الأحد 19 مايو 2024

البابا تواضروس ينصح بزيت الميرون لوقاية الإنسان من «سواد القلب»

5-4-2017 | 21:20

وجه البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نصيحة إلى كل إنسان بالعالم بأن يواظب على زيت الميرون وهو دعوة لعمل الرحمة لانه يحوي 27 مادة عطرية نباتية الأصل مضافة إلى زيت الزيتون فهو كله زيوت في زيوت، والزيت يرمز في أحد معانيه إلى عمل الرحمة، والإنسان حاليًا من كثرة تعامله مع المواد الجافة والأجهزة التي تملأ حياتنا صار قلبه جافًا قاسيًا وكل ما الإنسان ازداد في الحياة المادية كل ما أصبحت حياته جافة تخلو من الروح، القلب القاسي هو الذي لا يعرف الرحمة، ويبتدئ الإنسان يزداد من درجة إلى درجة إلى أن يصل إلى سواد القلب ممتلئًا بالخطية، وهو الذي نعبر عنه في الصوم الكبير بالمولود أعمى فهو لا يرى، لا يعرف، لا يفهم، لا يتمتع بالنور لهذا فزيت الميرون هو دعوة لعمل الرحمة خاصة أن الزيت معروف أنه ملطف مهدئ ناعم للغاية.

وأضاف تواضروس، خلال عظته الأسبوعية في قداس تقديس الميرون، قائلا:"نصلي اليوم باشتراك الآباء المطارنة والأساقفة لإعداد وتقديس زيت الميرون حدث هام يقابله في الأهمية إقامة البطريرك والأسقف، وهذه هي المرة الوحيدة في الميرون الذي يصلى فيها سفر النشيد فهو لا يقرأ في أي مناسبة أخرى كما قلت لكم فهو سفر الكاملين أو البالغين وبيقرأ في الميرون ويعتبر وجود وتقديس الميرون في الكنيسة هو علامة النفوس المكرسة والسيرة العطرة للإنسان".

وتابع البابا تواضروس،"أيضًا الميرون يرمز إلى عمل الرحمة ، زمان لم يكن هناك أدوية تخفف آلام الإنسان فكان زيت الزيتون في الأساس هو الدواء الوحيد وكان يدهن به الإنسان، وله مناسبات كثيرة في الكتاب المقدس فكأن عمل الميرون إشاره إلى ثلاثة مظاهر في حياتنا هي أننا نرشم بالميرون مرة واحدة وهو السر الثاني بعد سر المعمودية ونرشم في أجزاء من الجسد 36 رشم، ويصير للإنسان الملاك الحارس الذي يحرسه ويصير الإنسان محروسًا بقوة الصليب وبقوة زيت الميرون في كل أجزاء جسده وبثباته في الوسائط الروحية، كلنا نلنا التكريس العام تقدسنا و تخصصنا وصرنا ملكًا للسيد المسيح بعد ذلك في مسيرة حياتنا، كلٌ يختار الطريق الذي يسلكه، أما السيرة العطرة فهي لان الميرون كله روائح عطرة وزيوت عطرية رمزًا لسيرة الإنسان العطرة لهذا السبب عند الاحتفال بالقديسين نستخدم الحنوط الذي كله مواد عطرية وكأننا نقول لهذا القديس أن سيرتك عطرة، تعيش معنا موجودة حتي لو كان انتقالك منذ قرون وقرون كمثال قديسنا الأنبا بيشوي ونحن في ديره من القرن الرابع الميلادي حين نضع الحنوط بروائحه العطرية كأننا نقول سيرتك عطرة تعيش معنا في القرن الـ 21 لذا الميرون هو دعوة يومية أن تكون حياتك حياة بهذه السيرة العطرة".

وأضاف قداسته،" كن إذًا رحيمًا، وكن مثل الزيت، طوال الصوم الكبير نصلي، وهذه هي المعاني الثلاث التي أود أن تقفوا أمامها ونحن في مناسبة تقديس الميرون لان النفوس المكرسة وهو السيرة العطرة والقلوب المملؤة رحمة، وفي النهاية خلصنا زيت الميرون في 8 قزان وهو وعاء كبير يحوي في حدود 600 كيلو ستحضر قداسات من الآن وفي يوم اثنين شم النسيم نضع الخميرة وتحضر قداسات الخماسين المقدسة، والأواني ستنقل وتوضع في شرقية الهيكل بعد القداس".