الأحد 19 مايو 2024

السبت الفاصل في السودان.. قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي يعلنون الوثيقة الدستورية ويحددون ملامح الفترة الانتقالية وهيكل السلطة الحاكمة

تحقيقات15-8-2019 | 20:02

تتجه أنظار السودانيين، السبت المقبل، نحو قاعة الصداقة بالخرطوم، حيث يلتقي الثوار مع قادة المجلس العسكري الانتقالي، ومراقبين من دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية، ليشهدوا الكشف عن وثيقة الإعلان السياسي والدستوري وتشكيل المجلس الوزارى للمرحلة الانتقالية.

 

وتأتي أهمية هذه الوثائق التي تشمل وثيقة الإعلان السياسي، ووثيقة الإعلان الدستوري التي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولي بين المجلس العسكري الانتقالي وقوي إعلان الحرية والتغيير في الرابع من أغسطس الجاري بعد مخاض عسير، وتفاوض امتد علي مدي أربعة أشهر، مدفوعا بوساطة إثيوبية- إفريقية ليضع اطارا دستوريا يؤسس للمرحلة الانتقالية، وهياكل السلطة الثلاثة عبر مصفوفة زمنية اتفق عليها الطرفان لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري.

 

وتحمل الوثيقة الدستورية وفقا لمراقبين الكثير من فرص النجاح خاصة أنها استوعبت كافة القضايا التي تم طرحها في التفاوض بل اجابت علي كثير من التساؤلات المطروحة، وبددت مخاوف الكثيرين من المشككين علي قدرتها علي استيعاب قضاياهم ومشاكلهم خاصة تجمع الجبهة الثورية وقوي الهامش.

 

ويرى مراقبون أن توقيع وثائق الفترة الانتقالية في حد ذاته يعتبر من التحديات الكبرى التي تواجه السودانيين لاختبار قدرتهم علي التصدي لقضاياهم، والاتفاق علي ثوابتهم دون تدخل خارجي، ويؤكد قدرتهم علي تحقيق الانتقال السلس نحو الدولة المدنية التي كانت ولا زالت شعار الثورة وهدفها المنشود.

 

كما إن التوقيع النهائي علي وثائق الفترة الانتقالية يضع السودان علي أعتاب مرحلة جديدة من التطور والنهوض الاقتصادي والاجتماعي، والسياسي بتهيئة الأجواء نحو إقامة انتخابات حرة ونزيهة تحظي بمشاركة كافة أهل السودان.

 

ويقابل السودانيون هذا الحدث التاريخي الكبير بكثير من التفاؤل والأمل في أن يُفضي إلى تحقيق دولة المواطنة والحرية، والعدالة، ويتحقق بعده السلام الذي ظل حلما للكثيرين، والتوجه نحو تحقيق التقدم الاقتصادي ومخاطبة قضايا المواطن المعيشية.

وعبر العديد من أبناء السودان عن أملهم في التغيير المنشود، حيث يري الحاج إبراهيم مضوي 75 سنة أن هذا الحدث لا يقل أهمية عن إعلان استقلال السودان بل قال إنه بمثل الاستقلال الثاني بما يحمله من بشريات بمستقبل زاهر يشارك فيه كل السودانيين بمختلف مشاربهم.

 

وتابع: " صبرنا كثيرا وانتظرنا طويلا" ونتمني أن يحصد السودانيون ثمار ثورتهم تقدما و نماء وعزة وكرامة.

 

وأبدي تفاؤله في أن يعبر السودان إلى مرحلة جديدة من العدل والحرية والسلام والتعافي الاجتماعي بين مكوناته المختلفة.

 

فيما راهن الشاب ياسر خالد محمد 25سنة علي أن الثورة التي قادها الشباب ومهروها بدمائهم ولن يتراجعوا عن تحقيق أهدافها، وهي محروسة بالشباب، وحث الموقعين علي الوثائق للمضي قدما في تطبيق بنودها، والإسراع بتحقيق الدولة المدنية المتحضرة وفاء للشهداء.


وقال الشاب: هذه اللحظة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور لجهة نقل البلاد من الحالة التي سادت لمدة أربعة أشهر سبقتها ثلاثة عقود من التدهور الذي شمل كافة مناحي الحياة، وإذا تم تنفيذها بصدق فإنها ستنقل البلاد إلى عهد جديد قوامه الرقي والتقدم والازدهار.