الخميس 23 مايو 2024

كاتب بريطاني: دروس يمكن أن تستخلصها إيران من لقاء "ترامب- كيم"

6-7-2019 | 22:57

رأى الكاتب البريطاني لورنس فريدمان أن ثمة دروسا يمكن أن تستخلصها إيران من تودد الرئيس الأمريكي ترامب إلى نظيره الكوري الشمالي كيم جونج-أون.

واستهل فريدمان مقالا في مجلة (النيوستيتسمان) البريطانية بالقول إن على الإيرانيين أن يسألوا أنفسهم عما إذا كان من الأفضل لهم التعجيل بمغادرة طاولة المفاوضات على غرار ما فعل كيم جونج-أون.

ورأى الكاتب أن ثمة متشابهات في الحالتين الإيرانية والكورية الشمالية؛ ومن ذلك أن الدولتين تنوءان بعقود من العداء مع أمريكا، وتواجهان تهديدات بسبب برامجهما النووية، وتعانيان تحت وطأة عقوبات اقتصادية أمريكية؛ ومع ذلك، وعلى نحوٍ ما استطاع كيم جونج-أون أن يحتل مكانة في قلب الرئيس ترامب!

ورصد فريدمان لقاءً تاريخيا بين رئيس أمريكي ونظيره الكوري الشمالي، مشى إليه ترامب في 30 يونيو المنصرم، متجاهلا وراء ظهره انتقادات مجتمعية أمريكية إزاء تلك الخطوة الأولى لرئيس أمريكي على أرض كورية شمالية. وخلص اللقاء بين الزعيمين إلى اتفاق على استئناف المفاوضات المتوقفة بين واشنطن وبيونج يانج.

ولفت الكاتب إلى أن كيم جونج-أون ليس الوحيد الذي تبادل التحذيرات مع ترامب؛ ذلك أن الأخير لكي يخفف حدة حربه التجارية مع الصين، أخبر رئيسها شي جينبينج مؤخرا في قمة العشرين في أوساكا اليابانية أن الشركات الأمريكية يمكنها الآن أن تتعامل مع عملاق التقنية الصيني هواوي رغم الهواجس الأمنية.

ورأى صاحب المقال أن شكوكا قد ثارت حول حالة ترامب العقلية وجدارته بالثقة؛ ذلك أن اتفاقا نوويا قائما بالفعل مع إيران هو أبعدُ مما تتطلع الولايات المتحدة إلى التوصل إليه مع كوريا الشمالية، ومع ذلك انسحب منه ترامب!

وقال الكاتب إن الإيرانيين ربما حسبوا أن وجه اعتراض ترامب على الاتفاق النووي الإيراني يتمثل في أنه يحمل اسم سلفه باراك أوباما، وأن ترامب إنما يتطلع إلى إنجاز شيء يُحسب له هو. وقياسا على أحداث كوريا الشمالية، فإن ترامب مستعد للتنازل عن "خطوطه الحمراء" مقابل الحديث عن إنجاز دبلوماسي كبير.

لكن الإنجاز الدبلوماسي الكبير يبدو متعذرا الآن - حسبما يقول الكاتب - فالإيرانيون لا يرون مبررا للثقة في إبرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، فضلا عن أن أي تنازل إيراني قد يشجع واشنطن على أن تطلب من طهران التوقف عن دعم عملائها والتخلي عن طموحاتها كقوة إقليمية. ومهما يكن من شيء، إذا كان الأمريكيون يريدون فعلاً الحديث، فلماذا يفرضون قيودا على سفر وزير الخارجية الإيراني جود ظريف؟