بدأ العديد من النشطاء مما يسمى بـ"المعارضة المعتدلة"، يوم الثلاثاء الماضي، بنشر تقارير عن هجوم كيماوي في محافظة إدلب.
ووفقا لمصادر مختلفة، قتل أكثر من 60 شخصا وبالتأكيد اتهم الجيش السوري بهذا الحادث فورا. بدأت الصحافة الغربية بنشر التقارير، وأما السياسيين من واشنطن وبروكسل بدأوا بتهديد دمشق، والكل بدأ بالتهديد حتى قبل إجراء تحقيقات في الحادث، على الرغم من أن التحقيقات مهمة جدا لأنه تم رؤية مواد سامة لدى المسلحين أكثر من مرة.
وأعلنت دمشق بعد إجراء تحقيق أولي، الطائرة السورية حقا قامت بإلقاء قنبلة، ولكن ناسفة فقط، والقنبلة ضربت مستودعا للأسلحة.
ومن المتوقع أنه بالإضافة إلى وجود الذخيرة المخزنة يوجد مواد سامة أو مواد خام لإنتاج المتفجرات، التي غالبا ما تكون سامة جدا. انفجار القنبلة ألحق أضرار بحاويات المواد الكيميائية التي تسببت في وفاة العشرات من الناس.
وأفاد موقع " inforeactor" أنه وفقا لمبدأ "ابحث عن المستفيد"، فإن اتهام الجيش السوري أمر سخيف فإن هذا سيسبب له فقط المشاكل، وإن كان الأسد بالفعل طاغية ودموي، فما الذي منعه من تدمير كل القرية بعدة قنابل عادية؟ لا شيء. أما "المعارضة المعتدلة" فلديها دافع قوي جدا، ففي حماة تعرضت لهزيمة ساحقة، وأما الجيش السوري فيعيد السيطرة على مدينة تلو الأخرى. ومن أجل إيقافه، استعانت "المعارضة المعتدلة" بفضيحة دولية أخرى.
ولكن دعونا لا نكون مثل "الخبراء" الأوروبيين ونعتبر أن هذا كله مجرد صدفة حتى نهاية التحقيق. هناك أدلة أكثر إقناعا ببراءة الأسد، التي كشفت عنها الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" بمحض الصدفة.
استخدم الصحفيون طريقة مجربة في محاولة لتخويف القراء أكثر من الأسد، لقد أجروا مقابلة مع فتاة صغيرة كانت شاهد عيان.
كانت الطفلة مريم أبو خليل البالغة من العمر 14 سنة، في صباح يوم 4 أبريل، ذاهبة لتقديم امتحان بالقرآن الكريم، عندما رأت في السماء طائرة تقذف بقنبلة. ووفقا لها، وقعت القنبلة على مبنى منفصل واخترقت السقف، وبدلا من اشتعال النار في المبنى تشكل فطر عيش الغراب من ضباب أصفر وعلى الفور شعرت مريم بحرقة في العينين.
رسميا، هذه القصة تؤكد قيام سلاح الجو السوري بالهجوم الكيماوي. ولكن فقط إذا كان القارئ لا يهتم بالأسلحة الكيميائية. وهي — الغالبية العظمى.
ولكن في الواقع، قصة مريم تؤكد تصريحات دمشق. والحقيقة هي أن القنابل الكيماوية لا تخترق السقف، فمختلف القنابل الكيماوية تنفجر في الجو، على حسب هدف وحجم القنبلة، فإنها تنفجر على ارتفاع من 50 إلى 200 متر، وتنشر مواد سامة على الهدف وتتحول إلى ضباب فوق المنطقة التي تم ضربها.
فلذلك إن كان الغرب و"المعتدلون" على حق، كان يجب أن ترى الفتاة أولا وهجا فوق قريتها، وبعد ذلك كان سيغطي القرية ضباب سام. لكن مريم قالت إنها رأت انفجار القنبلة في المبنى، وبعد ذلك انتشر غاز غريب. فمن غير المرجح أن الخبراء من وزارة الدفاع الأمريكية لم يستطيعوا تفسير شهادة الشاهد بشكل صحيح. أما الصحفيين في نيويورك تايمز سردوا القصة في مقالتهم عن وحشية الأسد، وحتى لم يعلموا أن قصة مريم حطمت كل أعمالهم.