أكد خبراء سياسيون أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام قمة مجموعة السبع ستقدم تصورا كاملا لاحتياجات القارة الأفريقية، ورؤية النهوض بأوضاعها وتدعيم علاقاتها بالدول السبع الصناعية الكبرى، موضحين أن الرئيس سيركز على تعزيز أوجه التعاون بين القارة والمجموعة لعرض كافة القضايا التي تهم أفريقيا.

وتعقد اليوم الأحد، جلسة عن الاقتصاد العالمي بالإضافة لجلسة أخرى عن تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة، كما يتضمن جلسة عن تعزيز الشراكة مع أفريقيا، وهى الجلسة التي ستشهد كلمة للرئيس السيسي؛ بالإضافة إلى غداء عمل يتضمن بحث ملف مكافحة أوجه انعدام المساواة في المصير.

رؤية النهوض بأوضاع أفريقيا

الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، قال إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة مجموعة السبع تكتسب أهمية سواء على الجانبين السياسي والاقتصادي أو على كافة المستويات، مضيفا إن مصر لديها عدة ملفات على رأس أجندتها بالقمة أبرزها تأكيد وتدعيم العلاقات السياسية بين مصر وهذه الدول السبع.

 

وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي سيعرض رؤية مصر بشأن القضايا العربية والحلول السلمية للأزمات، مضيفا إن القارة الأفريقية حاضرة بقوة خلال مشاركة الرئيس السيسي بالقمة حيث سيلقي كلمة خلال جلسة بعنوان الشراكة بين أفريقيا والدول السبع، في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019.

 

وأضاف إن الرئيس سيقدم الرؤية المصرية بشأن قضايا القارة الأفريقية وأزماتها وهمومها وأوجه التعاون والتنمية لتدعيم العلاقات الأفريقية بهذه الدول الصناعية الكبرى، مشيرا إلى أن أفريقيا قارة زاخرة بالموارد الطبيعية لكن تحتاج إلى إعادة ترتيب الأوراق والنهوض بأوضاعها.

 

وأشار إلى أن مشاركة الرئيس بالقمة هي فرصة لعرض الفرص الاستثمارية المصرية خلال لقاءاته الثنائية مع قادة الدول المشاركة وتأكيد العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول، مضيفا إن مصر هي بيئة حاضنة للاستثمار حاليا ولديها فرص تنموية واستثمارية جيدة يعرضها الرئيس بشكل مستمر خلال زياراته الخارجية.

 

وأكد أن قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتغيرات المناخية والبيئية كلها قضايا محورية خلال القمة وستشغل جزءا مهما من كلمة الرئيس أمام القمة.

 

تعزيز أوجه التعاون

ومن جانبه، قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشارك في قمة مجموعة السبع بمدينة بياريتز الفرنسية بعد دعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مضيفا أن الرئيس السيسي يشارك بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي في العام الحالي، وسيطرح خلال كلمته اليوم قضايا القارة.

 

وأوضح الزنط، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز هذه القضايا هي الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتنمية الاقتصادية كعامل من عوامل الهجرة غير الشرعية لأوروبا، وكذلك قضايا تمكين المرأة والتحول الرقمي وغيرها، مضيفا إن الرئيس سيركز على أوجه التعاون بين دول القارة والدول السبع الصناعية الكبرى.

 

وأشار إلى أن مصر أصبح لها حضورا قويا في كافة المحافل الدولية، واستعادت دورها الريادي البارز في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، حيث شاركت في كافة المؤتمرات الدولية التي عقدت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مضيفا إن هذه المشاركة تؤكد أن مصر تسير في الطريق الصحيح.

 

وأضاف أن الدعوات المستمرة لمصر في المنتديات والمحافل الدولية الكبرى تعكس أن مصر تسير على الطريق الصحيح وأنها نجحت تحت قيادة الرئيس السيسي في إعادة هندسة العلاقات الخارجية بما يثبت مصر كدولة كبرى ذات تأثير في منطقة الشرق الأوسط.

 

تصور لاحتياجات القارة الأفريقية

فيما قال اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة السبع تأتي في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام الجاري، حيث يمثل الرئيس القارة أمام هذه القمة، مضيفا أن هذا أمر هام لتقديم الرئيس لتصور كامل لاحتياجات القارة من التعاون مع السبع دول الكبرى التي تمثل كبرى القوى الاقتصادية في العالم.

 

وأوضح بخيت، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا التصور سيساعد الدول الكبرى التعامل مع القارة بأسلوب لا يخل بالمصالح المشتركة، ويضع تلك المصالح في حسبان هذه الدول عند التخطيط للتعاون مع المناطق المختلفة في العالم، مضيفا أن الرئيس سيركز في كلمته المرتقبة اليوم على جملة من القضايا التي تهم القارة الأفريقية.

 

وأشار إلى أن القمة في دورتها الحالية تركز على قضايا التغيرات المناخية والتحول الرقمي والتطورات الاقتصادية، مضيفا أن أفريقيا تحتاج للتطور التكنولوجي والتحول الرقمي في كثير من دولها، وكذلك تحتاج للنهوض الاقتصادي نظرا لتردي الحالة الاقتصادية في معظم دول القارة، برغم ما تتمتع به من خيرات وثروات.

 

وأضاف أن الدول الأفريقية تحتاج لطبيعة استثمارية تفيدها بدلا من نهب ثرواتها، وهي الرؤية التي سيعرضها الرئيس السيسي أمام القمة بصورة تعكس احتياجات القارة، موضحا أن ملف التغيرات المناخية أمر يهم القارة الأفريقية لأنها دول لم تشهد أي نوع من الرعاية المناخية أو البيئية خلال الفترة الأخيرة.

 

وأكد أن رؤية مصر ستركز على هذه القضايا الثلاث إلى جانب الملفات السياسية والوضع الأمني الذي تعاني منه القارة بالكامل.