السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

7 قرى بأسوان ضمن الأكثر احتياجا في مبادرة "حياة كريمة".. يسيطر عليها "النمل الأبيض والصرف الصحي وأشباح محطة القطار"

  • 9-8-2019 | 15:56

طباعة

"النمل الأبيض .. الصرف الصحي .. المجاري.. فيضان النيل" مشاكل تواجه 7 قرى بمحافظة أسوان جعلت منازلهم آيلة للسقوط، حيث صنفت طبقا لأخر إحصائية أعدتها وزارة التضامن الاجتماعي، ضمن القرى الأكثر احتياجا، في مبادرة "حياة كريمة" التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

فتعد حياة كريمة، بمسابة طوق نجاة وطاقة أمل لأهالي أسوان، للتخلص من الفقر والجهل والمرض الذي يلازمهم منذ عقود كثيرة، حيث ترصد "الهلال اليوم" في التقرير التالي، أبرز المشاكل التي تعاني منها قرى محافظة أسوان.

قرية "الدكة"

"لا يليق بنا فى محافظة أسوان التي أعلنها الرئيس السيسي عاصمة للشباب الأفريقي، أن نعيش فى منازل بدون صرف صحي".. هكذا عبر أهالي قرية "الدكة" في محافظة أسوان، عن حياتهم الأكثر بؤسًا وشقاء، دون القرى الأخرى.

"النمل الأبيض.. البطالة.. الصرف الصحي.. المباني المتهلكة.. تدهور الحالة الصحية.. والوحدة الصحية مرفوعة من الخدمة"، واقع تعيشه قرية "الدكة" التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، حيث صُنفت ضمن قائمة 100 قرية أكثر احتياجا بمبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي صلت نسبة الاحتياج بها نحو 91.70%.

فمعظم المنازل بقرية "الدكة" متهلكة وآيلة للسقوط، نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي إلى أساسات المنازل ما عمل على تصدع الجدران، حيث يعتمد معظم الأهالي على "الطرنشات" لكسح مياه الصرف الصحي.

ويتنشر بالقرية "النمل الأبيض"، الذي يأكل الأخضر واليابس وكل ماهو موجود في المنزل، مما قد يعرض المنازل للسقوط

كما تعاني القرية من انخفاض عدد الأطباء في الوحدة الصحية، بل يصل الأمر إلى إغلاق الوحدة الصحية لفترات طويلة لعدم وجود أطباء، ما يدفع الأهالي للنزول إلى القرى المجاورة.


جزيرة المنصورية

فيما سيطرت مشاكل "تلوث مياه الشرب.. اختفاء الأراضي الزراعية.. تدهور المعدية النيلية" علي  أهالي جزيرة المنصورية بمركز دراو بمحافظة أسوان، الأمر الذي جعلها ضمن 7 قرى الأكثر احتياجا بنسبة 78.74%، في مبادرة "حياة كريمة" التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويبلغ تعداد سكان القرية نحو 13 ألفا و651 نسمة، حيث تضم القرية نحو 9 نجوع وهى "العمدة والقيزان القبلى والقيزان البحري والشيخ يوسف الحسيناب والقوز البحري والقوز القبلي والقوز الشرقى والقوز الغربي وأم حامض".

,أكد أهالي القرية، أنهم يعانون من عدم المقدرة على التنقل إلى الجهة الشرقية من جزيرة المنصورية في فصل الشتاء، وذلك بسبب انحصار المياه إلى الداخل لتصبح بعيدة عن شاطئ المرسى، مما دفع الأهالي إلى الاجتهاد لجمع أكوام الرمال والأتربة لصناعة جسر الترابي، حتى عمق النيل حيث ترسو المعدية والمراكب النيلية.

وأشاروا إلى أن هناك 4 مراكب تابعة للمجلس المحلي، ولكن المسئولين تركوها معرضة للسرقة أمام المرسى النيلي، مؤكدين أن المعدية النيلية لا تعمل بانتظام بسبب تعرضها للأعطال باستمرار.

