قال وكيل الهيئة الوطنية للصحافة عبدالله حسن، إن الأحداث المتلاحقة التي تشهدها منطقة الخليج في ضوء التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، تمثل تهديدا واضحا لأمن منطقة الخليج العربي ودولها، كما تهدد حرية الملاحة الدولية في هذه المنطقة من العالم.
وأضاف، في مقال له بمجلة الأهرام العربي الأسبوعية ، تحت عنوان " تهديدات إيران وأمن الخليج " ، " أحداث سريعة ومتلاحقة تهدد أمن الخليج العربي، كأن إيران تدق طبول الحرب بعد الضغوط الأمريكية المتتالية عليها، خصوصا بعد أن طالبت أمريكا دول العالم بوقف شراء النفط الإيرانى، وهددت من يخالف هذه التعليمات بفرض عقوبات عليها، ووصفت هذا الإجراء بأنه يهدف لوقف تصدير الخام الإيرانى للخارج نهائيا، مما يعنى انخفاض إيرادات إيران النفطية بشكل حاد يؤثر على الاقتصاد والأوضاع الداخلية فى إيران، وقامت أمريكا بتصنيف الحرس الثورى الإيرانى على أنه منظمة إرهابية ".
واستطرد قائلا: " وردا على هذا الموقف الأمريكى هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر فيه ناقلات تحمل ثلث الخام المنقول بحرا إلى أنحاء العالم، وفى تطور مفاجئ يوم الأحد الماضى تعرضت أربع سفن تجارية منها سفينتان سعوديتان محملتان بالنفط فى طريقهما إلى الولايات المتحدة إلى عمليات تخريبية بإطلاق قذائف عليها فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة ألحقت أضرارا بالغة بهيكل السفينتين".
وأشار إلى أنه بعد 48 ساعة من هذا الحادث تعرض خط النفط فى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية إلى هجوم إرهابي لطائرة بدون طيار، أسفر عن خسائر لهذا الخط السعودي، على الرغم من أنه لم تعلن أية جهة - حتى كتابة هذه السطور - مسئوليتها عن هذا الحادث، فإن أصابع الاتهام تشير إلى إيران باعتبارها المستفيدة من هذه العملية، لتخفيف الضغوط الأمريكية عليها، وفى نفس الوقت تدق جرس الإنذار أمام التحركات الأمريكية فى المنطقة سواء اللوجيستية بتحريك حاملات الطائرات الأمريكية وقطع الأسطول السادس الأمريكي إلى المنطقة أم التحركات الدبلوماسية المتمثّلة فى جولة مايك بومبيو وزير الخارجية فى عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة بدأها ببروكسل، حيث مفوضية الاتحاد الأوروبي، وكان فى طريقه بعدها إلى ألمانيا للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل أن يتوجه الى موسكو للقاء الرئيس بوتين.
وقال وكيل الهيئة الوطنية للصحافة: " إنه فور وقوع الهجوم على السفن التجارية الأربع فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، قطع وزير الخارجية الأمريكى جولته وتوجه إلى بغداد مباشرة للقاء المسئولين العراقيين، وبحث الموقف معهم والتعرف على وجهة نظرهم فى التهديدات الإيرانية وموقفهم من الصدام المتوقع بين بلاده وإيران وضمان مساندتهم للموقف الأمريكى ضد عدوهم التقليدى، والذي خاضوا حربا شرسة ضده فى عام 1980 لمدة ثمانى سنوات".
وأشار إلى أن هذا الحادث أثار العديد من ردود الأفعال على جميع المستويات العربية والدولية، حيث أدانت مصر هذا العدوان على السفن التجارية فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكل ما من شأنه المساس بالأمن الوطني، وأكد بيان لوزارة الخارجية تضامن مصر حكومة وشعبا مع دولة الإمارات ضد أى محاولة للمساس بالأمن القومى لدولة الإمارات، ووصفت هذا الحادث بأنه يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين. واستنكر مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذى يضم فى عضويته دول الخليج الست هذا الحادث، ووصفه فى بيان عاجل بأنه يمثل تطورا وتصعيدا خطيرا يعرض سلامة الملاحة البحرية فى الخليج للخطر، وأدانت جامعة الدول العربية هذه العمليات التخريبية واعتبرتها تمثل مساسا خطيرا بحرية التجارة والملاحة، وقالت الجامعة العربية إن التهديدات التى تتعرض لها أى دولة عربية عضو فى الجامعة العربية، تعتبر مساسا غير مقبول بالأمن القومى العربي".
وتساءل حسن في ختام مقاله " ماذا بعد هذه التهديدات والإجراءات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران ؟ هل هى نذير حرب مقبلة بين الجانبين؟ أم أنها مجرد مناوشات يحاول كل طرف أن يفرض رؤيته ومصالحه على الطرف الآخر؟ أم إنها وسيلة للضغط يقدمه كل طرف بأقصى ما لديه من وسائل الضغط ثم يجلس الطرفان فى النهاية على مائدة المفاوضات، ليضع كل منهما شروطه بما يحقق مصالحة خصوصاً فى منطقة الخليج العربى التى تحتوى على أكبر مخزون إستراتيجى فى العالم من النفط والغاز والثروات الطبيعية؟ ، فقال " أغلب الظن أن احتمالات التساؤل الأول ضئيلة للغاية بل تكاد تكون منعدمة لأن الجانبين يعلمان جيدا أن الحرب ستكون مدمرة لكليهما وتنعكس على دول الجوار، وبالتالى فإن عمليات الشد والجذب ستظل مستمرة ويستخدم كل طرف خلالها أدوات القوة وأساليب الضغط المختلفة حتى يحقق أهدافه".