يحتفل الصينيون اليوم الجمعة ولمدة ثلاثة أيام بعيد دوانوو (قوارب التنين) الذي يوافق اليوم الخامس من الشهر الخامس وفقا للتقويم الزراعي الصيني.
ويعود تاريخ عيد قوارب التنين إلى أكثر من 2000 عام، وهناك روايات كثيرة حول مصدر هذا العيد، أهمها رواية إحياء ذكرى الشاعر "تشيوي يوان" الذي كان وزيرا وشاعرا كبيرا في دويلة "تشو" إبان عهد الربيع والخريف (770-476 ق.م)، حيث دعا "يوان" إلى مواجهة ضغوط دويلة "تشين" الكبيرة ومقاومة اعتدائها على دويلته، ما وضعه في مواجهة مع الأرستقراطيين في البلاط الملكي، فأقاله الملك من منصبه ونفاه من العاصمة، فنظم في منفاه قصائد "الشكوى" و"سؤال السماء" و"الأغاني التسع" وغيرها من القصائد المشهورة التي تركت تأثيرا كبيرا وممتدا.
وتقول الروايات إن الشاعر "يوان" ألقى بنفسه في نهر ميلو في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم الزراعي الصيني بعد استيلاء دويلة "تشين" على عاصمة بلاده، وجاء أبناء دويلة تشو إلى شاطئ النهر يبحثون عنه بالقوارب، ولكي لا تأكله الأسماك كانوا يلقون كرات الأرز والبيض في النهر، وصب طبيب مسن إناء من الخمر في النهر لتسكر الحيوانات في النهر فلا تؤذيه.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت عادات سباق قوارب التنين وتناول طعام "تسونغ تسي" (كرات الأرز) وشرب خمر "شيونغهوانغ" في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم الزراعي الصيني.
وتقيم مختلف المناطق الصينية في عيد دوانوو سباق قوارب التنين الذي يؤكد على التعاون وقوة الجماعة في تحقيق الفوز، وتطور هذا السباق حاليا إلى نوع من الرياضات المائية المتميزة بالتقاليد والعادات الشعبية والروح الرياضية الحديثة، فيما أدرج سباق قوارب التنين عام 1980 في المهرجان الرياضي الوطني الصيني.
وبالنسبة لعادات الطعام خلال عيد قوارب التنين، فيعتبر تقليد تناول طعام "تسونغ تسي" عادة قديمة في الصين، حيث يصنع طعام "تسونغ تسي" من الأرز الذي يلف بأوراق نباتات على شكل مثلثات لتقدم قرابين للأجداد أو الآلهة لطرد الأرواح الشريرة، وطلب البركة.
وتقول الروايات الصينية إن أصل تقليد تناول هذا الطعام يعود إلى أنه خلال عهد أسرة هان الشرقية (22-55 ق.م) رأى مواطن بوسط الصين روح الشاعر "تشيوي يوان" في النهار، وأبلغ الأخير ذلك المواطن بأن المأكولات التي قدمها المواطنون لإحياء ذكراه سرقها تنين تحت المياه، وطلب "يوان" رمي المأكولات في المستقبل بعد تغليفها بأوراق نباتات وربطها بخيط ذي خمسة ألوان لطرد التنين، ونقل المواطن هذه المطالب للمواطنين الذين فعلوا بدورهم ما طلبه منهم الشاعر "يوان" لإحياء ذكراه كل عام.
ورغم اختلاف المسميات والأعياد في الصين، إلا أن الصينيين يستغلون هذه العطلات في العودة إلى مساقط رؤوسهم للاحتفال بالعيد وسط أسرهم والمشاركة في أنشطة احتفالية متنوعة.