استنكر وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، إحياء الفنانة الأمريكية جينفر لوبيز، حفلا غنائيا في زيارتها الأخيرة لـ "تل أبيب" وما أشيع حول أدائها طقوسا تلمودية قرب حائط البراق بالقدس.
وخاطب أبو سيف - في رسالة للفنانة لوبيز، ونشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)- "إن حفلك يشكل لا مبالاة بكل المناشدات الدولية، لا سيما من أنصار العدالة الدولية والقضية الفلسطينية من أجل الوقوف بجانب العدالة والسلام العالمي".
وذكر أبو سيف، الفنانة لوبيز، بأن "تل أبيب" تقع على أنقاض أراضي مدينة يافا الفلسطينية وقراها : المسعودية، والجماسين الغربي، والشيخ مونس، وسلمة، والتي تم طرد سكانها وتهجيرهم وقتلهم من قبل العصابات الصهيونية عام 1948 في عمليات التطهير العرقي التي جرت في المنطقة.
واستذكر الوزير الفلسطيني جرائم إسرائيل وجيشها ضد الشعب الفلسطيني، حيث قال " لا تزال إسرائيل تفرض حصارا مستمرا على قطاع غزة، والذي يجعل من الفلسطينيين في القطاع سجناء في أكبر سجن في العالم، وخلال الأشهر السابقة قامت إسرائيل بقتل 300 من المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل وجرح أكثر من 30 ألف متظاهر سلمي، منهم الأطفال والمسعفون والصحفيون دون رادع، وفي الضفة الغربية تبقى إسرائيل آخر كيان كولنيالي في التاريخ الحديث، حيث تدعم تمدد واتساع المستوطنات الإسرائيلية على حساب الأراضي الفلسطينية".
وقال إن زيارتكم لحائط البراق هي تصرف داعم للسياسات الإسرائيلية المناهضة للوجود الفلسطيني في القدس، والتي تهدف إسرائيل من خلالها لانتزاع المواطنين الفلسطينيين من أرضهم، وانحياز لرواية مزيفة للتاريخ، حيث إن الحائط وفق قرارات الشرعية الدولية وتقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هو حائط فلسطيني بامتياز.
وأضاف "من المحزن أنه وفي نفس الفترة الزمنية لهذه الزيارة قامت حكومة إسرائيل بتدمير وهدم ما يزيد على 150 منزلا، وتهديد 100 آخرين بالهدم، ما أفضى إلى تهجير ما يزيد على 600 مواطن مقدسي من محيط مدينة القدس.. كما قامت السلطات الإسرائيلية خلال فترة زيارتكم بإغلاق مركز يبوس الثقافي في القدس، أحد أهم المراكز الثقافية في القدس الشرقية، والذي يدعم الأنشطة المتعلقة بالفنون والموسيقى.
وختم أبو سيف "إن الفنان الحقيقي يجب أن ينحاز للضحية لا أن يقف مع الجلاد، وإن الوقوف مع الحق والعدل انتصار لما تمثله الثقافة والفن من إنسانية ونقاء".