات عام فى الستينيات - وما أدراك ما الستينيات - أن ينافس كبرى شركات صناعة الصوف فى بريطانيا العظمى، ولكن لأن عقدة الخواجة تمكنت من المصريين فى كل مجال من أول كرة القدم إلى صناعة الإبرة والبسكلتة والشوكولاتة والأستيك الذى هو منه فيه على رأى سعيد صالح رحمه الله، أقول لو أننا تخلينا عن عقدة البرنيطة ووثقنا فى قدراتنا ومنحنا أهل الكفاءة الفرصة للعمل ساعتها فقط سوف ننهض ونرتفع وننافس ونجمل الحياة على أرض مصر.. ولكن أن ننتظر الأخ «وارنر» وننسى أنفسنا معه ونأخذ تعسيلة إلى أن يهل ويبان عليه الأمان.. فقل على كل شيء فى بلادنا السلام.

وإذا كان سعادة السيد أبو الفتح قد فتح الله عليه واستطاع تحقيق إنجاز لشركتنا الوطنية لصناعة النسيج، فإننى أدعو من بيده القرار فى بر مصر إلى أن يعمم تجربة هذا الرجل وياريت نعمل كعب داير فنذهب مع السيد أبو الفتح إلى كل ربوع المحروسة، حيث المصانع والشركات المتعثرة والخربانة بفضل سياسات مبارك وتابعه عاطف عبيد وأحمد نظيف.. ونقوم بعملية تطهير وتنظيف لكل ما لحق بها من وساخات التخصيص وشروره ونعيد إلى الحياة من جديد شركات القطاع العام التى نهبها أولاد الأبالسة.. من شركة النصر لصناعة السيارات والتلفزيون وشركة النشا والجلوكوز وشركة طنطا وشركة النسر لصناعة البطاريات والكاوتشوك وشركة المراجل البخارية.. وشركة كولدير للتكييفات.. لو أننا استطعنا أن نمنح قبلة الحياة لهذه الشركات سوف ندفع بالاقتصاد المصرى إلى الأمام ونعوض مليارات من الدولارات، مصر فى أشد الحاجة إليها بعيدًا من استيراد الياميش والفوانيس التى هى اختراع مصرى أصيل منحنا براءة صناعته وتصديره إلى دولة الصين.

كفانا تهريجًا وتدميرًا لاقتصاد بلادنا وقدرات عمالنا ومهندسينا علينا أن نفيق من غيوبة الاستهلاك التى كادت تقضى على كل فى بلادنا.. ويا سعادة الوزير محمد العصار أتابع خطواتك بكل فخر واعتزاز وأنت تحاول أن تمضى على الطريق الذى بدأه العظيم عزيز صدقى برعاية الزعيم الخالد جمال عبدالناصر فى ستينيات القرن الماضى وكل أملى أن تضع يديك فى أيدى المخلصين من أبناء مصر الذين يشغلهم أمر هذا الوطن وأمنه واستقراره ونهضته، وبالطبع أحد هؤلاء الرجال الذين لم أتشرف بمعرفته ولن أسعى إلى نيل هذا الشرف مستقبلا هو السيد أبو الفتح.. الذى لم ينتظر المكتب الفنى الاستشارى «وارنر» وتوكل على الله وصنع ما يمليه عليه ضميره الوطنى وأعاد إلى الحياة مصانع عملاقة أراد لها العصر البائد برجال أعماله أن ينخسف بها سابع أرض.

عاشت كل يد تبنى لمصر.