الأربعاء 22 يناير 2025

في فرع التجمع الأول ٥٤ ألف حالة أورام ثدى فى السنة

  • 6-4-2017 | 12:59

طباعة

تحقيق: أحمد جمعة

 

 

 

عقب اغلاق المستشفى الشمالى بمعهد الأورام عام ٢٠١٠ بعد تصدعه بالكامل فى مفارقة شديدة ان المستشفى لم يكن قد مر على بنائه ٢٠ عاماً فقط لاغير، وفى نفس الوقت اكتشفت الدولة وجود مبنى ومستشفى فى التجمع الأول مغلق تماماً منذ بنائه فقررت اسناده لجامعة القاهرة كبديل لمستشفى معهد الأورام الذى تصدع

فى غرفتين منفصلتين، تمددت أكثر من ٢٠ سيّدة يتلقين العلاج الكيماوى بعد إجرائهن عمليات استئصال ورم سرطاني فى الثدي، الغرفتان جزء من مبنى كامل هوّ معهد الأورام فى فرعه بالتجمع الأول.

 

تقول الدكتورة عزة فؤاد، نائب مدير معهد الأورام فرع التجمع الأول، إن «هذا المبنى كان يتبع هيئة المجتمعات العمرانية، وبعد أغلاق المستشفى الكبير فى القصر العينى تم الاتفاق فى الحكومة على تخصيص هذا المبنى ليكون تابع للمعهد خاصة بعد تزايد حجم الإقبال على المعهد الأساسى بقصر العينى أعطته لنا، وبدأت عملية تجهيزه فى ٢٠١٠، قبل أن يبدأ التشغيل الأولى فى ٨ سبتمبر ٢٠١٣، وهوّ يختص بأورام الثدى للنساء والمناظير»، مضيفة أن العمليات تتم فى يوم واحد، والمرضى يترددون على المستشفى، لأن سعة المستشفى حوالى ٨٠ سريرا».

«نستقبل ٥٤ ألف حالة فى السنة»، هذا ما تؤكد عليه «فؤاد» التى ترى أن العدد كبير ويحتاج إلى مجهود ضخم من الأطقم الطبية، مضيفة أن هناك عيادات خارجية تشمل الباطنة ومتابعة الحالات التى تأخذ كيماوي، ولدينا لجنة بها دكتور جراحة أورام وإشعاع ويمثلون فريق عمل، وتكون مهمتها مناظرة المرضى وتشخيص حالتهم، وبحسب إحصائيات المستشفى فإنها تناظر٢٥٠ حالة شهرياً.

وتابعت أن أقسام المعهد تشمل (باطنة أورام – جراحة أورام – إشعاع – تحاليل الأورام –التخدير وعلاج الألم – الأشعة التشخيصية – الإحصاء) إلى جانب٣ غرف عمليات، ٣ أسرة بالعناية المركزة، ومن المزمع إنشاء وحدة الوقاية والاكتشاف المبكر فى منتصف شهر أبريل الجاري.

وكشف نائب مدير المعهد عن حجم العمالة بالمعهد، حيث يضم ٢٥ صيدليًا، ونحو ٢٥٥ ممرضًا، فيما يعتمد على أطباء معهد «قصر العيني» والعدد متغيّر وكل يوم فى العيادة استشارى و٣ أعضاء هيئة التدريس، وأستاذ مساعد، موضحة أن هذه الأطقم الطبية غير كافية، ونحاول تقديم خدمة وافية، وكل مريض يحصل على حقه، والخدمة على أعلى مستوى، وجميع العلاج بالمجان، رغم ارتفاع تكلفة العلاج الكيماوى خاصة بعد تعويم الجنيه، لكن لا يوجد نقص فى الكيماوى أو علاج الهيرسبتين الموجه لعلاج سرطان الثدي، ودائما ما يتصل عميد المعهد الدكتور محمد لطيف بالشركة المصرية للأدوية ويطالبهم بتوفير الأدوية خاصة «الهيرسبتين».

رحلة علاج المريض داخل معهد الأورام تبدأ من الكشف عليه فى البداية لمعرفة حجم إصابته ونوعيتها، ومن يتأكد إصابته يأتى إلى فرع التجمع، وهناك حالات فى المراحل الأولى وتكون نسبة الشفاء أعلى ويحصل على العلاج وخطة العلاج تكون أفضل من المريض الآخر، كما يجرى تحاليل طبية لمعرفة ما إن هناك أوراما ثانوية أم لا، وذلك بعد عرضه على لجنة من أستاذ جراحة، وأستاذ علاج الباطنة، ودكتور إشعاع لتحديد خطة العلاج، ويتم استئصال الورم فى غرفة العمليات، ويتحدد نوع العلاج الكيماوى حسب الورم المصاب به، كما يتم إجراء رسم قلب للتأكد من سلامة عضلة القلب، إلى جانب صورة دم كاملة، لأن الكيماوى قد يكون له تأثير على القلب والدم.

