السبت 18 مايو 2024

د. طارق خيرى.. مدير مستشفيات معهد الأورام: نُعالج ١٥٠ ألف مريض سنوياً.. ويتردد علينا ألف يومياً

6-4-2017 | 12:31

حوار: أشرف التعلبى

«نريد تطبيق اللامركزية فى المعهد القومى للأورام»، و«نسعى لتطبيق نظام إلكترونى لإدارة المستشفيات التابعة للمعهد»، و«جار الآن مشروع مستشفى بلا ورق».. جمل أكد عليها الدكتور طارق خيرى، مدير مستشفيات المعهد القومى للأورام، مضيفا فى حوار مع «المصور» أن هناك عدة مستشفيات تابعة لمعهد الأورام منها مستشفى«الثدى» بالتجمع، وكذلك وحدة الأورام بمستشفى«هرمل»، بالإضافة إلى مستشفى ٥٠٠٥٠٠ الجارى إنشاؤه، كل هذا التشابك يحتاج لإدارة وتنسيق من نوع خاص.

وقال الدكتور «خيرى»، وهو أستاذ جراحة الأورام، «لدينا فى المعهد القومى للأورام رؤية ثلاثية وهى رؤية تعليمية وبحثية وعلاجية، والجانب التعليمى هو لتخريج كوادر، والبحثى لإعداد أبحاث علمية وإيجاد حلول لمرض السرطان، وعلاجى لأننا نقوم بعلاج كل من يتردد على المعهد، ولا يمكن أن نقول لمريض لا يوجد علاج، وبالتالى نستقبل كل الحالات، وبالنظر للعيادات الخارجية تجدها مزدحمة جدا كل يوم، وهذا الزحام ناتج لأننا صرح طبى كبير يتدفق عليه كل الحالات من كل أنحاء الجمهورية، وكذا الحالة المرتجعة والحالة الجديدة، والتى أخذت علاج كيمائى، وغيرها من الحالات».

وأضاف «خيرى»: هناك بروتوكول بين وزارة الصحة ومعهد الأورام لتدريب الكوادر، حيث إن هناك ١١ مركزا للأورام تابعة لوزارة الصحة على مستوى الجمهورية، وهناك نية لإنشاء اثنين أو ثلاثة، فى قنا والطور، وأساتذة معهد الأورام هم الذين يقدمون الخدمة الطبية فى هذه المراكز، وليس الهدف علاج الناس فقط؛ بل أيضا تعليم وتدريب كوادر وزارة الصحة، وتأهيل أطباء الوزارة لتولى المسئولية.

وعن مدى قدرة المعهد فى إدارة مراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة، قال «خيرى»: نحن بالفعل نقوم بإدارة هذه المراكز، لكن بشكل علاجى فقط، ولا دخل لنا بالإدارة المكتبية، حيث إن هدفنا البحث والتعليم والعلاج، فلا حاجة لنا بالإدارة، فالدكتور هو المستشفى، فمثلا الدكتور سامى رمزى أستاذ فى معهد الأورام وهو رئيس المراكز الطبية المتخصصة كلها.

وحول أشهر الأطباء الذين تخرجوا فى معهد الأورام، قال «خيرى» فى مقدمتهم الدكتور شريف عمر أستاذ الجراحة، والدكتور حسين خالد وزير سابق، والدكتورة نادية زخارى وزيرة البحث العلمى سابقا، والدكتور شريف أبوالنجا رئيس مستشفى ٥٧٣٥٧، والدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة سابقا، والدكتور مدحت خفاجى أستاذ جراحة الأورام، والدكتور حسن معبد، والدكتور أحمد سعيد، والدكتور أسامة سليمان، وغيرهم العديد.

