قمة مصرية
رومانية استضافتها بوخارست اليوم في أول أيام الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح
السيسي إلى رومانيا، وصفها دبلوماسيون بأنها تمثل بداية لمرحلة جديدة في العلاقات
الثنائية وتدفع أوجه التعاون بين البلدين في شتى المجالات وخاصة في ظل الفرص
الواعدة للدولتين، موضحين أن العلاقات بينهما تاريخية وقديمة.
وخلال
اللقاء اليوم، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الروماني في
مختلف المجالات، خاصةً في ظل العلاقات الخاصة بين البلدين، مشيدًا بمواقف رومانيا الإيجابية
والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية
في ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.
فيما أعرب
الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس عن ترحيبه بزيارة الرئيس لرومانيا للمرة الأولى، مؤكدًا
اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية ومركز ثقل منطقتي الشرق الأوسط
وأفريقيا، فضلًا عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقدة في محيطها الإقليمي المضطرب.
وتعتبر
زيارة الرئيس لرومانيا هي الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ عشر سنوات، ويمثل لقاء الرئيس السيسي بنظيره الروماني يوهانيس اليوم هو
اللقاء الرابع بينهما حيث التقيا على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم
المتحدة في نيويورك خلال عامي 2016 و2017 ، ثم التقيا مجددًا على هامش القمة العربية
الأوروبية التي استضافتها شرم الشيخ في فبراير 2019.
وترتبط مصر
ورومانيا بعلاقات تاريخية وثيقة، حيثُ احتفل البلدان عام 2006 بمرور 100 عام على انطلاق
العلاقات الدبلوماسية بينهما، كما يرتبط البلدان بروابط دينية وصلات قديمة بين الكنيستين
الرومانية والمصرية منذ قرون عديدة، حسبما أكد تقرير للهيئة العامة للاستعلامات.
بداية
لمرحلة جديدة
وفي هذا
السياق، قال السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون
الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رومانيا تؤكد العلاقات القوية بين
القاهرة ودول أوروبا الشرقية عامة وبوخارست خاصة، مضيفا إن الزيارة هي بداية لمرحلة
جديدة في العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول.
وأضاف شلبي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن من أهم أهداف الزيارة هو تفعيل العلاقات الثنائية
بين البلدين، فضلا عن استعراض المواقف بشأن الأوضاع الإقليمية ومكافحة الإرهاب، مشيرا
إلى أن لقاء الرئيس ونظيره الروماني اليوم أكد الفرص الواعدة للعلاقات بين البلدين
وأوجه التعاون وحجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأوضح أن حجم
التبادل التجاري بين البلدين تخطى مليار دولار، وستدفع الزيارة لمضاعفة حجم الميزان
التجاري في الفترة المقبلة، وستوسع مجالات التعاون بينهما، مشيرا إلى أن جولة الرئيس
الأوروبية لبيلاروسيا ورومانيا هي استمرار لسياسة مصر الخارجية التي تهدف إلى تفعيل
وتوسيع وتصعيد علاقات مصر مع كل مناطق العالم، ففي النطاق الأوروبي زار الرئيس العديد
من القوى الأوروبية الرئيسية لدعم علاقات مصر الأوروبية، وتأتي جولته لدول أوروبا الشرقية
امتداد لهذه السياسة.
وأكد أن زيارته
لبيلاروسيا كانت هي الزيارة الأولى لرئيس مصري، وهي دولة كانت من أهم جمهوريات الاتحاد
السوفيتي وتمتلك خبرات قوية في مجال الصناعة والتكنولوجيا، وشهدت الزيارة اتفاقا على
تفعيل وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث التقى الرئيس برؤساء كبرى الشركات
الصناعية وإنشاء مجلس أعمال مشترك وإقامة تمثيل دبلوماسي دائم هناك.
علاقات تاريخية
ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق
وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن رومانيا دولة لها علاقات تاريخية مع
مصر، مضيفا إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لها في إطار جولته الأوروبية التي بدأها
ببيلاروسيا ستكون نقطة هامة وفاصلة في العلاقات بين البلدين ودفع التعاون بينهما إلى
جانب تبادل وجهات النظر.
وأوضح العرابي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
هناك العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك بين البلدين كقضايا اللاجئين والهجرة
غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، مضيفا إن الزيارة تأتي في توقيت هام وسيكون لها تأثيرا
على استعادة قوة العلاقة المصرية الرومانية وتوظيف هذا التعاون في خدمة القضايا العربية.
وأكد أن القمة المصرية الرومانية التي جمعت بين الرئيس السيسي
ونظيره الروماني كلاوس يوهانيس بحثت كافة القضايا الثنائية والإقليمية ومن بينها مكافحة
الإرهاب، مضيفا إن الزيارة ستشمل أيضا لقاءات للرئيس برئيسي مجلس النواب ومجلس الشيوخ
هناك كما سيلقي كلمة هامة في جامعة بوخارست.
وأشار إلى أن خطاب الرئيس المرتقب بالجامعة هو أمر يحمل دلالة
بالغة الأهمية لمخاطبة الرأي العام عبر عريق كجامعة بوخارست، وسيعمل الخطاب على توضيح
الكثير من القضايا والمواقف وإضفاء قدر من الوضوح للرأي العام هناك مما سيكون له قوة
تأثير على العلاقات بين البلدين والتعاون بينهما في شتى المجالات.