بقلم : مفيد فوزي
أشهد بحكم قربي من عبد الحليم حافظ أنه لم تخطفه امرأة من فنه ولا بعثرت أيامه ولياليه لأنه كان قد وهب حياته للفن وحده وكان يردد مثلا عاميا يقول (الفن زي الفريك مايحبش شريك)!
***
مثلما كان نزار قباني يؤثر القصيدة قبل المرأة, كان حليم يرى أن كلمات يغنيها تصادف هواه أجمل من أي موعد وأحلى من كل النساء.
***
كان نجاحه هو (المنى) وكانت دموعه تنساب من فرط الحب الذي أحاطه به جمهوره الغفير خصوصا في تونس.
***
كان يخفي دموعه عن الناس, ويوم غنت أم كلثوم أغنيتين قبله بكى ولكنه تماسك وأسعد جمهوره.
***
لم أره يبكي من أجل حبية حتى سعاد حسني التي أحاطها باهتمام غير مسبوق, كان يغضب وصمته عنوان هذا الغضب! وكانت أسرته الفاضلة سلوى وعزاء.
***
كان يعتقد أن أستاذه عبد الوهاب (حكيم) في علاقته بالمرأة, ونجحت تجربة نهلة القدسي لأنها فهمت أهمية (المسافة) بينها وبين الفنان!
***
قلت له مرة: تحبك البنات يا عندليب.
رد على الفور: صدقت, فهذا الحب موجه للعندليب لا لعبد الحليم شبانة.
***
كان حليم عاشقا فاشلا لم تنجح له علاقة تتوافر فيها كل شروطه, وكان يردد: أريد زوجة لا ممرضة! أريد حبا لا شفقة.
***
معظم أغنيات عبد الحليم عاش معانيها وهنا سر حماسه لقصائد نزار قباني ومرسي جميل عزيز, وكان بليغ حمدي يترجم بالكلمات مع محمد حمزة مشاعر حليم التي لا يبوح بها ولا يكشف عنها لأحد!
***
يُتم حليم جعله يشعر بالراحة النفسية مع سيدات بمثابة الأم, ولهذا كان ملتصقا بعائلات كثيرة ويعتبر نفسه واحدا من الأولاد!
***
الحب في مفهوم حليم: مشاركة حلوة من غير تنغيص ويكون عندها التسامح والغفران لبني آدم نصف مجنون هو الفنان!
***
حليم كان شريكا في كل قصة حب عاشها إنسان أما هو فقد عاش الحب في أغانيه أكثر من الواقع!