الخميس 26 سبتمبر 2024

في ذكرى ميلاده.. «الكسار» صانع البهجة على مر العصور

13-7-2019 | 15:45

غريبة هي مملكة الكوميديا في السينما المصرية .. لم يحظ روادها بنهايات تليق بمجدهم أو حتى بدورهم الريادي في مجالها .. بداياتهم تتشابه ، ونهاياتهم شبه المأساوية أيضاً تتشابه .. تعبوا وأخلصوا وأبدعوا ، وصلوا للقمة .. ثم توارى مجدهم رويداً رويداً عند امتثالهم لأدوار ثانوية تلاها انحسار الأضواء .. لينصرف عنهم الجميع .. وتأتيهم النهايات .. وهم وحيدون بلا قلب يحنو عليهم أو عين تودعهم .


 اليوم تحل ذكرى ميلاد رائد من رواد الكوميديا الأوائل في المسرح والسينما وهو على الكسار الذي بدأ حياته الفنية بتكوين فرقة مسرحية كانت لرواياتها أروع الأثر عند الجماهير، رغم ما عاناه من تحديات ومنافسات مع الفرق الأخرى وأهمها فرقة الريحاني، ثم ثألق واستحدث نمطاً جديداً في مملكة الكوميديا السينمائية بأسلوبه التلقائي البسيط .. فمن منا لا يتذكر عثمان عبد الباسط بفطريته وسذاجته التي أسعدت الجميع .

 

يعد علي الكسار من رواد الكوميديا المسرحية والسينمائية في مصر، فرغم ما حققه من نجاح بفرقته المسرحية التي تفننت في عرض أروع الروايات، وعمل الكسار على تنشيطها بالعديد من الوسائل، إلا أن آلة السينما جاءت لتسحب البساط من تحت أقدام المسرح أبو الفنون، لتقدم السينما سحراً لا يملكه المسرح وهو سرعة تغيير اللقطات والانتقال الرشيق بالأحداث، وكان لابد لعلى الكسار أن يواكب التطور لذا فقد بدأ بالعمل في السينما، مع كوكبة من نجوم المسرح ليترك للتاريخ عدة أفلام كوميدية تصنف من روائع الكوميديا، ومنها علي بابا والأربعين حرامي ونور الدين والبحارة الثلاثة وسلفني 3 جنيه وغفير الدرك وعثمان وعلي.

 

ورغم تلك الريادة إلا أن النهاية كانت سريعة في حياة الكسار الفنية، وهو الأستاذ ومكتشف النجوم، فقد ابتعد عنه المخرجون وهو في أوج مجده وقمة عطائه، ربما لاحتفاظه بشخصية عثمان عبد الباسط في معظم أعماله، فقد دارت الدوائر ليصبح الرائد مجرد ممثل لأدوار ثانوية في أفلام النجوم الكبار أو الجدد، فقد قبل الكسار دور الخادم في رصاصة في القلب مع محمد عبد الوهاب، والخادم الأمين مع أنور وجدي في فيلم أمير الإنتقام ونفس الدور مع فريد الأطرش في فيلم آخر كدبة .. ومن الواضح أن الكسار قبل بتلك الأدوار لتعينه مادياً على متطلبات الحياة، فبعد أن كان صاحب فرقة مسرحية ونجماً سينمائياً أصبح ممثل ثانوي بعد أن دارت عليه الدوائر.

 

ولم تكن فقط نهاية الكسار  وحده مأساوية حيث مات فقيراً في مستشفى قصر العيني على سرير في الدرجة الثالثة، بل كانت أيضاً نهاية إسماعيل يس مؤلمة بعد أن أفلس بسبب الضرائب وكذلك مات عبد الفتاح القصري فقيراً بعد غدر زوجته به، لكن كل هؤلاء النجوم الكبار يشهد لهم التاريخ الفني بأنهم رواد أبدعوا الفن للفن وليس سعياً وراء ثروة أو شهرة.