السبت 23 نوفمبر 2024

«نيويورك تايمز»: داعش مستعد لوراثة دور العنف حال عقد اتفاق سلام مع طالبان

  • 20-8-2019 | 20:58

طباعة

يهدد تنظيم "داعش" الإرهابي في أفغانستان بأن يرث دور إشاعة العنف والإرهاب في البلاد عن حركة طالبان المتمردة إذا توصلت الأخيرة إلى اتفاق سلام مع الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الأفغانية، وهي صفقة تبدو قريبة المنال.


وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - في تقرير تحليلي على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن رسالة داعش تجلت، السبت الماضي، عندما فجّر انتحاري نفسه في حفل زفاف بالعاصمة كابول ليقتل 63 شخصا، في هجوم إرهابي نسبه التنظيم إلى أحد الموالين له في من باكستان ويعتبر أحد أكثر هجمات داعش فتكا منذ تأسيس فرعه في شرق أفغانستان قبل 5 سنوات.


وأضافت أن التفجير كان بمثابة تذكير مؤلم بالتهديد المباشر الذي يشكله الموالون لـ "داعش"، حيث يمكنهم اختراق نقاط التفتيش المشددة في العاصمة وتنفيذ هذا النوع من المذابح التي تدمر المجتمع الأفغاني الضعيف بينما يزيد الضغط على الحكومة المهتزة بالفعل. 


وأشارت الصحيفة إلى أن "داعش" يشكل أيضا خطرا طويل الأمد يقلق الجيش الأمريكي والمسؤولين الأفغان؛ ألا وهو تنصيب التنظيم الإرهابي نفسه لكسب موطئ قدم حال التوصل لاتفاقية سلام مع طالبان، لافتة إلى أنه من المرجح أن ينمو تنظيم داعش بشكل كبير إذا انشقت طبقة المتمردين المتطرفين عن طالبان رغبة في الاستمرار في القتال ضد الولايات المتحدة، كما أن داعش قد ينمو إذا خلف انسحاب الجيش الأمريكي السريع من أفغانستان فوضى في البلاد. 


ونقلت الصحيفة عن القيادي السابق في تنظيم "داعش" الإرهابي عبدالرحيم مسلم دوست، الذي تم حبسه سابقا في السجون الباكستانية وكذلك معتقل جوانتنامو الأمريكي، قوله إن "داعش هو بديل طالبان" في أفغانستان.


وأوضح مسلم دوست - في حوار مع "نيويورك تايمز" - كيف ساعد في تشكيل فرع "داعش" في أفغانستان، قائلا إن أغلب المجندين كانوا أعضاء سابقين في طالبان الأفغانية والباكستانية، مشيرا إلى أنه منذ عام 2015 انشق بنفسه عن التنظيم زاعما أن ذلك بسبب اختراق الجيش والاستخبارات الباكستانية صفوف التنظيم.


ولفتت الصحيفة إلى أن وجهة النظر نفسها يشاركها بعض المسؤولين الأمنيين في أفغانستان، حيث تصوروا "داعش" دائما استكمالا لما وصفوه بسياسة باكستان المجاورة للحفاظ على "عمق استراتيجي" داخل أفغانستان والذي تمارسه عبر نفوذها على مليشيات مسلحة.


وأوضحت الصحيفة أن طالبان صُورت كثيرا أنها مصدر النفوذ الرئيسي لباكستان داخل أفغانستان، وحتى بعد دفع الضغوط الدولية باكستان إلى دعم عملية السلام مع طالبان، فإن المسؤولين الأفغان مازالوا يتهمون المؤسسة العسكرية الباكستانية بالاستثمار في فرع "داعش" بأفغانستان للحفاظ على نفوذها بالاستراتيجية ذاتها.


وأضافت أن المسؤولين الأفغان يقولون إن هناك تداخلا بين شبكات دعم المليشيات في أفغانستان وباكستان التي تمكن "داعش" من تنفيذ التفجيرات الانتحارية وتلك التي ساعدت ذراع طالبان الأكثر فتكا، شبكة حقاني، على شن هجمات في المدن لسنوات.


ونقلت الصحيفة تصريحات لوزير الداخلية الأفغاني مسعود أندارابي، قال فيها إن "مسؤولية كل هذه الهجمات، التي تُنفذ بنفس تكتيكات طالبان، سببها حركة طالبان"، مضيفا أن "طالبان من شكلت كل تلك الشبكات والآن يتبنون الهجمات عندما يريدون ولا يتبنوها عندما لا يرغبوا في ذلك".


    الاكثر قراءة