وعن مشاكل مياه الشرب، أكدوا أن مياه الشرب داخل القرية مختلطة بالرمال والطين والمخلفات الملقاة في النيل، وذلك يرجع إلى موقع سحب المياه من مكان خطأ في النيل، مطالبين بضرورة تغيير موقع مأخذ مياه الشرب للقرية.

ومن ضمن المشاكل التي تواجه القرية، هو اختفاء الرقعة الزراعية، نتيجة تزايد البناء السكني، كما توقف مشروع قرية المنصورية الجديدة، مما زاد عملية البناء العشوائي على الأراضي الزراعية.

وناشد أهالي القرية الحكومة بالسماح لأبناء القرية للالتحاق بالمدرسة الصناعية للطاقة الشمسية، ولشباب القرية للعمل فى مشروع الطاقة الشمسية، حتى لا يكون حكراً على قرية بنبان فقط.


قرية "دابود"

وفي قرية "دابود"، كان "غياب التعليم.. وانعدام الصرف الصحي.. ومنازل غير مؤهلة للسكن"، أبرز المشاكل التي يعاني منها أهالي القرية بمركز نصر النوبة في محافظة أسوان، والتى يصل عدد سكانها إلى 2588 نسمة، الأمر الذي جعلها تدخل ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فطبقًا لإحصائية وزارة التضامن الاجتماعي وصلت نسبة احتياج القرية نحو 79.10%.

وأكد الأهالي أن القرية تحتاج إلى مدارس للتعليم الأساسي، وذلك لحل مشكلة الكثافة الطلابية بالفصول، كما لا يوجد بالقرية مدارس ثانوي عام أو صناعي أو تجاري، مما يضطر طلاب تلك المرحلة إلى الالتحاق بمدارس خارج نطاق القرية على بعد 8 كيلو مترات.

فالحياة الصحية والآدمية لتلك القرية معدومة، فلا يوجد إلا وحدة صحية ولا تحتوي على طاقم طبي أو تمريض.. أما بالنسبة للحياة الاجتماعية، فالمنازل آيلة للسقوط نظرا لتسرب مياه الصرف الصحي أسفل المنازل، ولا يوجد بالقرية مشاريع صغيرة أو متوسطة تساعد الشباب على العمل، لذلك تركو القرية واتجهوا إلى محافظات "القاهرة والإسكندرية" للبحث عن مصدر رزق يساعدهم في توفير احتياجتهم الأساسية.

 

قرية سبيل العرب

ويعيش أهالي قرية سبيل العرب التابعة لمركز ومدينة كوم أمبو الواقعة شمال بمحافظة أسوان، حياة غير آدميه، منازل بلا أسقف، ومراكز صحية مرفوعة مؤقتا من الخدمة، ومدارس لا تستوعب أعداد الطلاب داخل القرية، مما عمل على ارتفاع نسبة الآمية، بالإضافة إلى انعدام المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي خلق بطالة، لذلك صنفت تلك القرية من الأكثر احتياجا بنسبة 91.70%، ووصل عدد سكانها إلى 6830 نسمة.

فأكد عدد من الأهالي أن القرية لا يوجد بها صرف صحي، بجانب ارتفاع نسبة المياه الجوفية، التي أصبحت تتسرب إلى داخل المنازل مما عمل على تصدع الجدران وتشبعها بالرطوبة، مؤكدين أن المنازل أصبحت آيله على السقوط.

كما ارتفعت كثافة الطلاب داخل الفصول، الأمر الذي يطلب بناء مدارس جديدة للمرحلتين، حسبما أكدوا أهالي القرية في التقارير الصحفية، مطالبين بضرورة إنشاء مركز رياضي وثقافي، ومشروعات إسكان، وإنتظام عمليات ري الأراضي الزراعية.

 

قرية "الرغامة"

"مياه الصرف الصحي، تحيطنا من جميع الاتجاهات .. ومنازلنا أصبحت آيلة للسقوط"، شكوى جماعية تقدموا بها أهالي قرية الرغامة البلد التابعة لمركز كوم امبو شمال محافظة أسوان، كثيرا إلى الوحدات المحلية ولكن لم يرد عليهم أحد.

