الأحد 2 يونيو 2024

ريم البارودي : لن أكمل حياتي في الفن

5-4-2017 | 13:13

  

حـوار: خـالد فـرج - تصوير : محمود عاشور

مصمم أزياء: أحمد عبد الله - ماكياج: علاء التونسي - كوافير: هامو محسن

 

برهنت النجمة ريم البارودي علي دقة اختياراتها الفنية، بعد انتقائها لشخصية "بائعة" غلبت فيها موهبتها علي إبراز جمالها، إثر تخليها عن استعمال مستحضرات تجميلية في دورها بمسلسل "السبع بنات"، الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه علي إحدي المحطات الفضائية.

"ريم" في حوارها مع "الكواكب" تحدثت عن فيلمها الجديد "خطيب مراتي"، الذي تقدم فيه دور البطولة أمام المطرب أحمد سعد، وتكشف تفاصيل تجربتها في مسلسل "الدولي"، المقرر عرضه في رمضان المقبل، وكذلك فيلم "حليمو أسطورة الشواطئ" أمام الفنان طلعت زكريا، ولم يخل الحوار من العديد من الأسرار التي تكشف عنها الفنانة الشابة لأول مرة.

ما الذي جذبك للموافقة علي المشاركة في بطولة فيلم "خطيب مراتي"؟

أسباب عدة، أبرزها مشاركتي لأحمد سعد بطولة أول أفلامه، وثقتي المتناهية في تقديمه فيلماً جيداً علي غرار أعماله الغنائية والتلحينية، كما تحمست لوجود المخرج أحمد عفيفي في أولي تجاربه الإخراجية، وهو نجل شقيقة المخرج خالد يوسف وأحد أهم مساعديه، مما يعني بالتبعية أنه مخرج جيد وصاحب فكر، وبعيدًا عن هذا وذاك، الفيلم يخاطب فئة الصم والبكم لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، ولكننا لن نري مربعاً صغيراً أسفل الشاشة كالمعتاد، بل ستنقسم شاشة السينما إلي نصفين متساويين، أحداهما لأبطال الفيلم الأصليين والآخر لممثلين آخرين يؤدون نفس مشاهدنا بغرض مخاطبة هذه الفئة.

معني كلامك أن قصة الفيلم تدور حول فئة الصم والبكم؟

علي الإطلاق، ولكن المخرج أراد منح هذه الفئة حقوقها المهدرة، خاصة مع تجاوز عددهم حاجز السبعة ملايين نسمة في مصر، ورغم ذلك فهم ليسوا علي خارطة اهتماماتنا وحساباتنا، وذلك علي عكس المعاملة التي يلقاها أقرانهم في الخارج، وانطلاقاً مما سبق ذكره، تحمست للفيلم واحترمت وجهة نظر مخرجه، كما أعجبت بشخصية "هناء" التي أجسدها بحسب الأحداث، وهو دور جديد يعتمد علي الشكل الخارجي في تقديمه، وأنا لم يسبق لي العمل وفقاً لهيئتي الخارجية، وهي كشخصية بعيدة عني تماماً، ولكن خطها الدرامي واقعي وموجود في المجتمع.

كيف استقبلتِ حالة الاندهاش التي انتابت البعض من وقوفك فنياً أمام أحمد سعد بعد انفصالكما أخيراً؟

"يندهشوا براحتهم"، لأني لن أعيد كلاماً ذكرته أكثر من مرة، وهؤلاء المندهشون لا يعنونني في شيء، أما البعض الآخر فهو متفهم ومتابع للأحداث، وأنا وأحمد تربطنا علاقة صداقة وعشرة ممتدة منذ سنوات.

علمنا من مصادرنا أنكِ تقدمين ظهور اً خاصاً في مسلسل "الدولي"..