وحول رؤيته البحثية لمعهد الأورام، أوضح مدير مستشفيات المعهد القومى للأورام، أن هناك رسالة لجامعة القاهرة خلال الخمس سنوات المقبلة، وهى الاهتمام بالبحث العلمى، لبحث مشاكل المجتمع التى نعانى منها، ولا يمكن أن نأخذ الأبحاث من الخارج لتطبيقها على أرض الواقع، فلكل دولة مشاكلها الخاصة، فمشاكل مصر مثلا فيروس «سى» والبلهارسيا وأمراض الكبد وأمراض الرئة، كل هذه الجوانب لابد أن تكون ضمن الخطة البحثية لجامعة القاهرة، وهنا طلبت من المعهد تقديم الخطة البحثية طبقا للخطة البحثية للجامعة، والتى يتم تطبيقها فى مصر، وليس فى مكان آخر، ولا يمكن أن نقوم ببحث غير موجود فى مصر.. وكلما زاد البحث العلمى تم استحداث أساليب علاج جديدة متطورة، حيث إن البحث العلمى هو توفير علاج للمرض، وبدون بحث علمى لا يكون لدينا تطوير للعلاج، فكل باحث ماجستير يقدم خطة لابد أن تكون طبقا للخطة البحثية التى تم تحديدها فى المعهد، وكذلك للزمالة المصرية لأمراض السرطان، والأبحاث لا تنتهى، ولدينا فى المعهد وحدة أبحاث تجريبية، بها كلاب وفئران لتجريب أى مصل على هذه الحيوانات، أو القيام بعمليات جراحية، وهناك أيضا وحدة بيولوجيا الأورام وبه بحث كبير جدا فى العلاج المناعى والجينى.

وعن إحصائيات المعهد، قال: نحن نقوم بعلاج حوالى ١٥٠ ألف مريض سنويا، ويتردد يوميا ما يقرب من ألف مريض، ومن ٥٠ إلى ٧٠ تذكرة جديدة يوميا، لأننا كما ذكرت نستقبل كل الحالات ولا نرفض أحدا، ونستأذن الوحدة أن تقبل المريض وتقوم بالكشف عليه والأشعة حتى لا يعود مسافرا دون فائدة، ويأتى على موعد الجراحة التخصصية، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدى من ١٠ إلى ١٥٪ فى العالم كله، وفى مصر ٨٪ فقط، وأمراض الثدى نكتشفها مبكرا جدا ونسبة الشفاء عالية جدا.

الإمكانيات التى يتميز بها المعهد القومى للأورام كثيرة جداً، سردها الدكتور «خيرى» قائلاً: إن الجامعة مشكورة تدعمنا بمبلغ كبير جدا، وبسبب تزايد الطلب على العلاج فى المعهد، هناك تبرعات، ونشكر أهل الخير على هذه التبرعات، والتى تساعد فى ٧٥٪ من الميزانية الفعلية للمعهد، ومستشفى ٥٠٠٥٠٠ الجارى إنشاءه سيكون أكبر مستشفى مجانى فى العالم والذى سيكون به ألف سرير.

وبسؤاله عن التنسيق والتعاون بين معهد الأورام ومستشفى ٥٧، أوضح: طبعا.. هناك تعاون بين المعهد ومستشفى ٥٧، وكوادر المستشفى من معهد الأورام، وقليل جدا من جاءوا من خارج المعهد، ونستطيع أن نقول إن ٩٠٪ أساتذة من معهد الأورام، والدكتور شريف أبوالنجا مدير المستشفى أستاذ من معهد الأورام، والتمريض كذلك، وهناك تفاهم كبير بيننا، ونأخذ أيضا «كورس» فى مستشفى ٥٧، وهم عملوا شغل جيد جدا، ولابد أن نقدر دورهم، ونكرر التجارب الناجحة، وفى حالة عدم وجود أسرة متاحة يتم تحويل الطفل المريض إلى المعهد ونستقبله، وهناك تفاهم كامل بيننا ومستمر.

مضيفاً: جار الآن التنسيق مع فريق عمل مستشفى ٥٧ الخاص لتطبيق نظام عمل الكترونى، ليتحول المعهد إلى منظومة بلا ورق، لزيادة كفاءة العمل داخل المعهد من خلال الاستفادة من خبرات مستشفى ٥٧، حيث لديهم نظام الكترونى جيد للغاية، ونريد تطبيقه.

وعن الجزء الثالث التعليمى أشار «خيرى» إلى أن هناك جزءا تعليميا قبل التخرج وجزء بعد التخرج، أساسا معهد الأورام يعطى شهادات ماجستير ودكتوراه فى ١١ تخصصا بعد التخرج، وقبل التخرج يأتى طلبة قصر العينى من باطنة وأطفال الأقسام الإكلينيكية، يأتون إلى المعهد ويأخذون خبرات، لأن الطب لا يتجزأ.

