استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته
لرومانيا صباح اليوم، بعقد مباحثات قمة مع الرئيس كلاوس يوهانيس، فيما أكد خبراء أن
القمة المصرية الرومانية ركزت على دعم العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك
وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية، موضحين أن الزيارة تستهدف تطوير
التعاون الاقتصادي بين البلدين.
حيث استعرض الرئيس خلال المباحثات تطورات
الخطة التي تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي الشامل، والمشروعات القومية
الجاري تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكدًا الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية في
مساحة التعاون الثنائي بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال
الأعمال في الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجاري والاستثماري.
فضلًا عن تعزيز التعاون المشترك في
عدد من المجالات الواعدة كالطاقة في ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز في الحقول البحرية
في مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذي شهد مؤخرًا مضاعفة عدد رحلات الطيران
لمدينتي شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية
للسائحين الرومانيين.
واتفق الرئيس السيسي والرئيس
"يوهانيس" على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من
خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التي تشجع على تلك الظاهرة،
إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذي بات يهدد مختلف دول العالم،
حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولي للتعامل مع التنظيمات الإرهابية.
دعم العلاقات ومكافحة الإرهاب
الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم
السياسية بجامعة القاهرة، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رومانيا مهمة
وتأتي في إطار جولة الرئيس الأوروبية التي بدأها بزيارته لبيلاروسيا وهي استمرار لدبلوماسية
القمة والتي يترتب عليها نتائج هامة في سبيل دعم العلاقات بين البلدين وعقد اتفاقات
والتباحث في القضايا الهامة سواء الثنائية أو الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح بدر الدين، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن القمة المصرية الرومانية اليوم ركزت على قضايا العلاقات الثنائية وكيفية
دعمها وتعميقها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية والمشروعات
المشتركة والتبادل الثقافي، مضيفا إن القمة تطرقت للقضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى
رأسها القضية الفلسطينية وتطوراتها ومكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن القمة سيترتب عليها نتائج
هامة في سبيل دعم العلاقات الثنائية في كافة المجالات، مضيفا إن الزيارة أيضا تتزامن
مع تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، ويمكن أن يكون لها انعكاسا على علاقة رومانيا
بالدول الأفريقية.
وأكد أن السياسة الخارجية المصرية نشطة
ومتعددة المحاور، ففي السنوات الأخيرة عمقت مصر توجهاتها للشرق والغرب والجنوب والمنطقة
العربية، مضيفا إن دبلوماسية القمة نشطة أيضا فالرئيس يجري زيارات لكافة الدول في العالم
ويستقبل قادة مختلف الدول.
تطوير التعاون الاقتصادي
فيما قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير
الاقتصادي، إن التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري ملفان تصدرا مباحثات الرئيس عبد
الفتاح السيسي في جولته الأوروبية إلى بيلاروسيا رومانيا، مضيفا إن القمة المصرية الرومانية
اليوم تناولت سبل تطوير هذا التعاون، وهي بداية للتوسع في العلاقات الاقتصادية بين
الدولتين.
وأوضح الإدريسي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن القمة يمكن أن تكون عامل رئيسي لتعميق التعاون في مجالات عديدة تتميز
بها كلتا الدولتين كالسياحة والطاقة، مضيفا إن مجلس الأعمال المشترك المصري الروماني
يستهدف زيادة حجم التبادل التجاري لأكثر من مليار و300 مليون دولار، ومضاعفة هذا الحجم
خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أهمية الترويج للفرص الاستثمارية
المتاحة في مصر وجذب استثمارات جديدة وتعظيم الصادرات المصرية، مضيفا إن هناك الكثير
من المجالات المتاحة للتعاون بين البلدين منها الزراعة وتصنيع الجرارات والصناعات الهندسية.
وأكد أن الترويج للنجاحات الاقتصادية
والإصلاحات التي شهدها الاقتصاد المصري ستكون عاملا لجذب مستثمرين جدد من منطقة جديدة
وهي شرق أوروبا مما سيخلق تنوعا في الاستثمارات.
مكاسب تحققها الزيارة
وقال حسام العمدة، وكيل لجنة العلاقات
الخارجية بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي هي امتداد لسياسة مصر الخارجية
المنفتحة على جميع الأطراف الدولية ومن بينها منطقة أوروبا الشرقية لتعزيز التعاون
في كافة المجالات ومن بينها التعاون الاقتصادي والإقليمي.
وأوضح العمدة، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن التعاون الاقتصادي وتنشيط السياحة مع بيلاروسيا ورومانيا كانا من أهم
المحاور التي ركزت عليها جولة الرئيس السيسي الحالية، مشيرا إلى أن الزيارة ستحقق مكاسب
في هذا الشأن وتظهر قوة الدولة المصرية ومكانتها ودورها على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد أن الرئيس سيلتقي أيضا برئيسي
غرفتي البرلمان في رومانيا والتي تمثل مخاطبة للشعب الروماني وتعمق التواصل بين البلدين
وتنقل رسائل للشعب عبر ممثليه، مشيرا إلى أن كلمة الرئيس المرتقبة في جامعة بوخارست
تضفي بعدا جديدا للزيارة وتحمل رسالة لكل المثقفين وأصحاب الرأي في رومانيا.