مع
بدء المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة، كانت محافظة أسيوط أكثر المحافظات استفادة
بالمبادرة، بمبلغ 815 مليونا و279 ألف جنيه، حيث تعتبر
المبادرة الرئاسية طوق النجاة لقرى المحافظة التي تعتبر الأكثر فقرا في مصر، فعملت
المبادرة على إعادة تأهيل القرى والمنازل لتوفر سكن كريم وخدمات أفضل للأهالي
الذين عانوا من التهميش والإهمال طوال عهود سابقة.
«منشأة
همام» القرية الحالمة بخدمات أفضل
تعتبر
قرية منشأة همام والتابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط، واحدة من أبرز قرى
المحافظة فقرا وقد حددتها وزارة التضامن الاجتماعي كواحدة من أفقر 100 قرية في
مصر، حيث يقارب عدد سكانها نحو 10 آلاف نسمة، لكنها تفتقر لكافة الخدمات الأساسية
والمنشآت الخدمية الحكومية والتعليمية، فيقول الأهالي إن القرية بها ثلاث مدارس
فقط، اثنتان للمرحلة الابتدائية والثالثة للإعدادية، لكنها جميعا مؤجرة وتعمل بنظام
الفترتين وتشهد كثافات طلابية عالية في الفصل الواحد.
تفتقر
المدارس لكافة الخدمات الأساسية فمساحة الفصل الواحد صغيرة وتزيد كثافته الطلابية
عن 50 طالب، ولا تحتوي على معمل للحاسب الآلي أو ملعب، فضلا عن حالتها الإنشائية
القديمة، بما يجعل القرية تفتقر للخدمات التعليمية الجيدة لأولادهم، فكان أبرز
مطالبهم هو إنشاء مدارس حكومية ملائمة.
أما
عدم وجود مكتب للبريد فهي شكوى أخرى للأهالي وخاصة أصحاب المعاشات، الذين يضطرون للذهاب
للقرى المجاور كقرية النواميس للحصول على معاشاتهم، فيما اقترح الأهالي عمل مكتب
للبريد على جزء من أرض مصرف تم ردمه أو أن يأتي موظف من التأمينات الاجتماعية إلى
القرية لصرف معاشاتهم.
ويشكو
الأهالي أيضا من تدنى الخدمات الطبية بالوحدة الصحية وعدم توفر العلاج اللازم وعدم
وجود أطباء، فضلا عن عدم وجود مخابز كافية بالقرية، أو خدمات للكهرباء وإنارة
للطرق والنظافة.
طوق النجاة لقرية «باويط»
أما
قرية "باويط" بمركز ديروط فتتعدى نسبة الفقر في القرية 70%، وتحيط
بأهلها مشكلات عديدة بسبب تدني الخدمات الأساسية والمرافق، فلا يوجد مصدر لمياه
الشرب النقية، كما تعاني الوحدة الصحية من نقص في الإمكانات والخدمات فلا يوجد بها
طبيب منذ فترة، فضلا عن أزمة نقص الأدوية والأمصال التي تعاني منها كافة الوحدات
الصحية بالقرى.
ويشكو
الأهالي من الحرمان من التيار الكهربي الأمر الذي يؤثر على حياتهم اليومية وخاصة
الطلاب، ونظرا لطبيعة القرية الجغرافية ووقوعها بالقرب من الجبال، تعيش شبه
معزولة، نظرا لبعدها عن القرى المجاورة، كما أن المزارعين يشكون من نقص المياه
وعدم وصولها إلى الترع ما يهدد أراضيهم، حيث أن النشاط الأساسي للقرية هو النشاط
الزراعي.
كما
تعاني من عدم وجود مركز شباب بالإضافة إلى عدم وجود وحدة صحية،عدم وجود طبيب بالوحدة
الصحية، الأمر الذي يضطرهم إلى اللجوء إلى العيادات الخاصة، والذهاب إلى مدينة ديروط،
لتوقيع الكشف عليهم بما يمثل عبئا إضافيا على الأهالي، فضلا عن تهالك حالة المنازل.
انتشال «العامري» من الإهمال والفقر
وتعد
قرية العامري، التابعة لمركز الغنايم، واحدة من القرى الأكثر فقرا في الجمهورية،
والتي تدخل في إطار مبادرة حياة كريمة، ويقطن القرية نحو 7 آلاف مواطن، يعانون من
أزمة أساسية وهي عدم وجود شبكات للصرف الصحي، ما يجعل المنازل مهددة بالانهيار،
فضلا عن عدم وجود مستودع بوتاجاز بالقرية برغم من وجود مستودع تابع لأحد المواطنين
مجهز وينتظر موافقة التموين، ويقول الأهالي إنهم يحصلون على حصة القرية من أحد مستودعات
الغنايم بحري وتتفاقم المشكلة في وقت الأزمات.
سوء
حالة الطرق وارتفاع نسبة البطالة مشكلتان أيضا تعاني منهما القرية، إلى جانب عدم
وجود مدارس كافية، فالقرية بها مدرستان فقط يعانيان من ارتفاع الكثافة الطلابية في
الفصل الواحد، ويطالبون بإنشاء مدارس جديدة لتخفيف العبء وإنشاء رياض أطفال لتأهيل
التلاميذ قبل الالتحاق بالمدرسة.
ويقول
الأهالي إنهم عانوا من التهميش والإهمال، فشكواهم دائما إلى المسئولين أو الجهات
الإدارية لا يلتفت لها، فكثيرا ما طالبوا بتأهيل الطرق الرابطة بين القرية والقرى
المجاورة لها إلا أنه لم يستجب لهم أحدا، كما أن طبيب الوحدة الصحية غير موجود
أغلب الأوقات بما يعيق تلقيهم للخدمات الصحية التي يحتاجونها.
«عرب
العمايم» تستقبل المبادرة
تعتبر
قرية عرب العمايم والتابعة لمركز منفلوط بأسيوط والتي تقع بالظهير الصحراوي
الغربي، واحدة من ضمن أكثر القرى فقرا، فهي كنظيراتها من قرى المحافظة الأكثر فقرا
في الجمهورية تعاني من تدني الخدمات والمرافق الأساسية، ما جعل أبناءها يبحثون عن
لقمة العيش في مناطق أخرى سواء في العاصمة أو خارج حدود الجمهورية.
يقطن
القرية نحو 11 ألف مواطن، يعانون من فقر في كافة الخدمات كمياه الشرب النقية أو
الوحدة الصحية التي لا دور فعلي لها فهي دائما بلا طبيب وأدوية وأمصال غير موجودة،
كذلك فهي لا تحتوي على مكتب للخدمات البريدية الأمر الذي يمثل مشقة على أصحاب المعاشات
خاصة الذين يضطرون لتقاضي معاشاتهم بعد السفر للقرى المجاورة.
ووفقا
لبيانات وزارة التضامن تصل نسبة الفقر في القرية إلى أكثر من 80%، ما يجعلها من
واحدة من أفقر 100 قرية في الجمهورية، حيث تكاليف المرحلة الأولى من المبادرة
مليارين و400 ألف جنيه، تم تخصيص 270 مليون و604 آلاف جنيه، بـ21 قرية بأسيوط وهي
ومن بينها قرية عرب العمايم.
وشهدت
القرية أعمال إنزال بئر عرب العمايم بعمق 111 متر وذلك في إطار تطوير القرى
الأكثر احتياجا في كل محافظة تطويرًا شاملًا وتوصيل الخدمات المختلفة لهذه
القرى، حيث أكد المهندس محمد صلاح الدين رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف
الصحي أن أعمال تنفيذ آبار مياه الشرب بالقرى الأكثر احتياجا مستمرة بالتزامن مع
إحلال وتجديد مواسير مياه الشرب بتلك القرى.
«بني
صالح» قرية أنهكها الفقر
نحو 5 آلاف مواطن يقطنون قرية بني صالح
التابعة لمركز القوصية، والتي تقع ضمن القرى الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية، يسيطر
عليها حالة من تدني الخدمات في كافة قطاعات البينة التحتية سواء الصرف الصحي أو مياه
الشرب أو الطرق أو حالة المباني والمنازل.
تفتقر القرية في الوقت نفسه إلى كافة
الخدمات الحكومية والتعليمية، فهي بلا مركز شباب أو محطة للصرف الصحي، أو مدرسة للتعليم
الثانوي، أو وحدة بيطرية، فضلا عن كون الوحدة الصحية خارج نطاق الخدمة، فهي تعاني من
نقص دائم في الأدوية والأمصال وغياب للطبيب المعالج.
ومواسير مياه الشرب بالقرية قديمة جدا
وشبه متهالكة وتحتاج إلى تغييرها وذلك لوصول ماء شرب نقى وصحى للمواطنين، بالإضافة
إلى ضعف الكهرباء بمنازل القرية وذلك لعدم وجود محول كهرباء رئيسي يخدم القرية، كما
أن طرق القرية قديمة وترابية.
لا تحتوي القرية إلا على مدرسة واحدة
تعمل فترتين صباحية ومسائية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، كما لا تحتوي القرية
على مدرسة للمرحلة الثانوية، ما يجعل الطلاب يلجأون للمدارس في القرى المجاورة، ويعاني
الأهالي أيضا من المياه الجوفية.
كما يعتبر عدم وجود جمعية زراعية مشكلة
تسبب معاناة للأهالي، فالنشاط الأساسي بالقرية هو الزراعة، إلا أن عدم وجود جمعية زراعية
يؤدي إلى عدم توافر الأسمدة للمزارعين فيلجأون لتوفيرها من القرى المجاورة بما يؤدي
لرفع الأسعار، كما يحتاج الأهالي لوحدة بيطرية لعلاج المواشي.
عمل على قدم وساق لإنقاذ «العصارة»
كغيرها
من قرى المحافظة الأكثر فقرا، تعاني قرية العصارة
لمركز الفتح من
تدني الخدمات الأساسية منها عدم وجود مياه نظيفة نقية للشرب، وغياب الصرف الصحي
وخدمات النظافة وغيرها من المشكلات الخاصة بالبنية التحتية، فضلا عن غرق منازل
القرية في المياه الجوفية التي تسبب تآكل الجدران.
وكانت
أبرز متطلبات الأهالي هو إدخال شبكة للصرف الصحي والغاز الطبيعي وإعادة تأهيل
المنازل المتهالكة وانتظام رفع المخلفات والقمامة، فالقرية التي تضم نحو 13 ألف
نسمة، تتعلق آمال أهلها أن تنجح مبادرة حياة كريمة في تحسين أوضاعهم والنهوض
بمستوى الخدمات في القرية.
وبعد
انطلاق مبادرة حياة كريمة، بدأ تنفيذ مشروع إمداد القرية بالصرف الصحي ورفع كفاءة
وإعادة تأهيل المنازل، التي كانت فيما سابق مأوى للقوارض والحيوانات الزاحفة
كالعقارب والثعابين، التي كانت تهدد حياة الأهالي، ونجحت المبادرة في تجديد عدد
كبير من المنازل وإعادة تسقيفها.
حيث يجري
الآن العمل في المجموعة الثانية من المرحلة الأولى بمحافظة أسيوط في 27 قرية موزعة
على 19 وحدة محلية و7 مراكز، باستثمارات تقدر بنحو 20 مليون جنيها، حسبما أكد محمد
النشار رئيس الجهاز المركزي للتعمير وسط وشمال الصعيد.
عمل المبادرة
وشملت أعمال المبادرة بناء أسقف
لرفع كفاءة المنازل، ومد شبكات مياه وصرف صحي إلى القرى الأكثر احتياجًا، وتطوير
الوحدات الصحية والاجتماعية والبيطرية، بجانب الحضانات والمدارس ومراكز الشباب دون
إغفال التدخلات الصحية من قوافل طبية وعمليات جراحية وأجهزة تعويضية.
وقد حددت
مبادرة حياة كريمة نحو 38.62 مليون جنيه للمشروعات في مجال الخدمات التعليمية، في
محافظة أسيوط، و34.9 مليون جنيه في مجال الخدمات الصحية، و48 مليون جنيه في مجال
الخدمات البيئية والدفاع المدني، و56.45 مليون جنيه في مجال مياه الشرب والصرف
الصحي، و6 مليون جنيه لمشروعات الري، وكذلك 105 مليون جنيه كاعتماد إضافي لمشروعات
الصرف الصحي.
رفع كفاءة 445 منزلاً
وأعلن
محافظ أسيوط انتهاء المرحلة الأولى من تطوير ورفع كفاءة مشروعات البنية الأساسية والمرافق
في قطاعات (الصحة والأبنية التعليمية، ومياه الشرب والصرف الصحي)، بتكلفة 289 مليون
جنيه، ضمن برنامج استهداف الفجوات التنموية في القرى الأكثر احتياجًا بالمحافظة.
ويجري التنسيق
مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لإعادة بناء المنازل المتهالكة وسقف البعض
الآخر، وتنفيذ مبادرة "سكن كريم" ضمن مبادرة "حياة كريمة" والتي
يتم تنفيذها من خلال جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد بالجهاز المركزي للتعمير بقرى ومراكز
المحافظة في 27 قرية ضمن المرحلة الثانية التي يجرى تنفيذها بتكلفة 20 مليون جنيه.
وأكد المهندس محمد فوزي النشار،
رئيس جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد، أنه يجرى تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع سكن
كريم ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي تعدت نسبة التنفيذ فيها
75 % وشملت رفع كفاءة 445 منزلاً، وسقف تلك المنازل ودهانها لتوفير سكن كريم وحياة
كريمة للمواطنين بالقرى الأكثر احتياجًا.