وقال الدكتور «خيرى» إن الوزارة تمنحنا الميزانية المخصصة لنا، وكانت هناك إشكالية مع الجهاز المركزى للمحاسبات، عندما قال لنا إنه يجب أن نتحمل مصاريف المريض المجانى فقط، وليس المريض الذى هناك جهة تتحمل علاجه، وكذلك مريض التأمين الصحى، والمعهد يغطى هذه التكاليف من خلال التبرعات، أهم حاجة أننا لا نرفض أى حالة أو نرفض استكمال علاجه.. نحن نطالب الجامعة فى مطالبنا من الوزارة، وهناك ديوان على التأمين الصحى لابد أن نحصلها، ورغم كل هذا المريض ليس له دخل، نحن نوفر للمريض كل العلاج وكافة الإمكانيات.

جاء ذلك فى مجمل رده على سؤال العلاج على نفقة الدولة يقدر بنحو ثلاثة آلاف جنيه وهى لا تكفى لعلاج المريض.. وعملية زرع النخاع تتكلف ١٦٠ ألف جنيه والدولة تتكفل بمائة ألف فقط، فهل طالبتم وزارة الصحة بتغطية هذه التكاليف؟ وأوضح طارق خيرى أن الجزء الجارى ترميمه بالمعهد انتهى الترميم الخرسانى، وستأخذ الأعمال الميكانيكية والالكترونية مدة عام ونصف العام.

وحول كيفية التحكم فى المستشفيات التابعة للمعهد وهى مستشفى التجمع الأول، والوحدة الموجودة فى مستشفى هرمل، ومستشفى ٥٠٠٥٠٠، قال «خيرى» هناك ٨٠ سريرا فى مستشفى الثدى بالتجمع، و٩٥ سريرا فى هرمل، وفى المعهد ٢٩٠ سريرا، فمثلا فى حالة وجود أسرة متاحة بمستشفى الثدى نرسل تخصصات أخرى تشغل هذه الأسرة، وهذا يحدث يوميا، مضيفا: هو صحيح مستشفى متخصص للثدى؛ لكن فى حالة وجود أسرة متاحة نستغلها فى تخصصات أخرى، كل المرضى يأتون للمعهد ويتم قطع تذكرة ويتم إجراء كشف طبى ثم يتم توزيعه على المستشفى المتخصص، فهنا المركز، ولا يمكن أن يذهب مباشرة إلى المستشفى الفرعى للمعهد، كما أن ملف المريض يكون هنا بالمعهد ثم يتم إرساله مع المريض.

أردف: نحن نريد تطبيق اللامركزية فى المعهد، لأننا نقوم بكل شىء بشكل مركزى فى المعهد، وعندما نقوم بتشغيل النظام الالكترونى من الممكن تطبيق اللامركزية وقتها، ويمكن أيضا أن نتحول فى المعهد للاستغناء عن الورق نهائياً، ونسعى لتطبيق نظام إلكترونى لإدارة المستشفيات التابعة للمعهد، وجار الآن مشروع مستشفى بلا ورق، لكن سيأخذ وقتا.

مضيفاً: المريض فى المعهد يأخذ مائة جنيه من الخدمة الاجتماعية الخاصة بالمعهد كل شهر، تساعده فى المواصلات والمعيشة، حيث نقوم بعمل بحث اجتماعى هنا فى المعهد ومن يستحق الإعانة يحصل عليها.

واختتم حديثه: لابد أن نتكاتف لمساعدة مرضى الأورام، وليس هناك أحد معصوم أو لديه مناعة تحميه من الإصابة بالمرض، لابد أن نزكى عن صحتنا، فهذا شىء يعود علينا وعلى المرضى بالنفع، ثانيا على الناس زيارة معهد الأورام لمعرفة طرق صرف أموال التبرعات.. ورسالتى للمجتمع المصرى بأن نحافظ على صحتنا ولا نسىء إليها، من خلال حاجة واحدة وسوف تساهم فى تقليل مرض السرطان وهى تجنب التدخين فقط، لتقليل حجم المشكلة فى البلد، نحن ندفع مالا فى علبة سجائر مميتة أصلا، ولا يمكن أن نغفلها ونحن نتحدث عن الأورام.. رسالتى للشعب كله ممنوع التدخين.

    الاكثر قراءة