الجمعة 17 مايو 2024

في ذكرى ميلاده.. محمد فوزي يروي في تسجيل نادر كيف ولدت أغنية «ماما زمانها جاية»

19-8-2019 | 14:19

تحل اليوم الذكرى الـ 101 على ميلاد جميل الروح خفيف الدم والظل الفنان المبدع محمد فوزي، فهو المولود في 19 أغسطس 1918 .

 

 في ذكرى مولده عثرت "الهلال اليوم" على تسجيل صوتي نادر، يروي فيه الفنان محمد فوزي العديد من ذكريات طفولته وصباه، وأيضا الدوافع التي حببته في الفن، مع بعض العقبات والطرائف التي واجهها في حياته ومسيرته الفنية، وننشر في ذكراه جزء منه والخاص ببدء تلحينه للأطفال  باعتبارهم شريحة هامة في المجتمع.

 

يعتبر محمد فوزي هو رائد تلحين أغاني الأطفال، وقد أكد أن التلحين لهم أصعب من التلحين للكبار، فكيف سيستوعب الطفل الأغنية وكيف سيرددها، لذا اعتمد في ذلك النهج على كلمات سلسة بسيطة ولحن سهل ومرح في نغماته، وقد بدأ فوزي أول أغانيه للأطفال وهي "هاتوا الفوانيس يا ولاد" وهي أغنية إذاعية قبل بدء التليفزيون، تحرص الإذاعة على بثها طوال شهر رمضان منذ أن غناها وحتى الآن.

 

أما تجربة التلحين والغناء للطفل في السينما، فقد بدأها فوزي بأغنية "ذهب الليل" في فيلم "معجزة السماء" والذي عرض بسينما أوبرا في 19 مارس 1956، وفيه غنى فوزي أغنيتين مع "ذهب الليل" وهما "فين اللي شغل بالي" و"كلمني طمني" وكلها من تأليف الشاعر حسين السيد.

 

حرص نجوم الغناء في عهد ثورة يوليو 1952 أن يكتبوا التاريخ بأغنياتهم، وقد شاركهم فوزي أيضا فيما ذهبوا إليه، وكل تلك الأغاني كانت موجهة للشباب والكبار، ليعيشوا الحدث ويعرفوا التاريخ، وقد انتبه فوزي لفئة عمرية لا تعي الأحداث جيدا، ربما عاشتها ولكن ستضيع معالمها عند الكبر، وهم فئة الأطفال، لذا غنى محمد فوزي أغنية للأطفال وهي "كان وإن" يروي فيها مكانة ثورة يوليو مع حدث تأميم القناة والعدوان الثلاثي على مصر، واستخدم فوزي كلمات مبسطة ولحن اعتمد فيه على آلتين يحبهما الأطفال وهما الإكسليفون والأوكورديون فقط مع كورس من الأطفال يرددون معه.

 

مع نشأة التليفزيون كان لفوزي ريادة الأغنية التليفزيونية للأطفال، حيث بدأها بتجربة جديدة من خلال أغنية "ماما زمانها جاية" وروى فوزي أن فكرة الأغنية أتته عندما سافر إلى ألمانيا وأحضر اسطوانة بها ضحكة وبكاء طفل صوته بديع، ومع عودته إلى مصر قرر أن يلحن ويغني أغنية تسير مع وتيرة ضحك وبكاء الطفل الألماني، وأكد أنه جمع قرابة مائة طفل مصري ليستمع منهم إلى ضحكة أو بكاء تشبه الطفل الألماني لكنه لم يجد، لذا اعتمد فوزي على ضحكة وبكاء الطفل في الأسطوانة الألمانية وكتب له الشاعر الكبير حسين السيد كلمات الأغنية لتصبح "ماما زمانها جاية " من أروع وأشهر أغاني الأطفال حتى الآن.

 

من الطريف أن فؤاد المهندس وشويكار استعانا بأغنية "ماما زمانها جاية" ليغنياها مع مجموعة الممثلين ويختتما بها فيلم سفاح النساء عام 1970، فهي الأغنية التي روضت السفاح وأعادته إلى ذكريات الطفولة وجعلته يترك ضحيته شويكار ويتم القبض عليه ، أما إسماعيل يس فقد سبق المنهدس وغنى بنفسه لحن أغنية "ماما زمانها جاية" ولكن بكلمات أخرى وهي "شوشو زمانها جاية" في فيلم العقل والمال" إنتاج 1965.