اتجهت أنظار العالم منذ فجر اليوم إلى دمشق، في أعقاب الضربات الجوية التي وجهتها القوات الأمريكية إلى مطار الشعيرات في سوريا، ردًا من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على القصف الكيماوي، الذي أشيع أن قوات الأسد وجهته إلى خان شيخون في حمص، وتسبب في مقتل العشرات من المدنين والأبرياء والأطفال.
وتابعت الصحف العالمية ردود الأفعال الدولية تجاه هذه الضربات الأمريكية لسوريا، والتي تباينت فيها أراء الدول بين الشجب والإدانة والتأييد والمباركة، "الهلال اليوم" يرصد أبرز ردوع الأفعال العالمية تجاه الضربات التي شنتها القوات الأمريكية فجر اليوم على مطار الشعيرات العسكري.
روسيا: الهجوم الأمريكي يضر بالعلاقات الروسية-الأمريكية
من المعروف أن روسيا طرفًا رئيسيًا في الحرب الدائرة في سوريا، وأنها متمسكة تمسكًا كليًا باستمرار بشار الأسد في السلطة، وفقًا لما تعلنه دائمًا في تصريحاتها الرسمية، وبناء عليه فإن المجتمع العالمي أعطى أولوية كبرى لما ينشر في الصحف الروسية، للبيانات الرسمية التي تصدر عن المسؤولين في موسكو، وعلى رأسها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي اعتبر أن الهجوم الأمريكي على أهداف في سوريا يضر بالعلاقات الروسية-الأمريكية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب
فيما أعلن دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الكرملين، أن الرئيس الروسي يعتبر الضربات الأمريكية على سوريا محاولة لتشتيت الأنظار عن سقوط ضحايا في العراق، وستضر بالعلاقات مع روسيا، وتعرقل بشكل كبير إنشاء تحالف لمكافحة الإرهاب.
إيران: الضربات الأمريكية تؤدي إلى زيادة الإرهاب وتعقيد الوضع في سوريا
إيران التي تعتبر ضلعًا أساسيا في المعركة التي تجري في سوريا عبرت عن رفضها التام لهذه الضربات، حيث أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، وقالت على لسان متحدثها الرسمي بهرام قاسمي: "إن إيران تدين الهجمة العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات من قبل البوارج العسكرية الأمريكية".
وتابع: "نعتقد أن هذه الهجمة تمت في وقت يقف فيه المنفذون والمستفيدون من ضرب خان شيخون وراء الستارة، ما سيؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سوريا أكثر".
الشجب والإدانة لم يكن اللغة المسيطرة على دول العالم تجاه هذا الحدث غير المتوقع، فهناك العديد من الدول التي رحبت بالضربة الصاروخية الأمريكية، وعلى رأسها كل من :"بريطانيا، وفرنسا، واليابان، وتركيا".
تركيا: لابد من الإطاحة بالأسد في أقرب وقت
أيدت تركيا بشدة القصف الأمريكي على مطار الشعيرات، حيث اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن من الضروري الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإدارته في أقرب وقت.
وأضاف: "النظام، يواصل ارتكاب جرائمه ضد الإنسانية. يجب إبعاده عن السلطة فورا، وإذا رفض النظام ذلك، ولم يتم تشكيل حكومة انتقالية، وواصل الأسد ارتكاب جرائمه، فعلينا أن نقرر كيف سنقوم بذلك الإطاحة بالرئيس السوري".
واعتبر أن هناك حاجة ملحة لإطلاق "العملية الانتقالية من دون الأسد وإشراك كافة المجموعات التي ستنضم للحكومة في عملية صياغة الدستور". وعبّر عن مخاوفه من أن تؤدي الأحداث الأخيرة في سوريا إلى موجة جديدة من اللاجئين
فيما قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن "بلاده تنظر بإيجابية للضربات الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية سورية، والمجتمع الدولي يجب أن يبقى على موقفه ضد وحشية الحكومة السورية".
