أ ش أ
في مناظرة تلفزيونية تاريخية، التقى مرشحو الرئاسة الفرنسية الأحد عشر؛ للتأكيد على جدوى برامجهم الانتخابية ولمحاولة كسب تأييد النسبة العالية من الفرنسيين المترددين أو الذين قرروا مقاطعة الاقتراع الرئاسي، الذي ستنطلق جولته الأولى بعد أقل من ثلاثة أسابيع.
وتناولت المناظرة - التي أذيعت على قناة (بي إف إم) الإخبارية وتابعها 6.3 ملايين مشاهد - القضايا الرئيسية التي تشغل الشعب الفرنسي مثل قضية البطالة والبقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، والإرهاب وإخلاقيات العمل السياسي.
واستغل المرشحون الأقل شهرة الستة الفرصة للتعريف ببرامجهم الانتخابية و مهاجمة المرشحين الأوفر حظا.
وبرزت التباينات بين المرشحين حول قضية التشغيل والنهوض بالاقتصاد، فمرشح حزب "الجمهوريون" اليميني ﻓرانسوا فيون اقترح تعديل قانون العمل وتقليل الأعباء الضريبية على الشركات بواقع 40 مليار يورو والاستثمار في التكنولوجيات الجديدة وإلغاء حزمة من المعايير التي تؤثرا سلبا على قطاع الزراعة.
أما مرشح اليسار المتطرف، جون لوك ميلونشون فيسعى لاستعادة النظام العام الاجتماعي فيما دافعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن عن الأولوية أو الأفضلية الوطنية لاستحداث وظائف جديدة ودعت لفرض ضريبة مستقبلية على الشركات التي تقدم على تعيين الأجانب وهو ما أثار موضوع آخر مثير للجدل حول كيفية التعامل مع العمال المعارين من دول أوروبية أخرى في الوقت الذي لا يخضعون فيه لنفس المعايير الضريبية وهو ما اعتبرته مارين لوبن بأنه يمثل منافسة غير منصفة لا تصب في مصلحة الفرنسيين.
وحول الاتحاد الأوروبي، دافع مرشح اليسار بنوا هامون عن أهمية بقاء فرنسا في التكتل الأوروبي بينما رأى آخرون مثل فرانسوا أسلينو، رئيس حزب "الاتحاد الشعبي الجمهوري" أن كل المعاهدات الأوروبية تقيد فرنسا وتفرض سياسة اقتصادية واجتماعية لا تحتمل بالنسبة للفرنسيين، داعيا إلى الخروج الفوري من الاتحاد دون المرور عبر بوابة الاستفتاء.
ومن جانبها، دعت مارين لوبن إلى ترك الفرنسيين يقررون هذه المسألة و دافعت عن ما أسمته "بالحمائية الذكية" مبررة ذلك بأن معظم بلدان العالم لا تتوانى في حماية إنتاجها الوطني، مستشهدة بسويسرا التي تفرض رسوم جمركية على الواردات الزراعية تصل الى %55 وكذلك كوريا الجنوبية %41.
وقوبلت مقترحات لوبن بهجوم من المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون معتبرا توجهات لوبن بأنها ستثير حربا اقتصادية وبأنها مستوحاة من التيار القومي.