أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، تمسك بلاده بالعودة الكريمة للنازحين السوريين إلى بلادهم، معتبرا أن "تجاهل المجتمع الدولي" لضرورة عودة النازحين إلى سوريا، يطرح علامات استفهام كثيرة حول الأسباب.
وقال الرئيس اللبناني – في تصريحات له اليوم – إن عودة النازحين السوريين إلى ديارهم، تمثل "هاجسا مشتركا" لدى لبنان والدول الأخرى المضيفة للنازحين.
واعتبر عون أن تقديم المساعدات الدولية للنازحين السوريين في أرضهم، من شأنه أن يشكل حافزا مهما لتحقيق هذه العودة، مشيرا إلى أن الذين عادوا من لبنان إلى سوريا حتى الآن بإشراف جهاز الأمن العام اللبناني، لم يتعرضوا لأية مضايقات، وأن عمليات العودة ستستمر تباعا.
ويتولى الأمن العام منذ منتصف العام الماضي، عملية تأمين العودة الطوعية لدفعات من النازحين السوريين الذين يبدون رغبة مسبقة بالعودة إلى بلداتهم ومدنهم في سوريا، بالتعاون مع مفوضية اللاجئين الأممية، حيث يقوم بتسجيل الأسماء والأعداد، والتنسيق مع السلطات الأمنية السورية في شأن ترتيبات عودتهم على دفعات ومراحل متتالية.
يشار إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية تفيد بوجود قرابة مليون و 300 ألف نازح سوري داخل الأراضي اللبنانية، ويتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسئولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون وحتى 2 مليون نازح.
ويعاني لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر في العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذي يقترب من 5 ملايين نسمة.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.