تركز نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، على المشاركة في فعاليات قمة الدول الصناعية الكبرى السبع بمدينة بيارتيز الفرنسية، والرئاسة المشتركة مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "التيكاد " الذي استضافته مدبنة يوكوهاما، وألقى خلال الفعاليتين كلمات دعا فيها إلى توسيع التعاون الدولي مع الدول الأفريقية وزيادة الاستثمارات فيها، كما التقى مع العديد من زعماء العالم ورؤساء الشركات.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالتوجه إلى مدينة "بياريتز" الفرنسية، للمشاركة في قمة مجموعة الدول السبع، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتناولت قمة الدول السبع هذا العام عددا من الموضوعات، من بينها قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية، وسبل مواجهة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ومكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة خاصة في أفريقيا، فضلاً عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، وتطورات النظام الاقتصادي والمالي العالمي.
واستقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته كلا من رئيس رواندا بول كاجامي، ورئيس السنغال ماكي سال، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس بوركينا فاسو روك كابوري، ورئيس المفوضية الأفريقية موسى فقيه، وذلك خلال غداء عمل استضافه الرئيس باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقي، وتنسيقا للمواقف الأفريقية خلال قمة مجموعة الدول السبع وأفريقيا بمدينة "بياريتز" الفرنسية.
وشارك الرئيس السيسي في جلسة عمل حول "الشراكة بين مجموعة ال٧ وأفريقيا"، بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وقادة دول مجموعة ال٧ .
وبحثت الجلسة اطلاق شراكة متوازنة بين الجانبين لتعزيز القدرة على مواجهة التحديات السكانية والاقتصادية والمناخية، ومناقشة القضايا التي تؤثر على الاستقرار السياسي والاقتصادي في القارة الأفريقية.
وألقى الرئيس السيسي كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وأفريقيا، باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقي، تناولت عرض الرؤية الأفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وترسيخ أسس الشراكة العادلة بين أفريقيا ودول مجموعة السبع في إطار المصالح المشتركة والمتبادلة.
وعلى هامش قمة الدول السبع التقى الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث أكد الرئيس السيسي قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، مشيدا بما تشهده تلك العلاقات من تطور إيجابي متواصل خلال إدارة الرئيس "ترامب"، ومشيرا إلى حرص مصر على الاستمرار في الارتقاء بأطر التعاون المشترك في جميع المجالات، فضلاً عن مواصلة التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، فى ضوء تعدد الأزمات التى تعاني منها المنطقة وخطورتها.
وأكد الرئيس السيسي دعم مصر لجميع الجهود المخلصة التي تهدف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، بما يسهم فى إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة تستفيد منها جميع شعوب المنطقة.
والتقى الرئيس السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث اتفقا على مواصة الجهود لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو يسهم في القضاء على التنظيمات الإرهابية.
كما التقى مع المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، حيث أكد حرص مصر على مواصلة تعزيز أطر التعاون الثنائي كافة، وتعزيز التشاور السياسي بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
والتقى الرئيس السيسي أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث أعربا عن التوافق والتطلع المتبادل لأن تشهد الفترة المقبلة خطوات فعالة لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا وتفعيل أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والسياسية والأمنية والسياحية.
ثم التقى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ، حيث تم بحث تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
وشارك الرئيس السيسي في جلسة عمل حول"المناخ والتنوع البيولوجي والمحيطات" في إطار قمة مجموعة ال٧، وألقى كلمة أوضح فيها وجهة نظر القارة الأفريقية تجاه قضايا البيئة وتغير المناخ.
ثم توجه الرئيس السيسي إلى اليابان ، حيث قام بالرئاسة المشتركة مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "التيكاد "، الذي يعد أهم المحافل الدولية للتعاون التنموي بين الدول الأفريقية واليابان والمؤسسات الدولية.
وعقد الرئيس السيسي مباحثات قمة موسعة مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، بحضور وفدى البلدين، حيث أشاد آبي بما حققته مصر على صعيد التنمية، لاسيما في إطار الإنجازات الملموسة الجارية على مستوى الإصلاح الاقتصادي، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم في تحفيز الشركات اليابانية على العمل في مصر للاستفادة مما تتيحه تلك المشروعات من فرص استثمارية واعدة، مؤكدا أن اليابان تولي لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة على صعيدي التعاون الثنائي والتشاور السياسي لمحورية دور مصر في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الاوسط.
وأكد الرئيس السيسي الحرص على زيارة اليابان لترؤس قمة التيكاد، وذلك في إطار العمل على استمرار وتعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فضلا عما تمثله المشاركة بين اليابان وأفريقيا من أهمية في ظل أنها تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة، وتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في الاستقرار والرخاء.
وشهد اللقاء استعراضا لسبل دعم المشاركة اليابانية-الأفريقية، حيث أكد الرئيس أن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي تضفي بُعداً استراتيجياً هاماً لإسهام مصر الفاعل في تلك المشاركة، لا سيما في ظل ما أبدته طوكيو من حرص على التنسيق الوثيق مع أفريقيا لتحقيق أولوياتها التنموية، مشيرا إلى الحرص على التعاون بين البلدين في أفريقيا وتوظيف إمكانات مصر وقدراتها لدعم المشروعات التنموية المطروحة في إطار المشاركة بين الجانبين وتوسيع نطاق إسهامها في تعزيز التنمية المستدامة.
وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لقمة التيكاد السابعة، أكد فيها أن الشراكة في إطار التيكاد حققت قدرا كبيرا من الإنجازات، وتفاعلت بالإيجاب مع المعطيات الدولية والإقليمية.
ودعا الرئيس إلى تكثيف التعاون العلمي والتنموي للاستفادة من قُدرات القارة الأفريقية الطبيعية في تنويع مصادر الطاقة، من خلال دعم مشاريع الطاقة المُتجددة والنظيفة، بما يُسهم في تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المُناخ، كما دعا الشركات الدولية إلى الاستثمار في القارة الأفريقية التي تحفل بفرص واعدة، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية الأفريقية.
وشهد الرئيس السيسى مراسم التوقيع على مذكرة تعاون بشأن برنامج التعاون الفني الثلاثي المصري الياباني بين الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
وتفقد الرئيس برفقة رئيس وزراء اليابان شينزو آبى الجناح المصرى بمعرض منظمة اليابان للتجارة الخارجية "جيترو".
وافتتح الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى جلسة حوار الأعمال بين القطاعين العام والخاص والتي تعقد في إطار مؤتمر /التيكاد 7/، وألقى السيسي كلمة نوه فيها بالدور الحيوي للقطاع الخاص لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية نظرا لما يتمتع به من إمكانات كبيرة تؤهله للقيام بدور فعال في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعد القطاع الخاص بمثابة المحرك الرئيسي لتوفير فرص العمل الدائمة، وزيادة مستوى الدخل بما يسهم في الخروج من دائرة الفقر، بالإضافة إلى أنه يسهم بشكل كبير في تزايد النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
ودعا كافة مؤسسات القطاع الخاص الياباني للتعرف على الفرص الاستثمارية التي تقدمها أفريقيا بهدف تحقيق الشراكة المأمولة بين القطاعين العام والخاص.
وشارك الرئيس السيسي في منتدى الأعمال الأفريقي الياباني وألقى كلمة أوضح فيها أن دول الاتحاد الأفريقي تدرك جيدا أن جهود الإصلاح والتحديث وتنفيذ الأجندة التنموية الطموحة 2063 لن تُكلل بالنجاح دون رفع كفاءة البنية الأساسية وتطويرها في القارة الأفريقية من خلال مشروعات عملاقة عابرة للحدود في إطار برنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا.
ودعا كافة شركاء أفريقيا للاستفادة من الإمكانات الكبيرة وفرص الاستثمار الموجودة في القارة الأفريقية، والمساهمة في تنفيذ مشروعات الطرق والسكك الحديدية والربط الكهربائي والربط الملاحي وتنمية الموانئ.
والتقى الرئيس السيسي مع هيروشيجي سيكو وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، حيث أشار الرئيس إلى الفرص الاستثمارية الواعدة أمام المستثمرين اليابانيين في مصر في مختلف القطاعات، خاصةً المشروعات القومية العملاقة، وتطلع مصر للشراكة مع اليابان في المشروع القومي المصري الخاص بوسائل المواصلات والنقل العام التي تعمل بطاقة الغاز وكذلك قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة.
والتقى أيضا شينيتشي كيتاوكا رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولى (چايكا)، حيث أعرب عن التطلع للتعاون مع الجايكا من أجل الانتهاء من المزيد من المشروعات التنموية في مصر، لا سيما مشروعات الطاقة والنقل والمواصلات وكذلك الطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى مشروع المتحف المصرى الكبير.
كما التقى الرئيس السيسي ماسومي كاكينوكي، رئيس مجلس إدارة شركة ماروبيني، وهي واحدة من أكبر الشركات اليابانية متعددة الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية، حيث رحب بتوسع الشركة في أنشطتها بمصر، مؤكدا الفرص الواعدة التي تتوافر فيها والتي يمكن للشركة مضاعفة استثماراتها من خلالها، لا سيما في إطار المنطقة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس وما تضمه من موانئ ومناطق صناعية ومراكز لوجيستية.
والتقى على هامش التيكاد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، حيث أكد الرئيس السيسي تطلع مصر لمواصلة التعاون والتنسيق مع المنظمة الأممية لتعزيز دورها الأساسي في معالجة الملفات ذات الأولوية للدول النامية، وتمويل تطبيق أجندة التنمية المستدامة 2030، وتم خلال اللقاء بحث جهود تعزيز التعاون والتنسيق بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
والتقى الرئيس السيسي مع نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، حيث تم بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما التقى نظيره الزامبي إدجار لونجو، حيث أكد أن مصر تولي أهمية خاصة لتعزيز أوجه التعاون المشترك مع زامبيا من خلال اجتماعات اللجنة المشتركة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، واستقبال المزيد من الكوادر الزامبية للمشاركة في برامج بناء القدرات التي تشرف على تنفيذها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المختلفة.
والتقى أيضا ميتسو أوتشي، رئيس جامعة هيروشيما، حيث أكد اهتمام الدولة المصرية بتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، مشيدا في هذا الصدد بنموذج الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، وذلك باعتبارها من أهم مشاريع التعاون الثنائي بين البلدين.
وفي كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي الختامي لقمة التيكاد السابعة، أكد أن القمة مثلت منجزا كبيرا لكافة الأطراف، لما شهدته من توفير منصة للحوار المباشر بين القطاعين العام والخاص، وتركيزها على عدد من الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة لدول الاتحاد الأفريقي، وعلى رأسها قطاعات البنية التحتية والصناعة والزراعة والصحة وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة، فضلاً عن قضايا السلم والأمن.
كما أكد أن الاتحاد الأفريقي حريص على التعاون والتنسيق مع اليابان وكافة الشركاء المنظمين للتيكاد لضمان تنفيذ مخرجات القمة بما يحقق آمال وطموحات شعوب قارتنا الأفريقية، بالاضافة إلى أهمية مواصلة مسيرة التيكاد في دعم التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية، وضرورة وجود آليات متابعة فعالة تحقق الرؤية التنموية الأفريقية.
وأشاد رئيس وزراء اليابان في كلمته الختامية للمؤتمر بجهود الرئيس السيسي من خلال رئاسته المشتركة في إنجاح قمة التيكاد السابعة.