اعتبر السفير الروسي لدى بكين أندريه دينيسوف اليوم /الأربعاء/ أن الحرب التجارية الأمريكية ضد الصين تجعل مسألة الانتقال إلى الحسابات بالعملات الوطنية، بين روسيا والصين، أكثر إلحاحا.
وقال دينيسوف - في تصريح لوكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية - "الأحداث الأخيرة تؤثر على كل منا، علينا وعلى الصين، حيث أعلن الشركاء الأمريكيون، في الواقع حربًا تجارية، وهذا يستتبع عواقب وخيمة على العالم بأسره، لأن الاقتصاد الصيني يعد من العناصر الأساسية المشكلة لنظام الاقتصاد العالمي، ويمثل حوالي 30 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي".
ولفت دينيسوف إلى أن أي تباطؤ في تنمية الصين سيؤثر سلباً على دول أخرى، بما في ذلك روسيا، لأن روسيا تزود الصين الشعبية بما يسمى بالسلع الاستثمارية اللازمة للنمو الاقتصادي.
وأضاف "سيتباطأ النمو، وستقل الحاجة إلى منتجاتنا، لقد تحدثنا سابقًا مع شركاء صينيين حول تجنب استخدام عملات البلدان الثالثة في تسويات الحسابات بيننا وتوسيع حصة عملاتنا الوطنية.. الآن هذه ليست مجرد نوايا، فالحياة نفسها تفرض علينا أن نعمل على ذلك، ونحن نفعل ذلك، والعولمة تفقد أهميتها، ونحن بحاجة إلى تغيير وجهات نظرنا بشأن بناء العلاقات الثنائية.. نناقش حاليا مع أصدقائنا الصينيين كيفية حماية علاقاتنا من التأثير الضار لحالة الأوضاع الاقتصادية العالمية".
وكانت الصين قد ردت - الشهر الماضي - بالمثل على إجراءات أمريكية تفرض رسوما على الجزء الأكبر من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، وأعلنت فرض رسوم على سلع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار، اعتبارا من الأول من يونيو، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي بزيادة قيمة التعريفات الجمركية على البضائع الصينية من 10 بالمئة إلى 25 بالمئة، وتحذيره الصين من الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية.
وكانت جولة المحادثات الأخيرة بين واشنطن وبكين قد انتهت من دون التوصل لاتفاق ينهي النزاع التجاري الدائر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، والذي يثير مخاوف من تداعياته السلبية على الأسواق العالمية.