فإهمال المحليات جعل تلك القرية تصنف ضمن أكثر القرى احتياجا بمحافظة أسوان، لتدخل تحت عباءة مبادرة "حياة كريمة" التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث وصلت نسبة الاحتياج نحو  77.17%، ويصل عدد سكانها 6121 نسمة.

فأكد أهالي القرية أن شبكة الصرف الصحي متهالكة، وتسرب مياه الجوفية، إداى إلى انهيار وسقوط بعض المنازل، وتأكل جدران بعض المنازل، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة نظرا لركود المياه وعدم تصرفيها داخل الترعة وتحويلها إلى مقلب قمامة والحيوانات النافقة، مما رفع نسبة الفشل الكلوي داخل تلك القرية.

وأضافوا في تقارير صحفية، أن الوحدة الصحية بالقرية لا يوجد بها أطباء أو تمريض، مما ساعد على انتشار الأمراض، مناشدين الحكومة بسرعة فتح الوحدة الصحية وتوفير بها أطباء.

وأعربوا عن استيائهم من حالة المدارس بالقرية، فهي غير محوطه بسور يحمي الطلاب، كما أن الطلاب يقفون الطابور صباحا في الشارع وسط التكاتك والسيارات المارة.


قرية "الرديسية"

وأخيرا.. "أشباح تسكن محطة القطار.. مياه المجاري تغرق الشوارع.. انتشار الفشل الكلوي.. الوحدة الصحية مرفوعة مؤقتا من الخدمة" هذا هو حال قرية "الرديسية" بمركز إدفو، محافظة أسوان.

ودخلت قرية "الرديسية" ضمن الـ 7 قرى الأكثر احتياجا بالمحافظة ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، نتيجة انعدام الخدمات وتدهور حال المواطنين بها، فوصلت نسبة الاحتياج بها نحو 81.22%، حيث يصل عدد السكان نحو 7392 نسمة.

وأكد الأهالي أن شوارع القرية تغرق في مياه المجاري، نتيجة انسداد شبكات الصرف الصحي، مما عمل على انتشار الأمراض وانبعاث روائح كريهة، وتعرض المنازل للسقوط في أي وقت، نتيجة تسرب المياه إلى جدران المنازل.

وعلى مستوى الوحدة الصحية، أوضح الأهالي في تقرير صحافية، أن الوحدة ليس بها طاقم أطباء أو ممرضين، مما يكلف الأهالي النزول إلى القرى المجاورة من أجل متابعته حالتهم الصحية، فضلا عن انتشار الفشل الكلوي داخل القرية، وتدهور الحالة المادية لأغلب الأهالي، لعدم وجود مشروعات صغيرة أو متوسطة يعمل بها الشباب.

وعلى الجانب الأخر، أوضحوا الأهالي أنهم يعانون حين يفكرون للسفر إلى محافظات مصر، نتيجة عدم وقوف القطارات المكيفة والمميزة بمحطة السكة الحديد الموجودة بالمدينة؛ ما أدى إلى إهمال المحطة وتحطم نوافذها ومكاتبها، وتحولت المحطة لمأوى للخارجين على القانون.

وأكدوا أن أهالي مدينة الرديسية والقرى والنجوع التي تتبعها والمجاورة، يضطرونا  للذهاب لمحطة إدفو، لاستقلال القطارات، ما يمثل تكلفة مادية كبيرة وإرهاقًا بدنيًا لهم.

 

وكانت البيانات التي أعدتها وزارة التضامن الاجتماعي، رصدت 100 قرية تحت خط الفقر فى جميع محافظات مصر، وتتضمن بيانات تفصيلية لأكثر من ٣٢ مليون مواطن وتغطي الاحتياجات المادية والحالة الصحية ومستوى التعليم والدخل والتشغيل في ما يعرف بخرائط الفقر متعدد الأبعاد.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة