الأربعاء 29 مايو 2024

توقعات بضخ 50 مليار دولار في إفريقيا عقب قمة «تيكاد 7».. اقتصاديون: استثمارات جديدة تنعش القارة السمراء.. وخلق مسار تعاوني فعال.. واليابان من أوائل الداعمين للدول النامية

تحقيقات29-8-2019 | 17:56

اعتبر اقتصاديون، قمة الـ"تيكاد"  التي تحتضنها العاصمة اليابانية طوكيو بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي قادرة على تحقيق التنمية المستدامة في القارة السمراء ودعم الخطط الاستثمارية، متوقعين ضخ استثمارات جديدة في القارة الإفريقية تقدر بـ50 مليار دولار.

 

وكان الرئيس السيسي افتتح مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، صباح اليوم الخميس، جلسة حوار الأعمال بين القطاعين العام والخاص والتي تعقد في إطار مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "التيكاد 7"، الذي بدأ أعماله اليوم بمدينة يوكوهاما اليابانية، ويستمر حتى الثلاثين من أغسطس الجاري.


 

ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، إلى اليابان، للمشاركة في القمة السابعة للتيكاد، بعد ختام زيارته لفرنسا، والمشاركة في قمة الدول السبع الكبرى "G7".

 

وتنعقد قمة "تيكاد 7" أو "مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الإفريقية"، في الفترة بين 28 و30 أغسطس الجاري، بمدينة "يوكوهاما" اليابانية، والذي انطلق لأول مرة عام 1993 بمبادرة من الحكومة اليابانية.

 

ويشكل مؤتمر "تيكاد 7" نقطة تحول فى مسار التعاون بين دول القارة الإفريقية واليابان، حيث ستؤسس تلك القمة لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، ترتكز على المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية وتعزيز مساهمة اليابان فى تنمية القارة الأفريقية.


 

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري الياباني مع الدول الإفريقية ويتضمن مناقشات حول تعزيز الصحة والتعليم والتغير المناخي وتمكين المرأة ودعم الاستقرار والسلام والتنمية في القارة.

 

50 مليار دولار استثمارات جديدة

 

وقال أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادي، إن قمة التيكاد التي يشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي في اليابان، تعمل على تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر واليابان ودول القارة الإفريقية لتحقيق التطلعات التنموية والاستثمارية.

 

وأكد الخبير الاقتصادي لـ«الهلال اليوم» أن القمة فرصة لتبادل وجهات النظر بين الأطراف المشاركة، وبصفة مصر رئيسا للاتحاد الإفريقي وأيضا لكونها أحد أهم اقتصاديات القارة السمراء، لافتا إلى أن زيارة الرئيس السيسي للدول الصناعية الكبرى وخاصة اليابان، تعمل علي الترويج وتحقيق مكاسب اقتصادية وعلاقات تجارية لإفريقيا.

 

وتوقع "الديب" مساهمة القمة، وكذلك قمة الدول السبع الصناعية التي أجريت قبل أيام بفرنسا وحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ضخ استثمارات تزيد عن 50 مليار دولار في شرايين اقتصاد القارة الأفريقية خلال السنوات الخمس المقبلة.


 

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن مصر تلعب دورا قويا في دعم التواجد الاقتصادي لإفريقيا عالميا من خلال إطلاق منطقة التجارة الحرة لتحقيق التكامل بين دول القارة، والتي من شأنها زيادة الحركة الاقتصادية والتجارية في إفريقيا وترفع حجم التجارة الإفريقية من 500 مليار دولار إلى 700 مليار، ما يحقق نهضة شاملة لكل الدول الإفريقية، وبالطبع مصر.

 

مسار التعاون

 

أما الدكتورة يمن الحماقي أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، فقالت إن مشاركة الرئيس السيسي في قمة التيكاد في العاصمة اليابانية يعود بفؤاد استثمارية واقتصادية كبيرة على القارة السمراء في ظل مساعي الرئيس السيسي لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق التكاتف الفعال بين أبناء القارة.

 

وأكدت الحماقي لـ«الهلال اليوم اليوم» أن اليابان من أوائل الدول الداعمة للدول النامية والقارة الإفريقية وبحث دعمهم بكافة السبل الممكنة، حيث أن الشعب الياباني يملك آليات تعاونية وتطويرية كبيرة ومستعد لتقديم المزيد من الدعم الاستثماري والاقتصادي للقارة السمراء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بها.

 

وأوضحت أن القارة الإفريقية تعاني من الجهل والتخلف والأمراض والأمية، ولن يتحقق التنمية إلا من خلال عنصرين هامين هو "إتاحة الفرص" و"تنمية القدرات"، مؤكدا أن الرئيس السيسي يسعى لإتاحة فرص أكبر لأبناء القارة الإفريقية من خلال تضخ مزيد من الاستثمارات وإقامة مشروعات خدمية وصحية كبيرة، كما يعمل أيضا على تنمية قدرات أبناء القارة السمراء من خلال رفع قدراتهم ومهاراتهم وتنميتها بما يتماشى مع سوق العمل.

 

وأشارت إلى أن مصر تبحث عن الفرص الاستثمارية الفعالة مع أبناء القارة السمراء، حيث تعمل حاليا على علاج أبناء القارة من فيروس سي لتكون الدول الرائدة في هذا المجال في أفريقيا والاستفادة من خبراتها في حل أزمات القارة ومواجهة تحدياتها، حيث يحرص الرئيس على تحقيق خطة التنمية.

 

جذب الاستثمارات

 

وقال الدكتور خالد قنديل، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس اللجنة الاقتصادية، إن الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي في منتدى الأعمال الأفريقي الياباني، اليوم الخميس، على هامش أعمال قمة مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية، المعروف بـ"تيكاد 7"، جامعة وقوية وتهدف إلى تحقيق الاستقرار ودعم التنمية في القارة السمراء.

 

وأضاف "قنديل" أن الرئيس السيسي أشار في كلمته إلى أن القارة الأفريقية تمتلك العديد من الموارد الطبيعية والبشرية، فضلاً عن موقعها الجغرافي المتميز، الأمر الذي يسهم في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية من قبل شركاء التنمية.


 

وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الوفد، أهمية كلمة الرئيس التي أكد  فيها أن مصر وشركائها من دول القارة أطلقوا بنجاح المرحلة التنفيذية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية خلال أعمال القمة الاستثنائية الثانية عشرة للاتحاد الأفريقي بنيامي في 7 يوليو 2019، وهي أحد أهم مشروعات التكامل الأفريقي، ومن المنتظر أن يكون لإطلاقها مردود تجاري واستثماري كبير لتحقيق التنمية المستدامة في دول القارة والرفاهية لشعوبها.

 

ولفت إلى أن هذه المنطقة تضم ما يقرب من 1.2 مليار نسمة، وناتجا محليا إجماليا يقدر بحوالي 3.4 تريليون دولار، الأمر الذي يجعل أفريقيا إحدى أكثر المناطق جذباً للاستثمارات.

 

كما أثنى رئيس "اقتصادية الوفد"، على جهود الرئيس في تشجيع الشركات اليابانية على العمل والاستثمار في مصر، وظهر ذلك جليا من لقاءات الرئيس مع عدد من المسئولين ورجال الأعمال، لتعزيز التعاون الاقتصادي وجذب استثمارات لمصر.

 

وأشار إلى أن لقاءات الرئيس دائما ما يتبعها نتائج ايجابية، مؤكدا أن الرئيس السيسي أشار إلى الفرص الاستثمارية الواعدة أمام المستثمرين اليابانيين في مصر في مختلف القطاعات، خاصةً المشروعات القومية العملاقة، وتطلع مصر للشراكة مع اليابان في المشروع القومي المصري الخاص بوسائل المواصلات والنقل العام التي تعمل بطاقة الغاز وكذلك قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة.