منذ يوم الأحد الماضي، لا صوت يعلو في الجزائر على صوت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي يلعب المنتخب الجزائري مباراتها النهائية مساء اليوم أمام السنغال، على ملعب استاد القاهرة .
وتأهل المنتخب الجزائري للمباراة النهائية عقب فوزه يوم الأحد الماضي على منتخب نيجيريا بنتيجة 2-1، لتزيد آمال الجزائريين في إحراز منتخبهم لقبه القاري الثاني.
ومنذ مساء أمس الخميس، بدأ الجزائريون في الاحتفال حيث خرجوا إلى الشوارع الرئيسية بالعاصمة ومنها ساحتا البريد المركزي وموريس أودان، وشارعا ديدوش مراد وسيدي يحيى حيث أشعلوا الألعاب النارية والشماريخ وأطلقوا أبواق السيارات في أجواء احتفالية مبكرة.
كما ينتشر باعة الأعلام الجزائرية في الشوارع والميادين إضافة لبعض الباعة الجائلين الذين يبيعون قمصان المنتخب الجزائري، وهي البضاعة التي تلاقي رواجا كبيرا منذ بداية البطولة.
وحتى مساء أمس ظل الآلاف يتجمعون أمام ملعب 5 يوليو بالجزائر العاصمة أملا في الفوز بتذكرة سفر مخفضة إلى مصر عبر الجسر الجوي الذي أعلنت عنه الحكومة الجزائرية، والذي يضم 30 طائرة لنقل المشجعين إلى مصر بسعر مخفض يبلغ 35 ألف دينار (نحو 300 دولار).
وكانت الحكومة الجزائرية قد أقامت جسرا جويا يضم 30 طائرة، بينها 9 طائرات تابعة للجيش، لنقل المشجعين إلى مصر، بتكلفة مخفضة، إلا أن جميع الأماكن على تلك الطائرات نفدت في وقت قياسي.
واستعد أصحاب المقاهي والمطاعم في مختلف أنحاء الجزائر للمباراة النهائية اليوم بتجهيز شاشات كبيرة لعرض المباراة مع زيادة أعداد العاملين لمواجهة الأعداد الكبيرة المتوقع أن تشاهد المباراة في الخارج، خاصة في ظل حرارة الطقس التي تدفع الكثيرين للخروج من المنازل.
ومنذ صباح اليوم ، يطوف الشباب أنحاء الجزائر العاصمة بالسيارات التي يكسوها العلم الجزائري، وهم يطلقون أبواق السيارات ويرددون أغان أعدت خصيصا بمناسبة المباراة النهائية، كما ينتشر رجال الشرطة والمرور منذ مساء أمس في الميادين والشوارع الرئيسية.
وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني الجزائري عن خطة أمنية بمناسبة المباراة النهائية، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة المتوقع خروجها للاحتفال بعد المباراة في حالة الفوز، ودعت السائقين للالتزام بقواعد المرور وتجنب الاحتفالات الصارخة لتلافي الحوادث المرورية، خاصة بعد الحادث المروع الذي وقع بولاية جيجل (شمال شرق) بعد مباراة الدور قبل النهائي، وأودى بحياة 5 شبان.
وتم نصب عدة شاشات ضخمة في ساحات ومسارح مفتوحة في عدة ولايات من أجل تسهيل متابعة المباراة للجماهير، فيما يستضيف ملعب 5 يوليو بالجزائر العاصمة عشرات الآلاف مساء اليوم الذين سيتابعون المباراة عبر عدة شاشات ضخمة بأرض الملعب أعدت خصيصا من أجل هذا الغرض.
وبينما يشهد يوم الجمعة من كل أسبوع عادة مظاهرات للحراك الشعبي المستمر منذ شهر فبراير الماضي، تنتهي في الساعة السادسة مساء، يتوقع أن يستمر الجزائريون في الشارع لما بعد هذا الموعد لمتابعة المباراة التي ستبدأ في الثامنة مساء بتوقيت الجزائر (التاسعة بتوقيت القاهرة).
وتحظى المباراة بدعم رسمي جزائري غير مسبوق، وسافر الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح إلى مصر أمس الخميس في أول زيارة خارجية له منذ توليه مهام منصبه في 2 أبريل الماضي، لحضور المباراة النهائية، كما التقى في القاهرة بلاعبي المنتخب الجزائري والجهاز الفني وحثهم على تحقيق الفوز والعودة للجزائر باللقب.
وأعدت إحدى شركات الهواتف المحمولة التي ترعى المنتخب، حافلة مكشوفة ليستقلها اللاعبون عند عودتهم للجزائر، للاحتفال بهم سواء في حال الفوز أو الخسارة نظرا للأداء المشرف الذي قدموه خلال البطولة الأفريقية.