باح الفنان القدير عبد المنعم مدبولي
بالعديد من الأسرار عن حياته الشخصية وأيضا عن مسيرته الفنية في برنامج فلاش مع
الإعلامي القدير طارق حبيب، فقد أكد مدبولي أن مرحلة الطفولة كانت مليئة بالتجارب
والمغامرات، فوالدته كانت تدفعه لقضاء الأجازة الصيفية أما في العمل أو الدراسة في
المدارس التي تفتح صيفاً.
ترزي وحلاق
عمل مدبولي في طفولته نجاراً وفي
صالون للحلاقة وترزي وأيضاً في ورشة للسمكرة، وأكد أنه استفاد كثيراً من الخبرات
من هذه المهن، أما عن مهنة الحفر على الخشب فقد ذهب مدبولي هو وزميل الصبا الفنان
جمال السجيني إلى ورشة للحفر على الخشب كانت في الحي الذي يقيمان فيه، وعندما
التحق بعهد الدراسات الفنية التي زامل فيه فريد شوقي وكمال الطويل، فقد اختار
مدبولي قسم الحفر على الخشب.
مدبولي أستاذ بكلية الفنون
فجر مدبولي مفاجأة لم يكن يعلم بها
أحد، فقد سأله طارق حبيب لماذا لم يجمع بين الفنين، فن التمثيل والفن التطبيقي؟
فأكد مدبولي أنه مازال مدرساً بكلية الفنون التطبيقية، وأنه ظل يجمع بين المهنتين
طوال حياته، فقد عمل مدبولي موظفاً في بداية حياته بمعهد الفنون التطبيقية الذي تحول
إلى كلية فيما بعد، ووقتها تقدم للإلتحاق بمعهد التمثيل، وتم اختياره مع تسعة من أربعة
آلاف متقدم، واجتهد مدبولي ليصبح من أوائل دفعته، وكان عليه أن يختار ما بين
الوظيفة في التطبيقيين أو الدراسة في معهد التمثيل والعمل فيه، لذا حسم أمره وقرر
الإستقالة من وظيفته والتفرغ للتمثيل، ونصحه الزملاء الذين انتقل إليهم بالفيوم
بأن طريق الفن لن يؤسس بيتاً، أما الوظيفة فهي الأمان، لكنه أصر على موقفه.
مفاجأة للطلبة الجدد
تصادف أن كان عميد كلية الفنون
التطبيقة هو المدرس بمعهد التمثيل لعبد المنعم مدبولي، فما أن رآه وسط الطلبة إلا
وسأله : هل تركت وظيفة الفنون التطبيقية؟ فأجاب مدبولي بنعم، فوعده العميد بأن
يعيده موظفاً مرة أخرى ليجمع بين التمثيل والوظيفة، وتدرج مدبولي في حياته ليصبح
مدرساً للنحت بكلية الفنون الجميلة، وبالطبع تعود الطلبة القدامى بكلية الفنون
التطبيقية على شخصية مدبولي المدرس الممثل، لكن الطلبة الجدد كانوا يتفاجأون بوجود
الممثل مدبولي بينهم، وسرعان ما يعلمون أنه مدرسهم الذي سيستقون منه فن النحت طوال
مرحلة دراستهم بالكلية.
عاصفة في السلوم
أكمل مدبولي ذكرياته وأسراره وأضاف
بأنه قرر إقامة حفل ترفيهي للجنود على الحدود بمدينة السلوم، واصطحب الفرقة
المسرحية إلى هناك ليقدم أحد العروض، وما أن وصلوا ورحب بهم الجنود، إلا وقامت
عاصفة رملية يصعب فيها إقامة الحفل، وطلب منهم الجنود أن يؤجلوا العرض المسرحي
خوفاً على أعينهم وصدورهم من عاصفة الرمال، لكن مدبولي أصر أن يرفه على الجنود،
واتفق مع أفراد الفرقة على اختصار مدة العرض من ثلاث ساعات إلى ساعة ونصف دسمة من
الفكاهة والترفيه، ونجح هو وفرقته في إدخال البهجة على الجنود، فالجنود أنفسهم
يعملون في أصعب الظروف وعلى الفنان أيضاً أن يكون جندياً في مكانه، تلك كانت
الحكمة في نفس مدبولي.
مسرحة الروايات
كون مدبولي مع خريجي معهد التمثيل
فرقة مسرحية تقدم عروضها بالمجهود الذاتي، ولم يكن لديها أي راع أو ممول، فقد دفع
كل عضو في الفرقة عشرة جنيهات لبدء العروض، وكانت الفرقة مكونة من توفيق الدقن
وخيرية أحمد وسعد أردش وصلاح منصور وكمال يس وبدر نوفل وانضم أليهم جميل راتب الذي
أتى إلى مصر في أجازة في صيف 1953 ، وحققت الفرقة نجاحاً باهراً أثر على كل الفرق
المسرحية الموجودة آنذاك، والجميل في الأمر الذي أكده مدبولي أنه قدم شكل جديد
للسرح وقدم أول عمل لرشاد رشدي وأمينة الصاوي ونعمان عاشور، كما قام بمسرحة
الروايات ومنها زقاق المدق والسكرية وبين القصرين.