قال
الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية تربية عين شمس، إن ثورة 23 يوليو
كانت حتمية لأن النظام السياسي في مصر قبل عام 1952 كان قد تفسخ، وهذا النظام فشل
في أن يحقق حلم الشعب المصري في الحرية والاستقلال، وفشل أيضا في علاج مشكلة الفقر
والأزمة الاقتصادية، ولم يتمكن في حماية قسم شرطة الإسماعيلية من يد الإنجليز في
يناير 1952.
وأوضح
شقرا، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن النظام الملكي أيضا لم يد العون
للضباط والجنود بالأسلحة في وجه الإنجليز، مؤكدا أنه لم يكن هناك سوى الجيش المصري
هو القادر على الثورة، والضباط الوطنيين داخل الجيش كانوا مؤهلين لأنهم يمتلكون
النظام وينفذون الأوامر، فأسسوا تنظيم الضباط الأحرار مبكرا وقرروا أن يطيحوا
بالملك ويغيروا الخريطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر.
وأشار إلى
أن الثورة كان لها ستة مبادئ كانت عامة ومستمدة من مطالب الشعب والشارع المصري
أولها كان القضاء على الاستعمار وأعوانه من الخونة والقضاء على الإقطاع والاحتكار
وسيطرة رأس المال على الحكم، مضيفا إن تنفيذ هذه المبادئ غير الخريطة الاجتماعية
والسياسية في مصر.
وأضاف إن
المبادئ الثلاثة الأخرى كانت للبناء وهي إقامة بناء جيش وطني قوي وحياة ديمقراطية
سليمة وتحقيق العدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق بين الطبقات، مؤكدا أن قيادة
الثورة نجحت في تحقيق هذه المبادئ فأقاموا جيشا وطنيا قويا هو الذي يصمد الآن أمام
الإرهاب ويدحره، وكذلك نجحوا في علاج المشكلة الاجتماعية وضيقوا الفجوة بين
الطبقات المختلفة.
وأشار إلى
أن الضباط نجحوا في توسيع هامش الحرية وإقامة حياة ديمقراطية اجتماعية سليمة، وهذه
الإنجازات لفتت أنظار المراقبين الذين زاروا مصر وبعضهم كان يتعجب أن هذه ليست مصر،
مضيفا إن الثورة نجحت في الحصول على رضا الجماهير على هذا التحرك وحصلوا على الشرعية
خاصة بعد إصدار قانون تحديد ملكية الأراضي الزراعية بـ300 فدان للأسرة.
وتابع
أستاذ التاريخ الحديث أن هناك إجراءات عديدة ساعدت على ترحيب الشعب المصري بهذه
الثورة التي قادها الضباط الأحرار منها إلغاء الألقاب والرتب والنياشين، مؤكدا أن
الثورة وضعت في أذهانها تحويل مصر إلى ثورة صناعية ونجحت في بناء 1200 مصنع منهم
مصانع الألومنيوم والحديد والصلب وغيرها.
وأكد أن
الثورة كانت عظيمة ومكتملة وطبقت سياسة خارجية تعتمد على ثلاث دوائر هي العربية
والإفريقية والإسلامية، مضيفا إن مصر دولة محورية لا تستطيع أن تنعزل عما يحدث في
هذه الدوائر، لذلك أيدت حركات التحرر الوطني وغيرت وجه الخريطة في مصر.