أدوية الأورم

يتحدث الدكتور أيمن عبدالسميع، مدير معهد الأورام بالتجمع، عن مدى تأثر الأدوية بارتفاع سعرها مؤخرًا، قائًلا: ارتفاع الأسعار أثّر على السوق الخاص، والشركة تورد بنفس الأسعار القديمة، ولا نقص فى الكميات، وكانت لدينا قوائم انتظار والآن لا توجد هذه القوائم، ومدير المعهد دائم التواصل مع الشركة المصرية التى لها مديونية كبيرة علينا، وتم تصفية مديونية علينا تقدر بنحو ٦٠ مليون جنيه.

وعن فوائد العلاج بعقار الهيرسبتين، يُضيف عبدالسميع، أن هذا العلاج بدأ التعامل به عام ١٩٩٨ لعلاج سرطان الثدي، وحقق طفرة فى العلاج لأنه يقلل نسبة ارتجاع المرض بنسبة ٥٠٪، كما يزيد العمر بنسبة ٢٥٪، هذا العلاج موجه وأعراضه الجانبية قليلة جدا، وكان العلاج بالكيماوى غير كافٍ، وهذه الأدوية زادت من نسبة الاستجابة للعلاج.

«كل يوم فيه جديد بأدوية سرطان الثدي»، بُشرى حملها مدير فرع معهد الأورام بالتجمع، مشيرًا إلى أنه يوجد حالياً العلاج المناعى وهذه هى الطفرة الجديدة، وأعطت نتيجة جيدة فى سرطان الرئة والمثانة، لكن ما زلنا غير راضين على هذه النتائج، وأهم شئ يكون فى الاكتشاف المبكر، ونسبة الشفاء تتجاوز٩٥٪، لأن وقاية المريض خير من علاجه.

وتابع: «نسب الشفاء تعتمد على مرحلة التشخيص، فعلاج السرطان جراحة ثم علاج كيماوى وإشعاعي، وإذا كنا فى المرحلة الأولى والثانية تصل نسبة الشفاء بين ٨٥ إلى ٩٥٪، وللأسف لا نرى السيدات فى هذه المراحل نتيجة عدم الوعى والسيدة لا تكشف مبكرا وعندنا رعب من سرطان الثدي، والمرحلة المتقدمة الموضوعية نسبة الشفاء من ٥٠ إلى ٦٠، أما المرحلة الرابعة ليس بها شفاء تام بل تطيل فترة العمر فقط».

يعيب «عبدالسميع» على السيدات خوفهن من الذهاب للمستشفى والاطمئنان من خلوهن من الإصابة بالمرض، مضيفًا أن «الوعى زاد قليلًا لكن يبقى الخوف ملازمهم ونحتاج إلى زيادة الوعى بأهمية الاكتشاف المبكر، وهناك توصيات عالمية فى هذا الشأن، وأى سيدة معرضة للإصابة بسرطان الثدي، والمعدل الطبيعى إجراء فحوصات وأشعة على الثدى فى سن الأربعين، وأى بنت فى سن البلوغ تقوم بفحص ذاتى للثدي، ويتم إجراء ذلك كل شهر، و٩٥٪ من أى كتلة بالثدى حميدة والباقى ورم سرطاني»، محذرًا من الإفراط فى تناول حبوب منع الحمل غير المتطورة، حيث لها خطورة على زيادة فرص الإصابة بالمرض.

الإجراءات الوقائية ومكافحة العدوى لها دور هام فى المعهد، إذ يتم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية خلال تحضير جرعات الكيماوى والتأكد من عدم وجود تسريب، وكذلك متابعة فترات علاج الحالات بدقة شديدة، بحسب دكتور عبدالسميع.

وفى هذا الإطار، تقول الدكتورة مى الجزار، مديرة الصيدلية، إن إعداد جرعة الكيماوى يتم بدقة شديدة خلال عملية التحضير، ويتم مراجعة تلك العملية نحو ٣ مرات منعا لوجود نسبة خطأ، لأننا نتعامل مع مرضى يحصلون على جرعات كيماوى وأى نسبة خطأ تؤثر على علاجهم، وتم فصل الصيدلية الإكلينيكية عن الأدوار التى يجرى فيها متابعة الحالات، حيث توجد فى الدور الثالث والأخير، ولا يسمح بدخول المرضى إليها.