- مقاطعة:

نعم، ودوري فيه مفاجأة للجمهور بحكم تقديمي شخصية فتاة شعبية، وهذا الدور أقدمه لأول مرة مع المخرج محمد النقلي، الذي كان معتاداً علي اختياري في أدوار الفتاة صاحبة الحق والمبادئ، وهي شخصيات درامية شكلت عاموداً قوياً ومتوازناً في الحالة الدرامية لمسلسلاته، سواء في "الباطنية" أو "ولي العهد" أو الشك"، أما "الدولي" فدوري فيه مختلف لأني أقدم شخصية "سمسمة"، التي تجمعها مشاهد عديدة مع باسم سمرة، إلا أنني لا أود حرق تفاصيل الدور، ولكني سعيدة بنص الكاتب والمؤلف ناصر عبد الرحمن، والتعاون مع شركة المنتج محمد فوزي التي لها باع طويل في مجال الإنتاج، وأعتبرها بمثابة بيتي بعد تقديمي معهم ثلاثة أجزاء من مسلسل "شطرنج".

هل موافقتك علي هذا الدور جاءت مجاملة لـ "النقلي"؟

ربما تجامل بتقديم ظهور خاص لمخرج تحبه ومعتاد علي العمل معه، ولكن الفنان بطبعه لا يجامل مادياً أو معنوياً أو أدبياً، وإذا صرح أحد بعكس هذا الكلام فهو كاذب، لأن كل شيء في الحياة أصبح له عائد، وبالتالي ليس هناك مجال للمجاملة في أعمالنا الفنية.

الكثير من الفنانات تحسمن موقفهن من الظهور الخاص في أعمال فنية وفقاً لأسماء البطلات.. فماذا عن ريم البارودي في "الدولي"؟

"كل ما البطلة يكون لها اسم أحب اشتغل معاها"، وسبق أن تعاونت مع نجمات من جيلي أمثال مي عز الدين وزينة وسمية الخشاب، ومن ثم لا أقيس المسألة هكذا لأسباب عدة، أولها شعوري بالرضا في قرارة نفسي، لأني أعي من تسبقني في النجومية والعكس، وأدرك أن تعاوني مع أي فنانة كبيرة سيرتقي بشأني ومكانتي، لأني سأكتسب شعبية من جمهورها، وانطلاقاً من هذا الرأي، أعي جيداً أن رانيا يوسف اسم لا يقل عن أسماء النجمات التي تعاونت معهن، لأنها إنسانة مجتهدة جداً، وسبق أن تعاونت معها في مسلسل "أحلامك أوامر" فى بداياتي الفنية.

ما تقييمك لتجربتك في مسلسل "السبع بنات"؟

جاءت ردود الفعل قوية مع الحلقات الأولي، مما أشعرني بالسعادة والخوف في الوقت ذاته، لدرجة أنني امتنعت عن مشاهدته عبر شاشة التليفزيون، وبدأت مشاهدة الحلقات تباعاً عبر "يوتيوب" ومن هنا مررت بحالة وسواس قهري أجلت فرحتي بردود فعل الجمهور لحين انتهاء عرض الحلقات بالكامل، وحينها سعدت بشدة لأن رد الفعل أشعرني بأن المسلسل معروض في رمضان، وهنا لابد أن أشيد باجتهاد وإخلاص البطلات الست الأخريات وباقي الأبطال وكذلك المخرج.

ظهورك دون ماكياج في المرحلة الأولي لشخصية "مني" جاء برغبتك أم برغبة "النقلي"؟

وجدت أن "مني" ليست بحاجة للظهور بـ "ماكياج" بما أنها بائعة علي القهاوي والبيوت، وبالتالي اهتمامها بشكلها الخارجي لن يكون مقنعاً للمخرج أو للمتلقي، علماً بأنني سبق وأن قدمت أدواراً بلا أي مساحيق تجميلية، كالدور الذي قدمته مع كريم عبد العزيز في "الهروب"، وهناك مشاهد عديدة قدمتها دون ماكياج في "شطرنج".

ولكن أغلب بطلات "السبع بنات" اهتممن بمظهرهن الخارجي بما لا يتناسب مع المحيط الاجتماعي لشخصياتهن الدرامية بحسب الأحداث؟

لا أملك الحكم عليهن أو الرد بالنيابة عنهن، ولذلك أعتذر عن عدم الإجابة عن سؤالك، لأن من تتحدث عنهن هن زميلاتي وأخواتي اللائى أحبهن بشدة، ولكن تظل لكل فنانة منهن وجهة نظر في طريقة تقديمها للشخصية.

ما حقيقة ما تردد من أنباء عن انزعاجك من «الأفيش» الدعائي للمسلسل؟

غير صحيح، وما كُتب في هذا الشأن لا يمت للحقيقة بصلة، لأن الأفيشات بدورها توضع كـ "أوت دورز" في الشوارع، وهو ما لم يتحقق مع أفيش "السبع بنات"، الذي توسطته علا غانم وهو وضع طبيعي، بينما وقفت أنا وإيمان العاصي في الجانبين الأيمن والأيسر منها، وهذا لا يقلل من شأن باقي البطلات علي الإطلاق، لأن من الطبيعي أن كل فنانة تسبق الأخري في النجومية.

هل وقعت خلافات بينك وبين المنتج ممدوح شاهين فيما يخص بنود تعاقدكما؟

- لم يقع أي خلاف بيني وبين ممدوح شاهين، لأني أصبحت معتادة علي تدوين اتفاقاتي مع المنتجين في عقودي، بعد أن تضررت مرتين أو 3 مرات في بداياتي، حيث لم أكن أملك القدرة حينها لأن أقول لهم: "اكتبلي ده في العقد"، ولكن بما أني وصلت لتلك المرحلة حالياً، فأصبحت أدون كل الاتفاقات بيني وبينهم في العقد، حتي لا أشغل تفكيري سوي بالتصوير فقط، ولكن وقعت خلافات بين إيمان العاصي وممدوح شاهين، وبعض المواقع زجت بأسماء بعض البطلات في تلك الخلافات، وأنا حاولت التدخل لتقريب وجهات النظر بينهما، ولكن خلافاتهما كانت أقوي من محاولاتي.

 

ماذا عن مشاركتك في فيلم "حليمو أسطورة الشواطئ" أمام طلعت زكريا؟

انتهيت من تصوير المشاهد الداخلية لفيلم "حليمو"، ويتبقي لي بعض المشاهد الخارجية في الإسكندرية والغردقة، بحكم أن أحداث الفيلم تدور حول الشاطئ الذي يرثه "حليمو" عن والده الراحل، الفيلم وقد توقف تصويره لفترة بسبب خضوع مخرجه محمد سعيد لعملية في القلب، واستأنفنا التصوير ونظراً لصعوبته في الشتاء بحكم أننا نصور علي شاطئ البحر بملابس صيفية، كان لابد أن ننتظر تحسن الجو لاستكمال التصوير.

حدثينا عن الفيلم بشكل عام ودورك فيه؟

وهو فيلم تجاري كوميدي غير خادش للحياء ومناسب لكل المراحل العمرية، ومن هنا تحمست له ووافقت علي تقديمه، لاسيما أن مخرجه محمد سعيد صديق علي المستوي الشخصي وأؤمن بموهبته، لأنه صاحب باع طويل في مجال الأغنيات المصورة والبرامج التليفزيونية.

أجسد شخصية فتاة إسكندرانية تدعي "زنوبة"، وهي "لمضة و«بتتخانق مع دبان وشها"، بحكم عملها بائعة علي أحد الشواطئ، وتتوالي الأحداث.

ألا ترين أن دورك بالفيلم قريب من الشخصية التي جسدتها في "السبع بنات"؟

علي الإطلاق، فلا مجال للمقارنة بينهما سوي في طبيعة المهنة، أما الأحداث ستنكشف للجمهور عند طرح الفيلم بدور العرض.

كيف تتخلصين من ضغوط وأعباء الحياة المهنية والشخصية؟

اتسم بالعصبية في أوقات عملي، واهدأ كثيراً حال عدم ارتباطي بتصوير، وحينها أشعر بالسكينة والرضا بالمقسوم ولا أشغل نفسي بمشاركتي في موسم دراما رمضان من عدمها، ولكني لا أتعرض لمشكلات إزاء عملي بشكل عام، وإذا افترضنا حدوث العكس وتعرضت لضغوط نفسية أو محاربة مست سمعتي سأترك التمثيل فوراً، لأني أتعامل مع الفن بمنطق الهواية، وأنا من الشخصيات التي لن تكمل حياتها في هذه المهنة.

