كتبت: أسماء حامد
"كالنار في الهشيم".. انتشرت حالات الاعتداء الجنسي على نساء مصر، لتصل إلى ذروتها خلال الأيام الماضية، ولكن بأساليب مختلفة، تبعد كل البعد عن قيم المجتمع المصري، بداية من التحرش الجماعي؛ لفتاة الشرقية من قبل عشرات الشباب، ومرورا باغتصاب الطفلة الرضيعة، التي عرفت إعلاميا بـ"فتاة البامبرز"، وصولا إلى القبض على شخص تجرد من مشاعر الأبوة، وعاشر طفلته ذات العشر سنوات 3 مرات جنسيا بمنشية دهشور، فما الذي وصل برجال مصر إلى استباحة أجساد النساء؟.
وصفت الدكتورة آمنة نصير، النائبة البرلمانية وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ظاهرة التحرش في حديثها لـ"الهلال اليوم" قائلة: "ما يحدث بعيدا كل البعد عن البرلمان والقوانين، فالسبب الانحطاط في أخلاق الشعب، فأصبحنا ندعي التدين كذبا وزورا، وبدأنا نتخلف كثيرا عن موروثنا الثقافي، وركزنا على المظهر، وللأسف أسأنا إلى أسلامنا وعاداتنا وتقاليدنا".
وتضيف "نصير" أن مأساة الشعب المصري الحقيقية؛ أنه يدعي التدين الظاهري بالشكل سواء رجل أو امرأة، ولكن الجوهر خاوي من القيم، ومن الأخلاق الجميلة التي اكتسبت بالفطرة منذ زمن، فعندما تحولت إلى التدين السياسي؛ فقدنا قيمة ومكانة التدين.
وأشارت أمنة نصير إلى أن المواقع الإباحية، كان لها دورا أيضا في هذه الفوضى، فأحدثت حالة من الجرأة وانفلات في رباطنا الأخلاقي، بالإضافة إلى التطاول على بعضنا البعض في الفضائيات، موضحة أن الإعلام شريك في هذا الجرم، مع انحطاط مستوى التعليم وانهياره، مما ساهم في غياب الثقافة القويمة.
وأكدت أستاذ العقيدة والفلسفة أن الثورة أخرجت أسوأ ما في الشعب المصري ووضعتها على السطح، حيث اجتمع العامل الاجتماعي والثقافي والأخلاقي، مع ثمار الثورة، فكان هذا الحصاد، وتصور الشباب والكبار والصغار أن الثورة تعنى الانفلات من القيم، ومن أي ضابط يكن أو يكون، مؤكدة أن سلوك الانفلات تغلب على الشخصية المصرية، فأوصلها إلى كل هذا القبح، والتحرش بالنساء والأطفال، لدرجة أن الأب يغتصب أبنته، فعندما تنحط الأخلاق ويضيع الضمير، وتنفلت السبائك الأخلاقية للمجتمع؛ إذن "حدث ولا حرج".
وتوجه “نصير” رسالتها إلى شباب مصر: "كونوا رجالا بالمفهوم الثقافي الذي ورثناه عن كبارنا، والنص القرآني الذي يقول الرجال ولم يقل الذكور.. وذلك في قول الله تعالي "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم".
متسائلة: ما معنى الرجال قوامون عن النساء؟.. وتجيب "آمنة على سؤالها": الرجولة الممتلئة بالشهامة والأدب وبالقيم، فالحق تعالى لم يقل في الآية الكريمة "الذكور" وقال "الرجال"، فإنما كان مقصودا، ما تحمله هذه الكلمة من قيم ومروءة، وكرامة إلى أخر مفهوم الرجال الذي نعرفه في تاريخنا وثقافتنا ومورثنا- بحسب توضيح الدكتورة آمنة.