تحل اليوم الذكرى الثمانون لميلاد
الفنان عادل أمام، ذلك المبدع الذي تربع على عرش الكوميديا خلفاً لروادها على
الكسار ونجيب الريحاني وإسماعيل يس وفؤاد المهندس، والراصد لمملكة الكوميديا في
مصر يجد أسماء استطاعت أن تخلد نفسها وتظل متفردة رغم وجود العديد من المنافسين في
ذلك الوقت ومنهم عادل إمام .
قاربت مسيرة عادل إمام الفنية على
الستون عاماً ، فقد شارك في بداية الستينيات ببعض الأدوار الصغيرة في بعض
المسرحيات وأيضاً شارك في بعض السهرات التليفزيونية مع بداية نشأة التليفزيون،
ورغم أن تلك الأعوام تعد مسيرة طويلة إلا أنها لم تشمل إلا 166 عملاً فقط لعادل
إمام ، ولو تم مقارونتها بمسيرة إسماعيل يس فنجد مسيرته 40 عاماً فقط شارك فيها في
241 عملاً فنياً .. وربما يعود قلة الرصيد الفني لعادل إمام لإصراره على انتقاء
أدوار مميزة ، ووجب التأكيد أيضاً أنه استطاع أن يخرج من عباءة الكوميديا لأفلام
الأكشن والمطاردات ومنها المشبوه وسلام يا صاحبي والمنسى والنمر والأنثى، وقد برع
عادل إمام في أداء تلك الأدوار.
شارك عادل إمام في بدية مسيرة في
العديد من الأفلام السينمائية، ورغم طرافة تلك الأدوار إلا أنها لم تحقق له
الشهرة، لأنها كانت متشابهة ومنها دوره في فيلم فتاة الإستعراض المشابه لدوره في
فيلم 7 أيام في الجنة ونصف ساعة جواز وعفريت مراتي ولصوص لكن ظرفاء وأنا الدكتور
وكرامة زوجتي وغيرها من الأدوار، ومن الواضح أن المسرح هو السبب الرئيسي في إظهار
نجم عادل إمام من خلال دوره في مسرحية مدرسة المشاغبين عام 1973 ، وبالفعل كرر
عادل التجربة سينمائياً حيث قام بالبطولة لأول مرة في فيلم شلة المشاغبين مع صباح
ومديحة كامل، ومن هنا انطلقت نجومية عادل إمام ليشارك كبار النجوم في العديد من
الأفلام ومنها جواز على الهوا مع فريد شوقي ومعه ايضاً الخدعة الخفية.
تربع عادل إمام على عرش الفن ف مصر لسنوات طويلة، وكما ساعده في بداياته كبار
النجوم ومنهم فؤاد المهندس، قام عادل بإظهار نجوم جدد وأتاح لهم الفرصة للظهور حتى
أصبحوا نجوماً للكوميديا ومنهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأحمد آدم وغيرهم، والراصد لمسيرة إمام الفنية يجده قد عبر عدة
أجيال منذ زمن الأبيض والأسود وحتى الآن، وقام ببطولة مسلسلاً للمشاركة به في
ماراثون رمضان الحالي إلا أنه قد تأجل عرضه، ومن المعروف أن مسلاسلات عادل إمام
تحقق أكبر مشاهدة ويقبل عليها كل الجماهير بكافة فئاتهم العمرية.
أختير عادل أمام سفيراً للنوايا الحسنة ، وألزمه
ذلك المنصب للإنخراط في كثير من القضايا الدولية، والمساعدة في نكبات الشعوب ودعاه
أيضاً للتكاتف مع كبار نجوم الفن في العالم للمساعدة في حل أزمات بعض الدول، كما
التقى في تلك الفترة أيضاً بالعديد من رؤساء الدول والملوك ومنهم صدام حسين وعلى
عبد الله صالح والقذافي وياسر عرفات وغيرهم من الرؤساء، ونال عادل إمام العديد من
التكريمات في مصر والدول العربية وفي الكثير من مهرجانات السينما، ومازالت رحلة
عادل الفنية ممتدة رغم بلوغه سن الثمانون، ويتهافت صغار النجوم للعمل معه لينهلوا
من مدرسته التي استمرت ستون عاماً، والهلال اليوم تتقدم بأرق التهاني للنجم الكبير
في يوم مولده.