لماذا؟

- لأني شخصية تتسم بالصراحة والصدق، وتلك الصفات تتعارض مع الوقاحة المنتشرة في زمننا هذا، حيث بات الإنسان مطالباً بتجميل كلامه، وأنا لم أعد أتحمل مثل هذه الأمور، لأنني خضت كل مرحلة من حياتي المهنية بتعبي وجهدي، ولم يساعدني أحد باستثناء المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، الذي منحني دور عمري في مسلسل "حدائق الشيطان"، ومن بعده الفنان نور الشريف في "الرحايا"، أما الحياة الفنية حالياً فباتت تحكمها الشللية والمحسوبية ولم يعد هناك اهتمام بالموهبة، ولذلك بمجرد أن أتزوج سوف اعتزل الفن.

اعتزالك مرهون بزواجك إذاً؟

نعم، لأني لن أتمكن من التوفيق بين حياتي المهنية والشخصية، فأنا أصاب بتوتر شديد حال تقديمي عملين في عام واحد، فما بالك بحياة أسرية وأطفال…. إلخ، علماً بأنني كنت أقدم 4 و5 مسلسلات من قبل تقديمي لمسلسل "الشك"، وذلك بغرض الانتشار وتحقيق عائد مادي جيد، ولكني أصبحت اكتفي حالياً بعمل واحد فقط، وبعيداً عن كل هذا، فسيكولوجية الممثل تختلف عن أي شخص آخر، ولذلك نسمع عن حالات انتحار للعديد من الممثلين في هوليوود، لأن الفنان يتعايش مع حالات نفسية متباينة في وقت واحد، بمعني أنه قد يكون مرتبطاً عاطفياً ويعيش أسعد لحظات حياته، ويذهب بعدها لموقع التصوير لتأدية مشهد وفاة، فتجده يصرخ وينتحب، وقد يعيد المشهد أكثر من مرة، ثم يخرج ليجد أعباء الحياة في انتظاره، مما يصيبه بحالة نفسية سيئة، وقد يتهم بالجنون حال ذهابه لطبيب النفسي.

ألم تراودك فكرة الانتحار ذات مرة؟

"أعوذ بالله، هذا كفر"، وأنا معارضة لما يتردد عن تعايش الفنان أحياناً مع أدواره بعد انتهائه منها، ولكن الحالة الدرامية للدور تظل ملازمة له فترة، بمعني أنه إذا قدم مشهد بكاء وصراخ فمن الطبيعي حينها أن يكون كئيباً، فأنا عندما جسدت شخصية "نوال" في مسلسل "دلع بنات" فربما وأنا أحدثك ألوح بيدي كحال الشخصية، ولكني لن أتحدث بطريقتها الشعبية عند استيقافي في لجنة مثلاً.

هل فكرت في الذهاب لطبيب نفسي حال مرورك بأزمة نفسية؟

أنا محاطة بأصدقاء كثيرين من خارج الوسط الفني، ودشنت صفحة تجمعني بسيدات مقربات لي عبر تطبيق "واتس آب"، حيث ألجأ إليهن حال رغبتي في الحديث الأخذ برأيهن في مشكلة ما، لأن الطبيب النفسي لا يعطيك علاجاً بقدر ما يدفعك للحديث وهو يستمع إليك، حيث إن الإنسان حينها يكون بحاجة لمن يقول له: "إنت غلط أو صح"، كما أنني أملك صداقات من داخل الوسط الفني، ومنهن إلهام شاهين ورغدة وصابرين وهياتم وفيفي عبده وزينة ومي عز الدين وسمية الخشاب، وأدرك أنني إذا حدثت إحداهن هاتفياً طالبة النصيحة فلن تتردد في مساعدتي آنذاك، ولكني إذا لم أكن محاطة بهؤلاء الأصدقاء فلن أتردد في زيارة طبيب نفسي، لأن ذلك ليس أمراً معيباً.

وماذا عن علاقتك بشمس البارودي؟

علاقتي جيدة بها، لأنها صلة دم.