إسرائيل: ترامب بعث رسالة قوية بعدم السماح باستخدام الأسلحة النووية
ومن ناحيته رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربة العسكرية الأميركية، وقال نتياهو: إن ترامب بعث بالأقوال وبالأفعال رسالة قوية وواضحة، مفادها أن استخدام الأسلحة الكيماوية ونشرها لا يطاقان، وأتمنى أن تتردد أصداء هذه الرسالة الحازمة إزاء الأفعال الفظيعة التي يرتكبها نظام الأسد، ليس فقط في دمشق بل في طهران وبيونغ يانغ وأماكن أخرى أيضًا".
بريطانيا: هجوم أمريكا أنسب رد على عملية خان شيخون
الحكومة البريطانية أعلنت عن دعمها الكامل للعملية الأمريكية، موضحة أن القصف رد مناسب على الهجوم الذي استخدم فيه السلاح الكيميائي الذي استهدف بلدة خان شيخون بإدلب.
فرنسا: أمريكا أخبرتنا مسبقا بهجماتها ضد الأسد
أيدت فرنسا الضريات الجوية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية على مطار الشعيرات في سوريا، وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، أن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية.
كما عبر "إيرولت" عن ترحيب بلاده بالضربة الأمريكية، قائلا: "استخدام الأسلحة الكيمائية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب، الضربة الصاروخية الأمريكية تبعث إشارة كذلك لروسيا وإيران، بأنه لا معنى لدعم الرئيس السوري بشار الأسد".
المانيا: هجوم أمريكا يقلل من معاناة الشعب السوري
قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على القاعدة الجوية السورية مفهوم، فى ضوء معاناة الشعب السورى، والجمود الذي يسيطر على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
الموقف العربي أيضًا كان واضحًا وحاسمًا للغاية، فمعظم الدول أيدت بشدة الضربات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية على مطار الشعيرات، وعلى رأسها: "السعودية،والإمارات، والأردن والبحرين".
السعودية: قرار شجاع وسط تقاعس المجتمع الدولي عن جرائم الأسد
جاءت السعودية، على رأس الدول العربية التي أعلنت عن تأييدها الكامل للضربات العسكرية الأمريكية على أهداف في سوريا، ووصف مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قرار ترامب بالـ"شجاع"، موضحا أن القصف جاء ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده.
الأردن: ردًا مناسبًا على استهداف المدنيين في خان شيخون
أعلنت الأردن رسميا تأييدها للضربة الأميركية لسوريا، واعتبرتها ردًا ضروريًا ومناسبًا على النظام السوري؛ لاستهدافه للمدنيين الأبرياء في خان شيخون بالسلاح الكيماوي الثلاثاء الماضي، وفقًا لما قاله وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم الجمعة.
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام، والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الدكتور محمد المومني، إن استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري في خان شيخون فعل غير إنساني، وآثار ردود فعل دولية واسعة النطاق، كان أخرها الضربة العسكرية الأميركية للقاعدة العسكرية السورية، التي انطلقت منها تلك الأسلحة الكيميائية.
الإمارات: قرار شجاع يؤكد حكمة ترامب
أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سوريا، والتي جاءت ردًا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية ضد المدنيين الأبرياء وأودت بحياة العشرات منهم بينهم أطفال ونساء، والتي تأتي استمرارًا للجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق في انتهاك فاضح للمواثيق الدولية والانسانية .
وحمل وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش النظام السوري مسؤولية ما آل إليه الوضع السوري، مؤكدًا أن هذا القرار الشجاع والحكيم رسخ لحكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يبرز ويعزز مكانة الولايات المتحدة بعد تقاعس مجلس الأمن الدولي عن آداء دوره في حماية السلم والأمن الدوليين ويجسد تصميم الرئيس الأميركي للرد الحاسم على جرائم هذا النظام تجاه شعبه وايقافه عند حده.
البحرين: خطوة ضرورة لحقن دماء الشعب السوري
رحبت وزارة الخارجية البحرينية بالعملية التي نفذتها الولايات المتحدة، مؤكدة أن هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء الشعب السوري، ومنع انتشار أو استخدام أي أسلحة محظورة ضد المدنيين الأبرياء.