وتعبر عائشة كمال، رئيسة التمريض، أن نسب الشفاء تتمثل فى الاكتشاف المبكر للمرض، وتقول إنه كلما أسرعت السيدة فى اكتشاف الورم سهل التدخل العلاجى فى مراحله الأولى والشفاء، لكنها فى ذات الوقت تعانى من نقص فى عدد التمريض داخل المعهد وتطالب بالتدعيم.

العدد فى زيادة

تؤكد الدكتورة عزة فؤاد، أن عدد المرضى بأورام الثدى فى ازدياد، لكن هذا دفع لإقامة عدة مراكز لعلاج أورام الثدي، مشيرة إلى أن نسبة الوفيات منخفضة للغاية فى المعهد بنحو ٦ حالات سنوية، وهذا يعود لأن الورم يكون شرسا، ويكون فى السن المنخفض، وفى المقابل نحاول زيادة عدد حملات التوعية، ودورنا تقديم خدمة طبية ومعرفة لجميع السيدات فى مصر، ونريد أن نعرفهم بأهمية المتابعة، وأهمية إجراء الفحوص، فمثلا ٢٠٪ من نسبة المرضى للسيدات أقل من ٤٠ سنة، أما المرضى فى الحالات المتأخرة ولديهم أورام ثانوية يمثلون ٧٪، مؤكدة أن عدد المرضى الذين يترددون على العيادات الخارجية ٢٥٠ حالة يوميا، فى حين يبلغ عدد الذين يتلقون علاجا كيماويا نحو ٧٥ مريضا فى المتوسط.

تطوير المعهد خلال الفترة المقبلة يشمل إضافة جهاز إشعاع، وكذلك وحدة لتطوير الأبحاث فى مجال أورام الثدي، وبحسب «فؤاد» فإن المجتمع المدنى له دور مهم مع المعهد، والشباب يشاركون فى حملات التبرع بالدم، وأعطونا ٨٩ كيس دم لمرضى الأورام، وطلبنا منهم بالجهد وليست أشياء مادية أو عينية، لأننا قد نعانى من نقص فى الأطقم المساعد كسكرتارية وتمريض، كما نوفر للمرضى وسائل الانتقال بالتعاون مع جمعية أورام مرضى السرطان، ونخفف عن المعهد القديم.

الخدمة الاجتماعية

للخدمة الاجتماعية قطاع خاص فى معهد أورام التجمع الأول، إذ يقول مسئول الخدمة الاجتماعية فى المعهد، إن المساعدات التى تقدم للمريض تأتى عبر توفير دار الضيافة وذلك خلال رحلة تلقيهم العلاج، عبر أماكن من الخارج تقدم مساعدات بنك ناصر ومستشفى الأزهر ونحاول تخفيف الأعباء عنهم، خاصة فى المحافظات، وذلك من خلال أبحاث تجريها إدارة الشئون الاجتماعية.

يُضيف: «استجابة هذه الجهات تكون كبيرة، وبعض السيدات لا يحصلن على العلاج لعدم وجود وسيلة انتقال، كما خاطبنا هيئة السكة الحديد لتخصيص تذاكر لهم فى الدرجة الأولى والثانية، كما خاطبنا المترو والسوبر جيت».

داخل غرفة الكيماوي

داخل غرفة تلقى العلاج الكيماوى تراصت ٢٠ سيدة على أسرّة، بينما يمتد من أيديهن أنبول يصل إلى جرعة الكيماوى المعدة مسبقًا.

تقول السيدة وفاء محمد: «عملت العملية السنة اللى فاتت وآتى للمتابعة وآخد الكيماوى والعلاج، والعملية نجحت، وكنت فوجئت بورم فى صدرى والمستشفى حولنى إلى معهد الأورام، ومريحنا خالص ومشفتش أى مشكلة معهم».

ترى السيدة القادمة من مركز البدرشين أن المعهد يقدم خطة طبية جيدة للغاية، ويوفر سبُل الراحة: «كلهم كويسين، رحت المعهد وعملت جراحة وباخد علاج كيماوي، والمعهد هنا حلو ووقفين معانا كويس، أنصح السيدات أن يكشفوا بدري. الدكاترة زى الفل وكلهم كويسين، وكذلك التمريض ويساعدونا».

إلى جانبها، تقول السيدة وفاء خليل: «لما عملت الأشعة بعد ظهور ورم فى الثدى كان لابد من استئصال كامل له، وعملنا التحاليل والعملية والآن آخذ الكيماوى فقط وأشعر بتحسن، وهناك تسهيلات كبيرة من إدارة المعهد، وعلى جميع البنات والسيدات أن يكشفوا مبكرًا حتى يسهل علاج الورم حال وجوده».

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة