الجمعة 10 مايو 2024

البنتاجون: «الحزام» الصيني يطوق أمريكا الجنوبية وعلى الكونجرس الإسراع بقطع «الطريق»

20-7-2019 | 09:12

شكلت استجابة دول أمريكا الجنوبية لمبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين طوق تهديد جديدا من وجهة نظر العسكريين الأمريكيين للنفوذ الأمريكي في هذا الجزء من العالم والذي تعتبره واشنطن مجالا حيويا لها .


وتشير تقديرات الموقف المقدمة من الاستخبارات الأمريكية الى الكونجرس فى هذا الصدد الى اعتزام بكين تعزيز تجارتها مع بلدان أمريكا الجنوبية بحلول العام 2025 الى 500 مليار دولار امريكي من خلال مبادرة " الحزام والطريق" التى قبلت 19 دولة من أمريكا الجنوبية الانضمام لها . 


ويرى قادة "البنتاجون" ان الصين تعمل من خلال مبادرة "الحزام والطريق" على " حزم " دول امريكا الجنوبية برباط مصالح واحد مع الصين ، وان الأمر بات يستلزم من صانع القرار الأمريكي قطع "الطريق " على تلك المبادرة بأسرع ما يمكن لكى لا يكون تمدد الصين فى أمريكا الجنوبية خصما من رصيد النفوذ الأمريكي . 

وبموجب "الحزام والطريق" ، تعهدت بكين بتقديم قروض لشركائها فى المبادرة من بلدان أمريكا الجنوبية تصل الى 150 مليار دولار ، و هو ما اعتبره "البنتاجون" تمهيدا من بكين لامتلاك رافعة تاثير سياسي هائل على بلدان امريكا الجنوبية تحتم على المشرعين فى واشنطن مساعدة الادارة الامريكية على مواجهته والتصدى له باعتباره تهديدا خطيرا للنفوذ الاقليمى الامريكى فى امريكا الجنوبية . 

وفى افادته هذا الاسبوع امام لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيخ الامريكى قال الادميرال كاريج فولر مسئول القيادة الجنوبية فى البنتاجون ان التمدد الصينى فى منطقة امريكا الجنوبية وصل الى مستويات " غير مسبوقة " ونبه الى ان بكين تتبنى سياسات " هادئة وواثقة " للنفاذ الى الباحة الخلفية للولايات المتحدة وتعزيز تواجدها فى بلدان امريكا الجنوبية .

واعتبر ان التحرك الصينى يهدد الشراكات المبرمة بين واشنطن وحكومات تلك الدول ويمهد الطريق امام الصين للنيل من النفوذ الامريكى فى دول امريكا الجنوبية وربما ازاحته .

وبينما شدد فولر على ضرورة ان تنظر الادارة الامريكية و مشرعيها بعين الحيطة الى تمدد النفوذ الاقتصادى الصينى فى امريكا الجنوبية واتخاذ ما يلزم من اجراءات لعرقلته ، اعتبر ان تجاهل خطورة مبادرة "الحزام والطريق" الصينية سيجعل منها " حزاما خانقا للمصالح الامريكية فى امريكا الجنوبية " . 

ولمواجهة ذلك .. اقترح مسئول القيادة الجنوبية فى البنتاجون على المشرعين الأمريكيين تعزيز بنية التعاون والشراكة بين واشنطن وحكومات امريكا الجنوبية باعتبارها دول جوار للولايات المتحدة وذلك من خلال برامج التعاون الانمائى والتعليمى والاقتصادى المشتركة الى جانب التعاون العسكرى على المستوى الاحترافى مع جيوشها وهو ما يمكن للقيادة الجنوبية فى الجيش الامريكى القيام به على خير وجه ، كما نبه الى ضرورة ألا تقتصر برامج التعاون الأمريكية مع بلدان امريكا الجنوبية على جوانب تعزيز الديمقراطية و الشفافية ومكافحة الفساد فقط ، وقال " بالاضافة الى تلك المجالات المهمة يتعين على واشنطن ان تعزز من دورها الداعم لتنمية دول امريكا الجنوبية اقتصاديا وبشريا وتقديم حلول و بدائل لمشاكل مواطنى تلك الدول وفق رؤية متكاملة ذات ابعاد سياسية و اقتصادية و دفاعية و تنموية واضحة " . 

كما شدد على اهمية التعاون بين واشنطن وحكومات دول امريكا الجنوبية على صعيد مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والاتجار فى البشر ومكافحة تهريب المخدرات ، ورأى انه من المتعين على الولايات المتحدة ومشرعيها اصدار قوانين تدعم نقل المعرفة التكنولوجية من الولايات المتحدة الى بلدان امريكا الجنوبية وذلك لعدم تركها نهبا للتكنولوجيا القادمة من الصين ، وكذلك تعزيز الاستثمارات الامريكية فى هذه الدول بما يقطع الطريق على الصين لكى تصبح المستثمر الأعظم فيها . 

ونبه مسئول البنتاجون الى خطورة ترك ساحة العمل الاقتصادى و الاستثمارى و التجارى فى دول منطقة امريكا الجنوبية خالية من التواجد الامريكى القوى فى مواجهة مساع من جانب منافسى الولايات المتحدة مثل ايران وروسيا والصين لتعزيز تواجدها فى دول امريكا الجنوبية استثماريا واستراتيجيا . 

وبحسب بيانات وزارة الدفاع الامريكية ، تدعم قيادة البنتاجون الجنوبية ما يعرف بمنتدى "رؤساء اركان واشنطن ودول امريكا الجنوبية " بنحو 5ر1 مليون دولار سنويا ، وفى المقابل تدعم بكين " منتدى رؤساء اركان بكين ودول امريكا الجنوبية " سنويا بنحو 23 مليون دولار امريكى ، ويمثل هذا الفارق المتفاوت من وجهة نظر الجنرال الامريكى كاريج فولر زيادة من جانب بكين لاستمالة القطاع العسكرى فى دول امريكا الجنوبية يتعين على واشنطن الانتباه له ومجابهته بأسرع ما يمكن بسخاء اكبر وكفاءة نوعية افضل . 

وعلى خلفية التصعيد الاخير بين الولايات المتحدة وفنزويلا والدروس المستفادة منه أمريكيا ،اتفق اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى مع وجهة نظر مسئول القيادة الجنوبية فى البنتاجون – خلال جلسات استماع استغرقت اسبوعا – على ضرورة تعزيز مسارات التعاون الأمنى والاستخباراتى وتبادل المعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية مع جيران الولايات المتحدة فى امريكا الجنوبية وكذلك تعزيز تبادل الوفود الرسمية والشعبية بين واشنطن وتلك الدول وزيادة المنح التعليمية المقدمة لمواطنيها فى الجامعات الأمريكية . 

كم لم يغفل أعضاء الكونجرس أهمية تعزيز التواجد العسكرى الأمريكي فى بلدان أمريكا الجنوبية فى اطار برامج للتعاون الدفاعى والامنى المشترك تمكن المدربين العسكريين الامريكيين بالعمل بصورة اكبر فى تلك الدول و القيام بنشر وحدات قتالية امريكية فى بعضها اذا أمكن ذلك ، وزيادة مستويات التبادل المعلوماتى فى مجالات الأمن والاستخبارات والاستطلاع ومكافحة الارهاب والجريمة المنظمة بالاضافة الى التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الامريكية وجيوش بلدان امريكا الجنوبية . 


    Dr.Radwa
    Egypt Air